أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي - تفاصيل بالتزكية .. هيئة إدارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية - اسماء الأمن يحذر من الغبار ويوجه رسالة للمتنزهين القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة - صور الأردن: مخططات مقيتة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالأقصى توقيف موظف جمارك بتهمة اختلاس 48 ألف دينار كفالة 12.8 ألف سيارة منذ بدء تطبيق قرار الكفالة الإلزامية على المركبات مكافحة المخدرات تتعامل مع 6 قضايا نوعية وتلقي القبض على 7 أشخاص - صور العقبة الخاصة تحذر من موجة غبارية قادمة من شمال غرب مصر
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


لينكولن قائد عظيم من طبقة الفقراء..بقلم : موسى العدوان

بقلم : فريق ركن متقاعد موسى العدوان
14-05-2018 07:13 PM


في كتابه ' عظماء ومشاهير ' كتب أحمد الشناوي قصة إبراهام لينكولن، ذلك الرجل الفقير الذي تدرج في سلم العلم والعمل، حتى وصل إلى قمة العظمة في رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية في أواسط القرن التاسع عشر، أقتطف منها ما يلي :

ولد ابراهام لينكولن عام 1809 في ولاية كنتكي الأمريكية، وكان أبواه في حالة فقر مدقع، وأسرته الكثيرة العدد تعيش في كوخ خشبي صغير عند طرف الغابة. اضطرته ظروف حياته أن يتولى تحصيل علمه بنفسه عن طريق الكتب، التي كان من الصعب الحصول عليها في منطقة نائية على الحدود. وقد أفلح ذات يوم في شراء عدد كبير من الكتب، من مسافر كان يحملها في برميل كبير. وكان لهذه الكتب الفضل في تزويده بمادة وافرة من الدرس والتحصيل العلمي.

قام لينكولن بأول رحلة له فتحت أبواب الفرص أمامه، وهو في سن التاسعة عشرة، حين سافر كأجير في مركب وجهته ميناء نيوأورلاينز، فتركت هذه المغامرة أثرا بالغا في قراره نفسه. وبعد أن عمل في عدة وظائف بسيطة، استطاع أن يحقق حلمه في دراسة القانون، وأصبح عضوا في نقابة المحامين وهو في الثامنة والعشرين، ثم أصبح لاحقا عضوا في المجلس التشريعي.

وجد إبراهام في عمله كمحامي فرصة للدفاع عن الحق والوقوف إلى جانب المظلومين، وتطبيق التعاليم الدينية، وإشباع حبه للعدالة والإنسانية وكرهه للمال. وفه هذا المجال فقد قال:' المحامي الشريف لا يجعل جمع المال نصب عينيه، إذ أن أعظم أجر يتقاضاه المحامي الحر، هو انتصاره في قضية ترافع فيها عن متهم برئ، أو فقير مظلوم، أو يتيم أو أرملة أرجع إليهم حقوقهم المهضومة. أما جمع المال فهو هدف التاجر، وهناك فروق بين التجارة والمحاماة '.

عرف الناس عنه نزاهته ووطنيته وإيمانه بالله، فالتفوا حوله وأحبوه ثم انتخبوه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1861 - 1865. لم تتغير شخصيته بعد أن فاز بالرئاسة، بل ظل كما هو بسيطا متواضعا يصافح الناس في الشوارع، ويفتح باب داره بنفسه للضيوف، بل يفتح قلبه لهم أيضا ويزهد بالمال والجاه، ويعطف على الفقراء، ولا يؤمن بالرقّ. وكانت بساطته تثير غضب زوجته الأرستقراطية، ولكنه لم يهتم بآرائها.

كانت أول زيارة قام بها بعد توليه الرئاسة، هي لزيارة زوجة أبيه السيدة سارة بوش في بيتها، وهي التي ساهمت بقسط وافر من تربيته، وإعداده لهذا المستقبل المشرق. وقد اقترحت زوجته أن يبعث لها مندوبا ليحضرها معززة مكرمة إلى البيت الأبيض، لكنه رفض اقتراحها وذهب بنفسه محتملا ظروف الطقس السيئة في ذلك اليوم، وعدم توفر المواصلات، مما اضطره إلى ركوب قطار بضاعة، للذهاب إليها وتقبيل يديها وتناول العشاء معها، وفاء منه لها واعترافا بجميلها عليه.

وعلى الرغم من المدة القصيرة التي رأس فيها إبراهام لينكولن الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه ترك بصمات واضحة في تاريخ الولايات المتحدة ومستقبلها. فقد كان أول من وضع المبادئ الإنسانية السامية في الدستور الأمريكي، وهو الرجل الشجاع الذي حارب الرق وألغاه حيث قال :

' إن إباحة الرق يتنافى مع أبسط مبادئ الإنسانية، وهو كفر بالله وبتعاليم الكتاب المقدس، فقد ولد الناس أحرارا فكيف تجعلونهم أرقّاء ؟ '. ثم كرس حياته لقضية اتحاد الولايات المتحدة، بعد حرب أهلية مريرة بين الشمال والجنوب ونجح بها.

لم يستطع إبراهام لينكولن أن يتمتع بانتصاره، فقد انتهت حياته بعد ذلك بصورة مأساوية، إذ بينما كان يشاهد مع زوجته مسرحية على مسرح فورد، أطلق عليه ممثل مجنون يدعى جون بوث الرصاص ففارق الحياة. فلم يعش إبراهام لنفسه فحسب بل عاش من أجل وطنه. ومن العجب أن إبراهام شاهد حادث وفاته في الحلم قبل أيام من اغتياله، وقصّ على زوجته حلمه لكنها حاولت أن تنسيه ذلك، رغم خوفها وتشاؤمها من ذلك الحلم.
* * *
التعليق :
• هكذا هم العظماء الذين يخلدهم التاريخ وتتذكّرهم شعوبهم بالفخر والاعتزاز، فتقيم لهم النصب التذكارية التي تحكي قصصهم وتضحياتهم من أجل أوطانهم للأجيال اللاحقة.
• إبراهام لينكولن تشأ فقيرا ولم يخلق وفي فمه ملعقة من الذهب، بل عاش حياة الفقر والفاقة، ولكنه كان عصاميا، اعتمد على نفسه وكافح في الحياة علميا وعمليا، وحقق لوطنه أعظم الإنجازات، ولكنه مع ذلك لم ينسَ الوقوف إلى جانب الفقراء، عندما تولى أعلى منصب في الدولة، فكافأته بإقامة نصب تذكاري يحمل اسمه تمجيدا لأعماله في خدمة الوطن.
• وما قاله إبراهام لينكولن في حرية الناس من الرقّ، يذكّرني بما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمر بن العاص، انتصارا لابن القبطي : ' متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ '.
• فهل يشكل هذا الرجل نموذجا لزعمائنا العرب والاقتداء به وبخليفتنا الفاروق رضي الله عنه ؟

التاريخ : 14 / 5/ 2018

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012