أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


مرثاة القذافي وثنائية الاستبداد والعدالة
23-10-2011 07:19 AM
كل الاردن -




alt

  طاهر العدوان  


خسرت (ليبيا الحرة) كثيرا باساليب التصفيات الجسدية للقذافي وابنه, بأفعال تنتمي الى حقبات تاريخية بعضها موغل في القدم, من المقصلة التي اقامها (روبسبير) بعد عامين من الثورة الفرنسية, الى القصص المحكاة (حيث لا فضائيات) عن الاعدامات وسحل الجثث في سجلات الانقلابات العسكرية في العراق.

غير ان القذافي واسرته لم يكسبوا شيئا, ربما قليلا من الأسى على مشاهد الديكتاتور وهو يستجدي الحياة من الذين كان يصفهم بـ (الجرذان), انهم انفسهم الشباب الذين تكالبوا عليه بنوازع ثأرية وروح انتقامية. فالايدي التي كانت تتنازع جسده الهزيل هي نفسها الأكف التي كانت الاجهزة ومنظمات البوليس السري تقوم بحشدها للاحتفاء بالقائد والزعيم, ملك ملوك افريقيا وعميد الحكام العرب.

مشاهدة (الزعيم) الحاكم منذ 42 عاما وهو يسقط بيد شعبه الثائر الساخط تنطوي على دروس وعبر مزدوجة, وهي تثبت بلا نزاع ان الامر عندما يتعلق بثنائية (الاستبداد) و(العدالة) فان الفواصل تختفي بين المراحل التاريخية, فالديكتاتور في القرن الحادي والعشرين يلاقي المصير نفسه الذي لاقاه امثاله في القرن التاسع عشر. اما الشعب فحاله واحدة ايضا, فالزعيم الظافر بالحكم يتوهم بان الملايين من شعبه هم مجرد دمى تتحرك باشارة من يده, ما يقوده الى الاعتقاد ان عواطف الناس آسنة جامدة يشكلها على حبه وطاعته والولاء له ولاسرته الى الابد. لكنه وفي غمرة استرخائه بالفوز العظيم يلتهمه الطوفان الشعبي, فيتحول بين يوم وليلة من أسد هصور الى جرذ يبحث عن حفرة آمنة.

لا يستحق القذافي اي مرثاة, والواقع انه قال مرثاته بنفسه في صورته المتداولة على شاشات الفضائيات, عندما وقف في منزل العزيزية المدمر, وهو زائغ النظرات يُخرج زفرات عميقة من صدره, لاهثا يلتقط انفاسه وهو يتحدث عن جماهير ليبيا الثائرة ضده, فلا يجد من وصف يكافئ به من اطاعوه 42 عاما إلا (بالجرذان) مشددا على انه سيقاوم من حارة الى حارة ومن زنقة الى زنقة, والواقع ان هذا ما فعله, لكنه خسر معاركه كلها امام مقاومة شعبه, ووقف عاجزا مستسلما امام (الجرذان) ليلاقي قدره المأساوي.

مع كل ما حدث للقذافي ومن قبله لمبارك وبن علي, فان اعتقاد ما تبقى من الديكتاتوريين في العالم العربي ما زال على حاله, بان الشعوب ملك لهم ولأسرهم. وانه يجوز لهم اخضاع شعب بأسره وقهره بل قتله واستباحة بيوته واعراضه وكرامة رجاله ونسائه. ما زالوا يملكون قدرة الاستمتاع بقتل شعوبهم, غير ان خاتمة المطاف للحقبة التاريخية التي امتطوا صهوتها اصبحت حتمية وهي اقرب اليهم من حبل الوريد.

وبالعودة الى (ليبيا الحرة) ومستقبلها بعد ان تغسل يديها من دماء الديكتاتور, وتبيّض ذاكرتها من تراكمات الوعي المزيف الذي كاد فيه ان يخلق الناس على شاكلته, حتى انهم كانوا على وشك الايمان بأن تاريخ ليبيا ومستقبلها مرهون بالقذافي واسرته الى ما شاء الله.

مزايا الربيع العربي في ليبيا لا يشاطرها فيه اي ربيع آخر, فالدماء سالت هناك بغزارة وكذلك انتشر الدمار والخراب. ويد الاجنبي كانت حاضرة للمساهمة في صياغة نهاياته. وهو ما يطرح على القيادات الليبية, ولا اقول القيادة, تحديات جساما, اولها الاتفاق على بناء قواعد ومناهج للحوار والتفاهم بين جموع الثوار باختلاف انتماءاتهم ومناطقهم وثقافاتهم.

ولا يغيب عن أي مراقب تلمس وجود خلافات وتضارب في الرؤى بين الاطراف الفاعلة على الساحة الليبية, من المجلس الانتقالي الى الاسلاميين وغيرهم. ان تصريف العمليات العسكرية قد يكون اسهل من تصريف امور الدولة. لكن الدرس المتوفر امام جميع الاطراف, الذي يشكل خارطة طريق, انه لم يعد هناك مكان للديكتاتورية في ليبيا الحرة, وان السلطة بيد الشعب وعلى الجميع الاقتناع بهذه الحقيقة لان ذلك سيخفف من غلواء الايديولوجيا, او الطموحات الشهوانية بالحكم عند زعيم او فئة. فالشهداء فقط هم أسياد الثورة وعلى الآخرين التعلم منهم بالتضحية من اجل مجموع الشعب.

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-10-2011 07:34 PM

الثورة الفرنسية كانت فاصل تاريخي "قاري" بين عصر العبيد وعصر البشر ,حينها الورق قليل ولا يوجد اعلام "تاجر" او مستأجر , نعم كلنا جرذان فعلا اذ قبلنا الاوضاع غير لانسانية منذ اخر رصاصه في لحرب العالمية الاولى وحتى الان اضعنا "قرن" كامل ويزيد لنتأكد باننا جرذان ,ما وصفوا بالجرذان في ليبيا لمسوا ذيولهم بعد 42 عام ,هل الذيل بعيد عن الرأس لهذه الدرجة !! لماذا يحمل الامريكان "مرآه " لنرى باننا جرذان فعلا , لماذا "يفزع" الناتو لنجده جرذان !! ليبيا ليست سوى منطقة تحت التقاسم من جديد ,استعمار جديد ومن يشك فليراجع التاريخ وليقرأ تحت اي عنوان كانت كل موجات الاستعمار ,لا زلنا جرذان وربما للبيولوجيا علاقة بذلك - لا ربيع في الصحراء حتى الان , "الراعي التائه" ليس كثر من ابن ضال!! التخلف يعيد انتاج نفسه حسب متولية هندسية ,احذروا او الاصح "حذروا" !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012