أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي - تفاصيل بالتزكية .. هيئة إدارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية - اسماء الأمن يحذر من الغبار ويوجه رسالة للمتنزهين القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة - صور
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


الدكتور فايز رجا الجبور : قطر والأردن. ..إعادة إلى السرب أم تغريد خارجه

14-06-2018 06:23 PM
كل الاردن -


-تطرح زيارة وزير الخارجية القطري إلى الأردن أسئلة كثيرة حول أهدافها وتوقيتها وما تحمله من دلالات في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
إن الزيارة وما رافقها من إعلان لوزارة الخارجية القطرية عن دعم الأردن بمبلغ 500 مليون دولار وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للاردنيين تشي بأن هناك تطورات قادمة في العلاقات بين البلدين بعدما أصابها ما أصابها من تراجع نتيجة الأزمة الخليجية وما تمخض عنها من حصار.
ومما لا شك فيه أن أي تحسن في العلاقات العربية البينية يصب في مصلحة الأمن القومي العربي إزاء أي تهديدات من الدول المتربصة به شرا، ولن يستفيد أحد من تدهور العلاقات العربية العربية سوى أعداء الأمة، وفي مقدمتها إسرائيل.
فالتقارب الأردني القطري يأتي في ظل الظروف الاقتصادية الأردنية الصعبة التي يعانيها، ولا سيما بعد أن شهدت الساحة الأردنية احتجاجات شعبية جراء ارتفاع الأسعار والضرائب وما ترتب عليه من غلاء المعيشة التي ذاق بسببها المواطن الأردني الأمرين، وكانت أصعب من أن يتحملها.
كما إن من شأن هذه الظروف الاقتصادية أن تشكل ضغوطات سياسية على صانع القرار الأردني، وهو ما صرح به المسؤولون الأردنيون في أكثر من مناسبة، بأن الأوضاع التي يعانيها الأردن كانت بسبب مواقفه السياسية، ولا سيما ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية ومحاولة تصفيتها فيما يعرف بصفقة القرن.
إن الموقف الأردني إزاء القضية الفلسطينية ثابت في السياسة الخارجية الأردنية، ولا يمكن أن يتزحزح، ولن تلقى هذه الصفقة قبولا على المستوى الرسمي ولا الشعبي، فالأردن لن يقبل التنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بأي حال من الأحوال، كما لا يمكنه القبول بمشروع الوطن البديل آخذا بعين الاعتبار العامل الفلسطيني في التركيبة الديمغرافية الأردنية.
وعلى أي حال، فإن هذه الضغوطات لن تجدي نفعا في حمل الأردن على تغيير سياساته الثابتة، ولن يكون نتيجتها إلا شق الصف العربي، واجبار الأردن على توجيه بوصلته السياسية بعيدا عن أشقائه العرب. كما إن من شأن ذلك أن يزيد الوضع الداخلي في الأردن تأزما والبحث عن بدائل باتجاه دول مثل إيران وتركيا.
أما بالنسبة لقطر، فهي دولة عربية وعضو في مجلس التعاون الخليجي، وما زالت دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي مثل الكويت وعمان تتمتعان بعلاقات جيدة مع قطر، وهو أمر إيجابي يصب في مصلحة الأمن القومي العربي.
إن أي علاقة مع قطر يجب ألا تفهم في سياق إما معي أو ضدي، ويجب أن لا ترسم لوحة العلاقات باللونين الأبيض والأسود، لأن من المفيد في هذه الحالة اختيار اللون الرمادي، وأن تترجم العلاقات بين الأشقاء بلغة الحوار العقلاني المتزن بعيدا عن المناكفات السياسية التي لن تكون نتيحتها إلا معادلة صفرية مكسب الطرف على حساب الطرف الآخر.
ولذا، فإن العلاقات الأردنية القطرية لن تكون على حساب العلاقات الأردنية مع الأشقاء الخليجيين، فالأردن يصوغ سياسته الخارجية وفقا لثوابت الثورة العربية الكبرى، وهو ما لا يغفل عنه صانع القرار ويضعه دائما نصب عينيه.
فالتحسن في العلاقات الأردنية القطرية ليست موجهة ضد دول بعينها، بل اقتضتها المصلحة الوطنية والقومية على حد سواء، وما المصلحة القومية إلا في إعادة قطر إلى حضنها العربي عموماً والخليجي خصوصا.
ولا يخفى على القاصي والداني أن عمان عاصمة العروبة والوفاق والاتفاق كانت دوما المسارعة إلى لم الشمل العربي، وديدنها الذي لا تنفك عنه هو حل الخلافات العربية بالطرق السلمية ودون اللجوء إلى العنف.
ويشهد التاريخ أن عمان طالما حاولت احتواء الخلافات العربية في إطار البيت العربي، بل وقعت كثيرا في مرمى الاساءة والتجريح والنقد بل وحتى التخوين كلما اندفعت بدافعها القومي لاحتواء أزمة لاحت نذرها بين الأشقاء العرب.
ولا مراء ان الموقف الاردني من قطر لا يتعدى هذا المنطق الاردني النابع من الحرص الأكيد على المصلحة العربية، ويجب أن لا يفهم خارج هذا السياق، فليس من مصلحة أحد أن تستغل الخلافات العربية العربية من اعداء الأمة ومنحها الفرصة للاصطياد في الماء العكر.
وإنني لارجح كما تعودنا دائما من السياسة الخارجية الأردنية العقلانية أن تلعب دوراً في رتق الثوب الخليجي، وتنقيه ما تكدر من صفو العلاقات بين الأشقاء، وستبقى الآمال معلقة على الدور الأردني في لم الشمل بين الأشقاء في قادم الأيام.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012