أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الى عرب الخليج: امريكا لن تحارب ايران نيابة عنكم… الجنوح للسلم وتحكيم العقل فضيلة في هذا الزمن الصعب

بقلم : أ. د احمد القطامين
22-05-2018 03:00 PM

اعلن وزير خارجية امريكا شروطه لاستسلام ايران وهي بالمناسبة من حيث المبدأ تتشابه مع شروط الدول الاربع التي وجهتها الى قطر العام الماضي من حيث نبرة “استسلم لتسلم”.
واود هنا ان اوجه نصيحة للاشقاء العرب المعنيين بالموضوع.. دعونا نكون صريحين واكثر عمقا في مناقشة هذا الموضوع ولنتمعن في الاسئلة التالية: اذا حدثت الحرب في المنطقة من سيكون الخاسر الاكبر؟ هل سيتم تدمير ايران، ممكن جدا ولكن من من البلدان الاخرى سيدمر ايضا؟ وهل امريكا مستعدة لتحارب ايران بجنودها ام بجنودكم ؟ اجمالا، اذا بدأت الحرب من المحتمل ان تأخذ السيناريو التالي:
تقوم اسرائيل باستخدام اجواء الجزيرة العربية بارسال مئات الطائرات لضرب اهداف متعددة في ايران بينما ترسل امريكا مئات الصواريخ لضرب اهداف اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية في ايران ايضا.. بينما تقوم ايران من جهتها بتلغيم مضيق هرمز وتفجيره واغلاقه امام ناقلات النفط عندها يصبح ثمن برميل النفط حوالي 300 دولار في السوق الدولي ويدخل العالم في حالة من الفوضى الاقتصادية ذات الابعاد الخطيرة.
ثم تقوم ايران بقصف وتدمير الجسر الذي يربط البحرين بالسعودية بينما توجه صوريخها قصيرة المدى باعداد كبيرة الى منشآت النفط الاستراتيجية في شرق السعودية عندها ستغطي الخليج سحابة هائلة من الدخان والاتربة الناتجة عن احتراق ابار النفط.
وماذا لو قررت ايران ايضا ان تلحق الحد الاعلى من الاذى بالامارات مثلا؟ ماذا لو سقط صاروخ واحد فقط في منطقة برج خليفة في مدينة دبي لا سمح الله؟ هل ستكون الخسائر اقل من مئات المليارات من الدولارات في لحظة واحدة عندما ينفجر ذلك الصاروخ البالستي الضخم في منطقة حضرية مدنية عالية القيمة من حيث البنية التحتية؟
قد تنشب الحرب وقد لا تنشب.. ولكن من المستفيد من حدوثها اذا حدثت؟ اذا اندلعت حرب كبرى في المنطقة فأن النتيجة الوحيدة الحتمية انها ستعيد الجميع (ايران والدول الخليجية واسرائيل) خمسين سنة الى الوراء، بينما لن تخسر امريكا شيئا.. وربما انها قبضت مسبقا اثمان الصواريخ بعيدة المدى التي سترسلها الى ايران ان حدثت الحرب.
خلاصة الحديث، لا بد من تحكيم العقل ووضع مصالح شعوب المنطقة في الميزان والتوقف عن الانصياع لطريقة الادارة الامريكية في التعامل مع المنطقة.. والجميع يعرف كيف تنظر ادراة ترامب للمنطقة كلها عربا وعجما..
الحرب في هذه المنطقة ليست حلا لاية مشكلة، انها في الواقع صناعة لمئات المشاكل الاستراتيجية المستقبلية التي ستدخل المنطقة العربية برمتها في عصر جديد من الظلام والفوضى، وليس هناك من حل الا التفاوض بين ايران والدول العربية المعنية لايجاد حلول لكل القضايا المطروحة بعيدا عن امريكا واجنداتها المعروفة.
حفظ الله المنطقة من كل مكروه. رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012