أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


نستذكر رجالا مضوا وتفر من عيوننا الدمعة ! . ... بقلم : شحادة ابو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
23-06-2018 10:58 PM


في الزمن الصعب المنفلت من عقاله حد فوضى المواقف والكلام والعلاقات بين الناس , وعندما تتجرد الكلمة من عفتها والموقف من طهره ويسود التزاحم على ' المغانم والمناصب والوجاهات الزائفة ' , وعندما تبحث قيمة الإحترام عمن يتشبث بها , وعندما يصبح الخلق الرفيع ' هبل ' والإيثار ' مسكنة ' والكرم بمقابل ,وعندما يمقت الأخ أخاه والجار جاره , وعندما تبرز العنصرية على نتانتها والجهوية على سوئها والإقليمية على فظاعتها .. عندما يكون هذا هو الحال يصبح الحليم حيرانا , وتتذكر نفوسنا المؤمنة بربها ثم بوطنها , رجالا مضوا إلى جوار من لا جوار يعدل عظمة جواره , وتفر من عيوننا الدمعة ونداريها خلافا لإرادتنا وتأبى إلا أن تفر ! .

عشت العصرين معا وما زلت حيا أرزق , وأتذكر عند كل مفصل ومنعطف , رجالا كانوا رجالا بكل ما في الكلمة من معنى ومضمون , رجالا كانوا رفعة في عفة اللسان وشرف الكلمة وطهارة الموقف , عاشوا وأفنوا أعمارهم لغيرهم لا لأنفسهم , لم يكن في قاموسهم الشريف مصطلح منابت وأصول وفصول , كانوا للناس كافة , وللأردن كافة , وللحياة كافة , ولفلسطين كافة .

نعم , أولئك هم الرجال الرجال الذين ينطبق على سيرتهم قوله تعالى ' منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ' , كانوا قليلا من الليل والنهار ما يهجعون في خدمة قراهم مدنهم بواديهم مخيماتهم وأريافهم , لا ينتظرون شكرا من أحد ولا تأخذهم في الحق لومة لائم , كانوا لا ينامون وفي الحي متخاصمان , فمن يدلني اليوم على رجل بمقدوره إصلاح ذات البين بين متخاصمين حتى وإن كانوا من أقرب أقربائه , ومن يدلني اليوم على رجل كلمته بين قومه أو حتى ذويه مسموعة وتحترم , ومن يدلني اليوم على شاب صغير السن ينهض من مكانه لإجلاس رجل كبير السن حتى لو كان عمه أو خاله أو ربما أباه ! .

ما الذي جرى لنا وكيف إنفرط عقد منظومتنا الإجتماعية الرائعة التي كانت ! , ولماذا ولى زمان المنايح والخرجيات وعيادة المريض بلهفة عليه لا بضيق منه ! , وأين رجال التكافل والتضامن ونجدة الملهوف الذين كانوا وما عادوا ! , وأين هو شيخ العشيرة ووجيه الحي صاحب الرأي السديد والكلمة المستجابة ! .

يتحدثون حكومات وأحزابا وبرلمانات وسواهم عن الإصلاح السياسي والدولة المدنية وما شابه من عناوين ويحمل بعضهم العشائر مسؤولية إعاقة هذا الهدف , وعندما يترشحون ينسون ما قالوا فيعودون إليها طالبين دعمها لإنتخابهم للبرلمانات والبلديات والنقابات ومجالس اللامركزية والجمعيات وسواها , وما أن ينفض السامر حتى تعود العشائر ثانية لتجرع تهمة إعاقة الإصلاح وتحقيق ما يسمونه دولة مدنية ! .
الرجال الرجال الذين نتحسر اليوم على رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية , كانوا شيوخا ووجهاء عشائر ومخيمات ومدن وأحياء وتجمعات , وهم هم من أسهموا بشرف لا يدانى في بناء الدولة إمارة فمملكة بقيادة ملوك هاشميين أخيار وفي أصعب الظروف وأكثرها دقة وخطورة , لم تكن مؤهلاتهم شهادات عليا من هارفرد ومانشستر وجورج تاون , لا بل كان منهم أميون كثر , لكنهم كانوا قادة حقيقيين تعلموا رجولة القيادة والرأي والموقف في مدرسة الحياة لا أكثر , وما أعظمها من مدرسة ! .

كانوا فقراء في المال والمغانم والمكاسب , لكنهم كانوا أثرياء جدا في أخلاق الفرسان والتفاني من أجل الوطن وناسه , يعينون الضعيف ويهبون لنجدة الملهوف ولا يقبلون الحيف ولا ينامون على ضيم , كانوا مؤمنين بأنهم إنما خلقوا من أجل هذا وكل فعل شريف مشرف , كانوا سموا في الإحترام والمحبة والتسامح والصفح عن المسيء وجنودا مجندين للخير لا للشر , للفضيلة لا للرذيلة , للكرم الحقيقي لا المزيف , للإيثار لا للإستئثار , لكنهم رحلوا وقضوا ومضوا وتركوا إرثا خالدا يعرفه من هو في مثل سني , ويجهله كثير من شباب اليوم الذين فتحوا عيونهم على الاردن بمائه وكهربائه ومدارسه وجامعاته وإنترنته وسياراته ومؤسساته ومستشفياته وطرقاته وحكوماته وبرلماناته وبلدياته وكل ما هو فيه .

نعم وألف نعم , نستذكر أولئك الرجال الرجال بالعرفان والإمتنان وعلى أرواحهم الطاهرة نترحم , ونسأل , ألا يستحق أولئك الأفذاذ أن تفر الدمعة من عيوننا صادقة حرى عندما تأتي ذكراهم في الليلة الظلماء !
قبل أن أغادر , لأصحاب القرار نقول .. لا مجال ولا مكان لإصلاح سياسي عنه تتحدثون حتى صار أنشودة , إلا بإصلاح إجتماعي أولا وقبل كل شيء , فهو البوابة لكل إصلاح , وبدونه سنظل وسيظل الأردن يدور في حلقة مفرغة لا صلاح ولا إصلاح فيها . الله الذي لا إله إلا هو من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012