أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


مهاتير يعود الى السلطة بإرادة شعبية .. هل كان استشراء الفساد على مستوى القمة هو السبب؟

بقلم :
10-05-2018 08:34 PM

أدى الزعيم الماليزي مهاتير محمد اليوم الخميس اليمين الدستورية لتولي رئاسة الوزراء في البلاد اثر فوزه الكاسح والمفاجئ في الانتخابات البرلمانية، وعلى رأس تحالف، ويا للمفارقة، يضم أحزابا كانت تعارضه عندما كان في السلطة قبل عقدين تقريبا.
الاحتفالات عمت ماليزيا، وبانت علامات الفرحة على وجوه الغالبية الساحقة، وسادت أجواء التفاؤل، لان مهاتير استطاع خلال توليه الحكم في ماليزيا كرئيس للوزراء لاكثر من 22 عاما، ان يقدم تجربة اقتصادية وسياسية نموذجية، تضاهي نظيرتها في سنغافورة على يد الزعيم المؤسس لي كوان لي، وجعل من ماليزيا من اقوى نمور آسيا، وحقق معدلات نمو فاقت العشرة في المئة، ونقلت ماليزيا من احدى دول العالم الثالث الى معسكر الدول المتقدمة في سنوات معدودة، ودون ان تفقد هويتها الإسلامية، او تتخلى عن مواقفها الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، رغم الضغوط الشرسة التي مورست عليها.
عودة مهاتير الى الحكم على أهميتها، تشعرنا بالفرح والحزن في آن، بالفرح لان ماليزيا تحت قيادته ستتخلص من ادران الفساد المستشرية في البلاد، وستعود الى الطريق الصحيح اقتصاديا وسياسيا، وبالحزن لان مدرسة مهاتير محمد لم تخرّج تلاميذ اكفاء يحملون الراية من بعده، ويسيرون على نهجه، فالرجل يعود الى الحكم وهو في سن التسعين (92 عاما) وبعد ان غادره طوعا.
لا نعتقد ان هناك رئيسا يمكن ان يحب بلاده اكثر من مهاتير محمد، وان يضحي بكرسي الحكم وهو في ذروة عطائه، لإفساح المجال امام الديمقراطية الماليزية لإيجاد البدائل الشابة، وعندما ادرك ان بلاده في حاجة اليه، قرر العودة، وتحمل المسؤولية، وتصالح مع خصمه اللدود أنور إبراهيم، الزعيم المعارض الذي يقبع خلف القضبان بتهم يشكك البعض في صدقيتها.
نرحب بعودة مهاتير محمد الى رئاسة الوزراء بمبايعة شعبية غير مسبوقة، وعبر صناديق الاقتراع، في انتخابات حرة وشفافة، ونتضرع الى الله ان يطول عمره، ويحقق الإصلاحات التي تحتاجها البلاد، ويعمل على تصعيد قيادة شابة جديدة تقود البلاد من بعده.
“راي اليوم”

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012