أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


أدبنا شاهد علينا ..بقلم : عبدالحليم المجالي

بقلم :
23-05-2018 05:28 AM

الادب هو احد اشكال التعبير الانساني عن مجمل عواطف الانسان وافكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الاساليب الكتابية من النثر الى النثر المنظوم الى الشعر الموزون ، لتفتح للانسان ابواب القدرة للتعبير عما لا يمكن التعبير عنه بأسلوب آخر.
العصور الادبية العربية يبدأها التاريخ الادبي العربي بالعصر الجاهلي وشعرائه وخطبائه , المثل القبلية والصحراء وطلب الكلأ والماء المؤثر الابرز في الادب شكلا ومضمونا ، الشعراء هم المنافحون عن القبيلة وعن عزتها فكان الاحتفال بنبوغ شاعر واجب على النساء والرجال ، كانوا لا يحتفلون الا بميلاد غلام او نبوغ شاعر او بفرس سابق .
من ابرز شعراء ذلك العصر امرؤ القيس والنابغة الذبياني وزهير بن ابي سلمى وغيرهم . تلاه عصر صدر الاسلام حيث بعثة رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم والمعجزة البيانية التي جاء بها القرآن الكريم فتغيرت اشكال الادب الجاهلي لتنسجم مع الفكر الجديد العربي بامتياز حيث وحد الاسلام العرب ورفع من قيمة لغتهم العربية لتصبح لغة الاسلام واتباعه . في هذا العصر برزت مصطلحات دالة عليه مثل : وان من البيان لسحرا ، وجوامع الكلم . خطبة ابو بكر الصديق وهو يودع جيش اسامة بن زيد ونصائحه الموجزة لفظا الغنية معنى . الغزو والانفاق بلا حدود ورثاء الشهداء في شعر الخنساء بعد اسلامها وما الى ذلك من الحث على قيم الاسلام وفضائله كلها كانت وجوها للتعبير عن ادب ذلك العصر .
تلا ذلك العصر الاموي ، عصر دخول الدولة الاسلامية معترك السياسة والادارة والاستفادة من تجارب الامم السابقة في ادارة الدولة ، تطور نظام الجيش وبروز قادة مثل الحجاج وخطبه الدالة على منطق الدولة ومقتضياتها ، والقائد زياد ابن ابيه . الخلفاء الامويون اغنوا الادب العربي بخطبهم ورسائلهم الى ولاتهم.

جاء عصر العباسين وبقي تأثير ادب العصرين الجاهلي وصدر الاسلام واصبح الشعر الجاهلي من مرجعيات اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها.
نأتي الى ادبنا اليوم وما يتداوله الناس في جلساتهم ومناسباتهم وعلى وسائل الاتصال على النت وللوقوف على ذلك علينا مقارنة هذا العصر بما سبقه مباشرة ولن نذهب بعيدا بل ننظر الى ادبنا في بداية القرن الماضي . كان للشعر امير احمد شوقي ، كان للادب عميد طه حسين حتى الطرب كانت له سيدة ام كلثوم وللشرق كوكبه وللثورة الفلسطينية شعراؤها امثال عبد الرحيم محمود واحمد طوقان ، كانت الاناشيد تحفظ في الذاكرة كموطني وبلادي بلادي ، كان للفداء شعر : سأحمل روحي على راجتي والقي بها في مهاوي الردى ...فاما حياة تسر الصديق واما ممات ييغيظ العدا.
كان الناس يعشقون الصحافة الورقية ويتمتعون بقراءتها وبنهم لا تفوتهم شاردة او واردة مما يكتب فيها ، كان هناك كتاب مفكرون يعتد بهم كالعقاد والمنفلوطي ونجيب محفوظ وغيرهم الكثير ....كان للمهجر ادبه اذ حمل المهاجرون الى الغرب لغتهم وافكارهم وهموم اوطانهم معهم واسسوا الصحف واثروا اللغة العربية وفكرها ..قال احدهم : ايهذا الشاكي وما بك داء ..كيف تغدو اذا غدوت عليلا == عندما كانت المجالس مدارس ترجم احدهم هذا المفهوم ورفض الشكوى من اي عارض حيث قال : كانت – الجضيضه عيبا ، اليوم اصبح التذمر موديل والشكوى عادهة يمارسها الموسورون والاغنياء اصحاب البطون الجرباء الذين لا يشبعون وللاسف هناك من المسؤولين من يحقق لهم ما يريدون وعلى حساب من يمنعه حياؤه من التعبير عن حاجته ، تحسبهم اغنياء من التعفف. الجاهات من الوجاهة والوجهاء وطقوسها الفارغة من الصدق في شكلها واهدافها ، تجمع خلقا كثيرة يتحدث فيهم الوجيه بلغة مكسره يخربط في آيتين للاستشهاد بهما ، وتصبح حدثا ويتساءل الناس من طلب ومن اعطى وهم يعلمون ان الطلب قد تمت تلبيته وما تقوم به الجاهة تمثيلية سخيفة .

هل نجن في الاردن خالين من التهديدات والمشاكل وكل امورنا قمرا وربيع ؟ هل نحن في تصالح مع احوالنا ومع محيطنا العربي ؟ ام ان التهديدات اصبحت موسمية ؟ غدر الحلفاء وتفلباتهم وتفريطهم بما نظن انه صداقة غير قابلة للنقاش مجرد اوهام ...كيف يقابل الاردن رسميون ومثقفون واحزاب وجماهير ما يواجههم من تحديات ؟ وما هو الخطاب السائد وهل يرقى الى مستوى الاحداث ؟
احزابنا مثلا فاقت الخمسين وعليه فالمفروض اننا امام اكثر من خمسين برنامجا سياسيا واكثر من خمسين رؤية او بالاحرى انها لاتملك برامج ولا رؤية ولا خطاب انما هي دكاكين وطنين وشخير وسبات عميق ....حتى الحديث عن الادب يبدو ترفا فنحن نعيش بلا ادب ....وبلا اخلاق حتى في تناولنا للاوضاع المحيطة بنا ، المكابرة والتناحة ومبدأ معزا ولو طارن هو السائد ...التلقين من اشخاص خطفوا خطابنا وصاغوه حسب اهوائهم جعل من معظمنا ببغاوات تردد ماتسمع دون تمحيص ...التصحرالسياسي والقحط والجذب والرمال المتحركة تصبح على حال وتمسي على حال عنوان المشهد
من يتابع احاديث الاردنيين بعد كل صلاة تروايح يحكم على ادبهم ....حتى المقدس تجاوزنا قدسيته وذللناه لخطابنا وادبنا المتخلف ...المصلون يتحدثون عن الامام طول في الصلاة او قصر الاوقاف حددت الصلاة بعشرين ركعة المصلون رفضوا ذلك ورجعوا الى ما اعتادوا عليه ثماني ركعات ، لا بد من اخذ ورد ونقاش وجدل عقيم حول الموضوع ولا مانع من استغابة الوزير في رمضان شهر التوبة . لا هيبة لوزير او مسؤول او قانون ورجعنا الى عد رجالك وارد الماء والعطوات العشائرية طالت المسؤولين ومنفذي القانون ....اي قانون واي حطاب واي ادب وعن اي عصر نتحدث؟؟؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012