أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الجمارك: لا رسوم جديدة على مغادري الاردن المصريون ينتظرون أكبر زيادة للرواتب بالتاريخ خطة دمج وزارتي التربية والتعليم العالي أمام مجلس الوزراء قريبًا اتحاد كرة القدم يحدد مواعيد مباريات مؤجلة من بطولة كأس الأردن إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة أمير الكويت يغادر بلاده متوجهًا إلى الأردن - صور القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية شمالي قطاع غزة- صور عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح المجيد انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول الأمن: مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه المبيضين: لم يعاقب أي أردني للتضامن مع غزة وزير الأشغال يتفقد مشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام محافظة يكشف تفاصيل التوجيهي الالكتروني .. واختبار الجامعة بـ4 مواد فقط أورنج الأردن ووزارة الصحة تحتفيان بدور الإبداع والابتكار في القطاع الصحي في ملتقى الابتكار
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


فرح مرقة تكتب من برلين : ميركل “جريحة وتسابق الزمن” في ضيافة ملك الأردن فهل تستغل عمان الفرصة؟

بقلم :
21-06-2018 12:08 PM

ميركل “جريحة وتسابق الزمن” في ضيافة ملك الأردن فهل تستغل عمان الفرصة؟: ملف اللجوء هاجس اكبر وملفات الاقتصاد الالماني بحاجة لنظرة فاحصة.. مشروع “الجسر” الهارب من ثنائية ترامب- بن سلمان نعمة في حضن حكومة الرزاز.. رسالة للمسؤولين: لا تطلبوا مساعدات نقدية من الالمان!:

