أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


اليوم الذي سبق اليوم الدامي: ماذا قالت المخابرات المصرية لهنية؟ اليس من حقنا ان نعرف؟..بقلم : سعيد الشيخ

بقلم :
18-05-2018 05:25 AM

استدعت المخابرات المصرية رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وأرسلت له لهذا الخصوص طائرة خاصة لتقله مع الوفد المرافق له من غزة إلى القاهرة.
يبدو الأمر في غاية الحفاوة، طائرة خاصة، تبعث إلى الدهشة لدى الذين يخبرون السياسة المصرية وتشددها مع المناضلين الفلسطينيين إلى الحد الذي تضع فيه نفسها أقرب إلى العداء مع المقاومة الفلسطينية، بعدما كبلت نفسها باتفاقيات كامب ديفيد وعقدت صلحاً مع إسرائيل.
كان ذلك قبل يوم واحد من مسيرة العودة في ذكرى النكبة السبعين، وفي اليوم الذي تقرر فيه فتح السفارة الأميركية في القدس، فيما بدا بأنه تحد لكافة مشاعر الفلسطينيين والعرب الذين لا يزالون على إيمانهم بالقضية الفلسطينية. وكان العالم يمسك أنفاسه من هذا اليوم المشهود الذي حذر منه كل ذي بصيرة. الفلسطينيون يصرون على تأكيد حقوقهم في وطنهم المحتل ويشجبون السياسة الأميركية التي تجاوزت الخطوط الحمراء في انحيازها الكامل للكيان الصهيوني. وقادة الاحتلال يبعثون برسائل التهديد والوعيد إلى الشعب الفلسطيني وقيادته بالإبادة والاغتيالات.
ماذا كانت تريد المخابرات المصرية من القيادة الفلسطينية في هذه الأجواء المشحونة والمنذرة بسفك دماء الفلسطينيين؟ إسماعيل هنية بعد عودته على نفس الطائرة لم يقل شيئاً عن لقائه الخاطف في أروقة المخابرات المصرية، ولكن خليل الحية عضو مكتب حماس السياسي وصف اللقاء بأنه كان جيداً. وأضاف: “الزيارة جاءت في إطار حشد الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وفي مقدمتهم مصر، كما إننا رأينا عمقاً عربياً.” هذا الكلام لو أخضعناه للتحليل فأنه يساوي صفراً، ولا نعتقد بأنهم سمعوا شيئاً عن هذا الدعم المزعوم.
وقعت المجزرة كما كان متوقعاً، فالسياسة الإسرائيلية لا تترك خياراً آخر للتأويل، وهي لا تحيد عن نهجها البربري طيلة سبعين عاماً من وجودها. وسقط في المجزرة أكثر من ستين شهيداً وهذا العدد قابل للازدياد بسبب الإصابات التي فاقت الألفين.
لا يجوز الصمت ونحن أمام حضرة الشهداء الذين لبوا نداء الواجب، من حق الشهداء أن يعرفوا ماذا جرى في القاهرة وماذا سيجري. من حقهم على قيادة حماس التي دعت لهذه المسيرة، لماذا هم قدموا دماءهم، هل هي فعلاً فداء لتحرير فلسطين، أم لمآرب سياسية لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
قيادة حماس مدينة بكشف كل الحقائق التي تمس مسيرة الشعب الفلسطيني، ففي هذا الوقت ومنذ وقت بعيد تتكالب قوى رجعية كثيرة على القضية الفلسطينية من أجل تصفيتها لمصلحة الاحتلال، والشعب بحاجة قوية للشفافية، لأن ما عاد جائزاً كلام المواربة الذي يفوح بالنفاق لأنظمة تتحالف مع العدو.
هل يخرج هنية كاشفاً ومصارحاً بما جرى عند المخابرات المصرية في اليوم الذي سبق اليوم الدامي؟ أم علينا أن نستقي المعلومات من الإعلام الصهيوني حيث كتبت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن استدعاء رئيس جهاز المخابرات المصري لهنية جاء بناءً على طلب “إسرائيل”، وأضافت: أنّ جهاز المخابرات المصري نقل رسالة تهديد إسرائيلية واضحة لهنية “إذا لم تتوقف التظاهرات على الحدود، إسرائيل ستقوم بتصفيتك أنت والسنوار والحية، ونحن سنكتفي بالشجب والاستنكار” أي مصر.
حين يقدم أبناء الشعب الفلسطيني دماءهم رخيصة في سبيل فلسطين المحتلة، فإنَ أُسلوب المكاشفة يصبح من ضرورات العمل الوطني لاطلاع الشعب الفلسطيني على كل من يخونوه ويتربصوا به ويتأمروا على قضيته، وأنّ مثل هذه المكاشفة ستؤدي إلى إخراس كل سفهاء الإعلام الخليجي الذين يصطادون في المياه العكرة ويسنون أقلامهم للإساءة لنضال الشعب الفلسطيني. * روائي وشاعر فلسطيني - راي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012