أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024


خالد الحنيفات .. بارك الله لك وبك وعليك / شحادة ابو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
21-06-2018 11:16 PM


خبر ' كل الأردن ' عن مبادرة وزير الزراعة خالد الحنيفات بالإعتذار شخصيا نيابة عن كادر وزارته من عاملة نظافة تخدمهم وتكريمها بباقة ورد وتكليف سائقه بتوصيلها إلى بيتها بسيارة الوزير , هي مبادرة كريمة تثير في النفس شجنين لا ثالث لهما .

الشجن الأول إكبار للوزير المحترم الذي بادر شخصيا إلى جبر خاطر إنسانة أردنية بالقطع إضطرتها ظروفها المعيشية الصعبة إلى مثل هذا العمل الشريف الذي يتكبر عن مزاولته نساء ورجال كثر , وهي مبادرة لا يقاربها إلا من كان كبيرا في ذاته وتفكيره وفهمه للحياة كما يجب وإحترامه للإنسانية في أصدق لا في أكذب معانيها , ولهذا هو جدير بالشكر والثناء والإحترام , فشكرا صادقا معالي الوزير النبيل الذي يستحق موقع الوزارة وعن جدارة .

والشجن الثاني هو حالة حزن وإشمئزاز معا لما جرى لتلك المواطنة الأردنية من رفض لدخولها المصعد لمجرد أنها ليست من كادر الوزارة , وهو تصرف عادي يحدث كثيرا وفقا لمفهوم أن المصعد خاص بالوزارة وكادرها دون أن ينتبه من منعها لردة الفعل النفسية الجارحة في ذات تلك العاملة , فقد كان يمكن لفت إنتباهها دون منعها .

بالمناسبة , في بلدنا هناك مصاعد خاصة بكبار المسؤولين في مؤسساتهم يحظر على سواهم إستخدامها , ولا أدري ما الذي يحول دون أن يستخدم هؤلاء المصاعد العامة في مؤسساتهم إذ على الأقل في ذلك فرصة ليروا موظفيهم ومراجعي مؤسساتهم من المواطنين الذين عينوا أصلا من أجل خدمتهم ! .

كثير من هؤلاء المسؤولين لهم مداخل خاصة للوصول إلى مكاتبهم فلا يسعد برؤيتهم في وصولهم ومغادرتهم أحد غير موظفي السكرتاريا ومديري مكاتبهم الذين يستقبلونهم عند المداخل الخاصة صباحا ويشيعونهم عبرها لدى مغادرتهم , أما العاملون في مؤسساتهم ومراجعوها فلا مجال لهم إلا بمواعيد رسمية هذا إن أتيح لهم ذلك ,وأجزم أن كثيرا من كبار المسؤولين يعينون ويغادرون مواقعهم ولا يعرفون أحدا في مؤسساتهم سوى بضعة موظفين محيطين بهم بحكم وظائفهم ! .

الأمر المؤلم في هذا وأعرفه عن تجربة طويلة أن معظم هؤلاء المحيطين بهم يحجبونهم عن سائر العاملين في مؤسساتهم مهما كانوا على قدر عال من الكفاية والتميز , فالحظوة بكل شيء هي فقط لهؤلاء المحيطين بهم دون سواهم , وذلك داء مستشر في الإدارة الأردنية ولا بد له من علاج على أيدي كبار المسؤولين أنفسهم , فلو تعرفوا عن قرب إلى العاملين في مؤسساتهم لأنصفوهم ولتخلصوا من كثير من المحيطين بهم الذين يضربون حولهم سورا يحجب عنهم رؤية أو معرفة أحد سواهم من العاملين المحبطين جراء هذا التهميش غير المبرر . الله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012