أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


ليبيا ودول أوروبا.. رهائن سياسة فوضى تخلقها اميركا .... بقلم : مريام حجاب

بقلم :
25-05-2018 05:52 PM


أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مؤخراً أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تشكيل الجيش المحترف في أقرب وقت. وقالت موغيريني إنه في حالة الفوضى التي يشهدها العالم كله يجب على دول أوروبا توحيد جهودها لضمان أمنها الخاص.
ومن الجدير بالذكر أن بيان الدبلوماسية الأوروبية أتى في ظل الموجات الجديدة من اللاجئين الليبيين الذين يتجهون إلى دول الاتحاد الأوروبي. يفر ليبيون من ويلات الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات. ومع ذلك، يتسرب متطرفو ومقاتلو التنظيمات الإرهابية إلى أوروبا مع المهاجرين من ليبيا.
لا يزال التهديد الإرهابي في أوروبا مرتفعا. فقد سجلت وكالات الاستخبارات زيادة في تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من دول شمال أفريقيا، وخاصة من ليبيا. يعتقد فابريس ليجيري، المدير التنفيذي لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية 'فرونتكس'، أن أوروبيين يخفون نوايا إرهابيين للحصول على الإقامة الدائمة في المدن الأوروبية الكبرى من أجل تخطيط الهجمات الإرهابية الجديدة بعد هزيمة داعش في سورية والعراق.
وفي الوقت نفسه، لا يزال السياسيون والخبراء الأوروبيون يخفون سبب تحول ليبيا من الدولة المتقدمة إلى بؤرة الإرهاب الدولي. فإن تدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو في ليبيا قبل سبع سنوات أد إلى سقوط نظام معمر القذافي وبدء الحرب بين القبائل الليبية. كما يبدو ان الأمريكيين لم يغفروا للقذافي مشروعه بشأن إصدار الدينار الذهبي في الدول العربية والافريقية وكان هذا المشروع يفترض التخلي عن عملة الدولار.
تجدر الإشارة إلى أن التدخل العسكري الأمريكي أدى إلى عواقب كارثية. واستولى أنصار الإسلام المتطرف على السلطة في البلاد. على وجه الخصوص وتم تشكيل المؤتمر الوطني العام (أعلى هيئة تشريعية في ليبيا)، برئاسة نوري أبوساميني، المقرب من الجماعة 'الإخوان المسلمين' والذي أصر على أخذ الشريعة كأساس للقانون الوطني وقدم الدعم والرعاية للجماعات المتطرفة العاملة في البلاد. بالإضافة إلى ذلك كان يعوق أفراد حاشيته إنشاء الشرطة والقوات المسلحة الفعالة، ما أدى إلى الاستيلاء على جزء كبير من أراضي ليبيا من قبل مقاتلي 'الدولة الإسلامية' و'القاعدة'.
ومع ذلك، سمحت نشاطات اللواء خليفة حفتر الحاسمة بتطبيع الوضع في البلاد لأنه وجه ضربة قاسية لمواقف الإرهابيين وأصر أيضا على إعفاء مسؤولين من مناصبهم والذين تعاطفوا مع المتطرفين الإسلاميين. بعد ذلك عين مجلس النواب الليبي (البرلمان الجديد الذي حل محل المؤتمر الوطني العام) خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الوطني الليبي مع ترقيته إلى رتبة مشير.
في الوقت نفسه، أصرت الولايات المتحدة على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، خوفًا من أن حفتر لا يمثل المصالح الأمريكية في ليبيا. ودفع البيت الأبيض تعيين فايز السراج، سياسي موالي للغرب، رئيسا لمجلس الوزراء. لم تحرج واشنطن من أن السراج لا يتمتع بسلطة ودعم الجيش الليبي والمدنيين. في نهاية المطاف، يعتبر هذا الوضع مفيدا للإدارة الأمريكية التي تسعي لتحويل الشرق الأوسط الكبير إلى منطقة الفوضى وعدم الاستقرار.
من الواضح أن تحول سياسة البيت الأبيض ليس ليبيا فحسب بل دول أوروبا إلى رهائن الإرهاب. تفعل واشنطن لاجل مصالحها الخاصة بشكل حصري، وتوريط حلفائها الأوروبيين بوقاحة وتعريضها لخطر المتطرفين.
ومع ذلك، يبدو أن سلطات دول الاتحاد الأوروبي بدأت تدرك أن الولايات المتحدة لا تساعدها في الحرب ضد الإرهابيين. وتشير الدعوة الأخيرة الى تشكيل قوات الأمن الأوروبية المشتركة التي وجهتها فيديريكا موغيريني إلى أن الأوروبيين يعتمدون على أنفسهم بشكل عام.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012