عزل إمام عن المنبر في المغرب لأنّه تكلم عن غلاء الأسعار!....بقلم : لطيفة اغبارية

الأربعاء , 17 نيسان/أبريل 2024

عزل إمام عن المنبر في المغرب لأنّه تكلم عن غلاء الأسعار!....بقلم : لطيفة اغبارية

بقلم :
13-05-2018 05:15 AM

يعيش المغاربة هذه الأيام، على وقع حملة كبرى لمقاطعة ماركات تجارية لأجل الحد من غلاء بعض المنتوجات المعيشية، والتي بدأت على فيسبوك ثم انتقلت إلى الواقع. وتهدف هذه الحملة إلى مقاطعة ثلاث ماركات تجارية بهدف خفض الأسعار، وهي،”حليب سنطرال” ومحطات وقود “أفريقيا”، والمياه المعدنية “سيدي علي”، وهي من الماركات التجارية المنتشرة بشكل كبير في المغرب، وتحت (وسم #) خليه_يريب (دعه يفسد)، استهدفت الحملة ماركة “حليب سنطرال”، التابعة لشركة “دانون سنطرال”، ويعدّ حليب هذه الشركة من الأكثر انتشارا في المغرب، كما همت المقاطعة،عبر (وسم مزوطكم_حرقوه (أحرقوا وقودكم) محطات وقود أفريقيا.
من حق المواطن الاعتراض على غلاء الأسعار التي تثري فقط جيوب الشركات الكبيرة، وبعض الشركات والمحال التجاريّة تتذكر حلول موعد شهر رمضان فتنتهز الفرصة لرفع الأسعار، غير آبهة برحمة المواطن العادي ورب العائلة الذي يكابد الأسعار وكثرة المصروفات، وبدلا من تحسين هذه الحالة نجد أنّ مطلب الجماهير أقرب للتهمة منه إلى أنّه حق مشروع. فقد تم إعفاء خطيب مسجد إبراهيم الخليل ف مدينة “سلا” من وظيفته، لأنّه تطرق لموضوع أحكام التجارة والاحتكار.
الإمام الذي بدا عليه التأثر والاستياء ممّا حصل معه، خرج في فيديو توضيحي نشره على موقع اليوتيوب، تطرق من خلاله إلى عزله عن المنبر يوم الجمعة، مؤكدا أنّه تحدث عن أخلاقيات التجارة، وعن احتكار بعض السلع لتسويقها في رمضان.
حظيت قضية الإمام بتفاعل شعبي كبير، فالمغاربة يتعاطفون مع أي شخص وقع عليه الظلم، وقد لاقى اهتماما كبيرا واتصالات كثيرة متعاطفة معه، بعد أن كان إماما لمدة تزيد عن 25 عاما، وعلى فرضية أنّه تحدث عن الغلاء فهل هذه جريمة؟! أم أنّ الرجل سرق خزينة الدولة؟!
بالمقابل لمسنا أنّ اهتمام الإعلام المغربي بهذه المقاطعة كان شبه مختفٍ، ولا دور بارز يذكر في هذا الشأن، وكأنّ القضية تلامس قضيّة لشعب من كوكب آخر، ومن المؤسف معاقبة الرجل لقوله كلمة حق تلامس هموم كل مواطن في لقمة عيشه، أمّا بالنسبة للوزير المغربي الذي قال إنّ الغلاء موجود في كل العالم فهذا غير صحيح، وعذر غير مقبول.رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات

تنويه

تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

الاسم :
البريد الالكتروني :
	اظهار البريد الالكتروني
التعليق :	بقي لك 300 حرف