|
|
شحادة ابو بقر : القدس .. قضية حياة أو موت !
بقلم : شحاده أبو بقر
18-05-2018 11:36 AM
من أين لرجل مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يدرك ماذا تعني القدس الشريف لنا في المملكة الأردنية الهاشمية بالذات ومعنا ' أو هكذا يفترض ' سائر العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , فالرجل لم ' يحترمنا ' وضرب بعرض الحائط كل إيماننا ودماء شهدائنا وموضع ركوعنا وسجودنا ومعراج نبينا العربي الهاشمي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم , وهو بالتالي لم يعد جديرا بإحترامنا نحن وكل العرب والمسلمين تحت أي ظرف كان ! .
أدرك جيدا جدا ماذا يعني جفاء أميركا ومعاندة موقفها بالنسبة لبلد صغير فقير محدود الموارد مثل الأردن , لكنني أعرف وأدرك في المقابل , أن من كان الحق معه وشعبه كله معه وأمته تؤيد موقفه فإن الله معه ولن يخذله أبدا أيا كان خصمه وجبروته على هذا الكوكب .
لم يحترم ترمب ولا صديقه نتنياهو إتفاقية السلام وقد إلتزمنا بها تماما وخرقوها مرارا وزادوا بأن تنكروا لبند خاص فيها يعطي للمملكة الأردنية الهاشمية دورا خاصا في القدس هو الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها , وإحتفلوا عامدين متعمدين في يوم النكبة على دماء إخواننا المناضلين الأبطال الصامدين في غزة هاشم بإفتتاح سفارة أميركا فيها , مطمئنين إلى أن الأمة ما عادت إلا طاقة صوتية فقط ولا أكثر ولا أقل ! .
دماؤنا وشهداؤنا وتضحياتنا في القدس الشريف وسائر فلسطين على مدى مائة عام خلت ليست بلا قيمة بل هي القيمة بعينها , وواجبنا وقدرنا اليوم مواصلة الوفاء لمعراج محمد صلوات الله وسلامه عليه حتى لو تخلى عنه الجميع , وهو واجب ديني وأخلاقي وشرعي وسياسي شامل لا مجال للنكوص دونه تحت أي ظرف كان .
هذا يتطلب أن نعد ونستعد واثقين من أن الله جل جلاله معنا والدنيا بأسرها بإستثناء ترمب ونتنياهو وأعوانهما , معنا .
وهذا يتطلب أن نعيد النظر بواقعنا وأن نوحد صفنا وننبذ من بين ثناياه كل رويبضة خارج عن الصف , وأن نستنهض همم شعبنا بحكومة وطنية تمثل كل الوطن حواضره وبواديه وأريافه ومخيماته , وبرلمان قوي ممثل لإرادة وقوى شعبنا كله , وفي مجلسيه أعيانا ونوابا معا , في مشهد وطني مكين ينفض عن واقعنا كل مبررات الشكوى والتذمر واليأس , ويجعل من هذا الشعب الوفي قوة لا تجارى خلف الوطن وقيادته الهاشمية الكريمة وجيشه الباسل وقوى أمنه الباسلة كذلك .
القدس ومقدساتها وما تتعرض له من تدنيس وإنتهاكات , هي بالنسبة لنا قضية حياة أو موت , وعلى كل المتآمرين عليها أن يدركوا ذلك حق الإدراك , ومن جاهد وضحى من أجلها مثل ما ضحينا وجاهدنا فليرمنا بحجر إن إستطاع , وليعلم ترمب ونتنياهو أن مهر القدس لا يقدر بثمن , وأن من يخذلها أو يتخلى عنها ليس مؤمنا ولا عربيا ولا مسلما ولا حتى إنسانا ! .
القدس ليست مجرد مدينة ومباني وحجارة . القدس ' صلاة ' وإيمان وشرف , وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين , وهي بالنسبة لنا في الأردن بالذات أن نكون أو لا نكون رضي ترمب أو غضب , وعلينا أن نكون مهما كان الثمن , فالرزق على الله لا على سواه , وعلى كل مؤمن حق وكل عربي حق وكل مسلم حق من أمة العرب قبل سواهم أن يكونوا معنا وعونا لنا , وإلا فإيمانهم وصلاتهم وصيامهم موضع شك . الله سبحانه وتعالى من وراء القصد , هو نعم المولى ونعم النصير .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|