جريحةٌ وتسابق الزمن، هكذا يمكن وصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في زيارتها للأردن؛ التي تلتقي فيها، وعلى قاعدةِ تخفيف أعباء اللجوء، عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ومسؤولي عمان، في محاولة منها لتجنب عاصفة حقيقية قد تطيح بحكومة تشكّلت بصعوبة بالغةٍ اصلا.
المستشارة الألمانية، تعاني من أقسى مشكلاتها الداخلية فيما يتعلق بملف الهجرة، حيث حليفها التاريخي هذه المرة ووزير داخليتها هورست زيهوفر يقود الحملة المعادية للمهاجرين واللاجئين ويرفض سياساتها ويمنحها مهلة 14 يوماً لانقاذ ما يمكن انقاذه وتغيير سياساتها، والخيار البديل قد يكون فعلاً انفراط عقد الحكومة الجديدة اصلا والتي تبدو بوضوح غير متجانسة.
زيارة الاردن بهذا المعنى لديها معانٍ استراتيجية لدى المستشارة، ولها الكثير الكثير من الاهمية بالنسبة للاردن الذي يعاني ايضا بصورة واضحة من ازمة لجوء، الا ان اختلاف القيم في المنظومة الاردنية لا تطيح بالحكومات لاستقبال اللاجئين من سوريا او العراق او فلسطين او غيرها، وانما تزيد من اعباء الاردنيين.
عمان، الخارجة تواً من انفجار ازمة اقتصادية انتجت حراكاً عريضاً في الشوارع الاردنية، تستقبل المستشارة التي تقود عملياً اليوم ما يعرف بـ “العالم الحر”، وتمسك زمام دولة هي الاقوى اقتصاديا وسياسيا في الغرب بعد تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها الدولية لصالح شعاراتها الداخلية.
من هنا يمكن القول ان المصالح متبادلة “نظريّاً”، الا انها ومن جانب عمان بحاجة تفسير وتوضيح بالطبيعة، فالاخيرة التي تصرّ على الطموح مع الغرب بمنح اضافية، تحتاج لان تضع نصب اعين مسؤوليها ان الامر بالنسبة للالمان معقّد جداً بهذه الصورة وعلى الاغلب لو مرّ لن يكون بالصورة التي تطمح اليها عمان.
مراكز التفكير الالمانية دوما تنظر للاردن كواحدة من الدول التي تطلب المساعدات، وهو امر لا يفضل عمليا الالمان تلبيته، ليس فقط لعدم ثقتهم بمصارف المساعدات، وانما لتعقيد النظام المالي الالماني بخصوص المنح والمساعدات النقدية، وهو ما يجعل برلين تحاول الاستثمار دوماً في البنى التحتية او في البرامج التوعوية السياسية والاقتصادية.
الدولتان لديهما الكثير لتبادله، فمقابل منح الخبرة الاردنية، رغم عيوبها، في اللجوء والتعامل مع اللاجئين للالمان، وتطوير خطة تضمن عدم هروبهم الى اوروبا، بالاضافة لاتاحات بعض المجال امام عمل مؤسسات وشركات المانية، قد يفاجأ الاردنيون من العروض الالمانية التي ستأتيهم من الجانب الالماني، حيث دولة طامحة جداً للعمل في الاردن وعلى قاعدة “إعمار” البلاد ولكن بالطريقة الالمانية.
وجهة النظر في المانيا تقول ان تحويل الاردن لنموذج لدولة مستقرة امنياً واقتصادياً وتشريعياً ومن حيث البنى التحتية هو مشروع رابح بالضرورة، ولا يغني الالمان عن استقبال اللاجئين وحسب، وانما ايضاً يتحول لاحقاً لجسر تدخل منه المانيا الى سوريا والعراق، وفي حسابات المخاطر، اليوم اكثر من اي وقت مضى برلين على قناعة بأن عمان الاقل خطورة في الاقليم خصوصا بعدما جربت شركاتها دولة عالية المخاطر مثل ايران، وباتت اليوم مهددة بعقوبات امريكية عالية.
في التوترات الالمانية التركية نهاية العام الماضي (2017)، وجدت برلين ان عمان هي المكان الاكثر امنا لنقل قواتها التي كانت مستقرة في قاعدة انجرليك جنوبي تركيا، ولا تزال القوات الالمانية في الاردن (في قاعدة الازرق- شمال شرق) وتزورها ميركل في رحلتها التي تبدأ فعالياتها في عمان اليوم (الخميس)، ثم تنتقل المستشارة الى لبنان الذي تحمل بيدها اليه ايضا ملف اللجوء.
بنقل القوات الالمانية وبقائها رسالة اساسية في الطريقة التي تنظر فيها برلين لعمان، ويمكن فعلا البناء عليها، حيث الشركات الالمانية (والاوروبية من خلفها) تفكر فعلا بمغادرة مشاريعها في ايران رغم قانون مؤخرا يفرض عليها عقوبات ورسوم لو تخلت عن مشاريعها في طهران، الا ان بعضها يفضل المغادرة وعد تحمل العقوبات الامريكية الناتجة عن الانسحاب من الاتفاق النووي. وهو ما يخفض نسبة التواجد الاوروبي في الشرق الاوسط، وهو ما لا تريده المانيا على الاقل على الصعيد الاقتصادي، وخصوصا في دولة كالاردن ولاحقا كلبنان.
بهذه الصورة يمكن تفسير اصطحاب المستشارة الالمانية وفدين، الاول برلماني قد يساعد المستشارة لاحقا في ترويج اي خطة جديدة تخدم التواجد الالماني في الشرق الاوسط، كما والاهم بالنسبة لبرلين تروج ايجاد “حل” لازمة اللجوء التي باتت جادّة جدا في المانيا والاعصاب مشدودة في سياقها اكثر من العادة. الوفد الثاني اقتصادي يمكن من خلاله ان تجد عمان عبره صيغة تعاونية تنقذ اقتصاد الاردن المتهالك وتدعم اقتصاد برلين في الشرق الاوسط والذي يضيق عبر ثنائية “التهور” في السعودية وفي واشنطن.
المانيا لديها ميزة اضافية واساسية تزيد على خبرة اعمار بلاد منهكة كما كانت المانيا الشرقية، وتطوير الصناعة والبنية التحتية، ولكن الاهم والذي قد يجعل الاردن مهتم فعلا ببقاء المستشارة وتعزيز موقفها والاستفادة مما قد تقدمه بلادها، هو ان الزعيمة الصلبة لديها فعلا القيم الاردنية ويمكن البناء معها فيما يتعلق بالوضع الاقليمي للاردن. فألمانيا التي وقفت ضد القرار الامريكي لتغيير الوضع القائم في القدس، وتوترت علاقاتها مع اسرائيل بسبب المستوطنات هي المانيا ميركل.
بالاضافة لذلك، وبصورة حكيمة جدا، تنظر المانيا لدول المنطقة بعين متقاربة جدا مع العين الاردنية “البحثية التحليلية” وليست تلك المنحازة والتحالفية بصورة عمياء، الى السعودية (وهو ما جعل العلاقات السعودية الالمانية متوترة حتى اللحظة، ويجعل الشركات الالمانية في الرياض تحزم امتعتها عائدة، وهذه فرصة اضافية للاردن)، ولما يجري في اليمن وغيرها الكثير من القضايا الاقليمية بما فيها الحذر في الحكم على نظام سوريا والانفتاح على العراق وغيرها.
كل ما سبق، ملفات تستطيع عمان بسهولة وضعها على الطاولة مع وجود المستشارة والبحث فيها وبدء العمل عليها مع التأكد ان ميركل متعطشة لافكار تنقذ شركاتها الهاربة من ثنائية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الامريكي دونالد ترامب، اللذان تراهما برلين كرمزين لاشاعة الفوضى في كثير من الملفات. بالاضافة لحاجة المانيا ميركل الحقيقية لايجاد حل عملي وحقيقي لازمة برلين مع الهجرة، والتي لا تهدد المستشارة وحكومتها فقط، وانما اليوم تهدد اوروبا كلها بتصاعد المد الشعبوي المتطرف، الذي تحدث عنه تقرير خطير للمؤسسة حقوقية في جنيف.
التقرير القاسي للمرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان، يؤكد ان ما اسماه “رهاب الاجانب” تعاظم نهاية 2017 باضعاف ما كانه سابقا (وهي فترة الانتخابات البرلمانية الالمانية)، وان الشعبوين يستخدمونه في حملاتهم وهو ما يهدد عمليا نظاما عالميا بأسره لو وصل لدولة مثل المانيا أو حتى فرنسا.
الاردن اليوم لديه الذخيرة المطلوبة للتفاوض عبر الاحتجاجات الاخيرة التي راقبتها برلين جيدا، كما يمكن لحكومة الدكتور عمر الرزاز ان تقوم عمليا بإعداد خطة سترحب بها جدا دولة كالمانيا حيث تنقذ الطرفين وتساعدهما على تخطي ليس ازمة اللجوء الحالية وحسب، بل وواحدة لاحقة وعنيفة تتحسب لها عمان جيدا قد تنتج عن معارك الجنوب السوري التي اطلت برأسها مؤخرا.

برلين- رأي اليوم- فرح مرقة

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012