أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


"أخبرهم يا صلاح"

بقلم : د.محمد ابو رمان
04-05-2018 12:07 AM

من الإنصاف القول إنّ اللاعب المصري محمد صلاح؛ نجم فريق ليفربول الانجليزي، أصبح ظاهرة عالمية وعربية اليوم، بما يملكه من مهارات جميلة في الإبداع في كرة القدم، بل أكثر من ذلك هو نموذج مهم للشباب العربي، الذي يصنع من نفسه بطلاً عالمياً ويواجه التحديات والصعوبات ويتغلب عليها، فهو يمنح الأجيال الجديدة الأمل بالإنجاز والإبداع والنجومية.
تحوّل صلاح اليوم إلى أيقونة للشعوب العربية، وهو أمر يستحق التأمل والتفكير، وربما يرتبط مبدئياً بانتشار كرة القدم، وولع الشعوب العربية بها، فأصبحت من ضمن الاهتمامات الرئيسة للشارع، وللأجيال الجديدة، ومصدراً من مصادر التنافس بين الدول والمجتمعات والشعوب.
فوق هذا وذاك، تحديداً، على الصعيد العربي، يبدو أنّ التعلّق بصلاح والولع به، من قبل شرائح اجتماعية عريضة، وقد يكون أحد أهم النجوم والرموز العربية في اللحظة الراهنة، مرتبط أيضاً بتعطّش الشعوب العربية لأي شيء جميل، إيجابي، يعطي شعوراً مغايراً لواقع الانهيار والسقوط العربي، ولمشهد الحروب الأهلية والداخلية، والأزمات الاقتصادية والفقر والبطالة، بمعنى شيء ناجح وجميل ضد المحيط الفاشل والبشع.
هذه المعطيات قد تفسّر جاذبية صلاح التي دفعت بكثيرين إلى الاهتمام بالكرة ومتابعة مبارياته، وليست لديهم أي خبرة سابقة في كرة القدم، ومما ساعد على ذلك شخصيته ذاتها، فهو يتمتع بسمات متوازنة، وأخلاق عالية، وتواضع جميل.
مع ذلك، فإن هنالك ملاحظات تستدعي الاهتمام والتفكير؛
الملاحظة الأولى تتمثل في عدم إخراج الرجل من سياقه، فهو في النهاية لاعب كرة متميز، قد ينجح أحياناً ويفشل أحياناً أخرى في تحقيق النتائج، له حضوره في مباريات ويختفي في أخرى، كأي لاعب آخر، حتى ليو ميسي أفضل لاعب على وجه الأرض، كانت الأرجنتين تؤمّل فيه بأن يجلب لها كأس العالم، وقد لا يستطيع، فهو ليس سوبرمان.
والحال أنّ معضلة صلاح أكبر من ميسي، لأنّ آمال الجماهير العربية عليه أكبر وتعلقها فيه يتجاوز منطق كرة القدم، للأسباب التي ذكرناها، فنحن نتوق للرموز والأبطال ونحمّل الشاب الصغير أكثر مما يحتمل، ونضعه تحت ضغوط كبيرة، وكأنّ المطلوب منه في كل مباراة أن يخترع الصاروخ.
الملاحظة الثانية، هي خشيتي أن يؤدي هذا الاهتمام الهائل والكبير إلى محاولات توظيف صلاح سياسياً، إن لم يكن اليوم فغداً، من قبل الأطراف المتناحرة في العالم العربي ومصر، وربما كثيرون يرون ما حدث مع النجم المصري السابق، محمد أبو تريكة، الذي تم إقحامه في التجاذبات والصراعات السياسية، وانقلبت الدولة ضده لاحقاً، وتعرّض لأزمات مالية. بما أننا في العالم العربي لم نتعلّم حق الاختلاف، وننظر إلى الرأي الآخر من باب العداء والخصومة، ودولة القانون لا وجود لها إلاّ في الدعايات السياسية الخادعة، فإنّ إقحام صلاح في هذه الخلافات سيؤذيه تماماً، وهذه النجومية والشعبية العارمة تغري الأطراف السياسية المختلفة في جره إلى صفّها.
الملاحظة الثالثة والأخيرة، تتمثل في الدور الذي يلعبه الإعلام اليوم في صناعة النجوم والأيقونات، وصلاح يستحق ذلك، لكن هنالك أمثلة ونماذج عديدة أخرى قد تكون بالدرجة نفسها، في مجالات اجتماعية أو علمية أو ثقافية، لكن لغياب الإعلام لا يلتفت إليها الناس. بمعنى أن صلاح ليس ظاهرة فريدة، وعلينا البحث عن النماذج الناجحة الجميلة المبدعة وتظهيرها لتكون ملهمة للأجيال العربية، لأن تكون القصة أشبه بموضة شعبية لفترة محدودة ثم تذوي وتتلاشى.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012