أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


على حافة المشهد قبل السقوط: ما الذي تفعلونه بالامة ايها الاغبياء ؟

بقلم : أ.د احمد القطامين
08-07-2018 10:30 PM


قد تكون اللحظة الراهنة واحدة من اكثر اللحظات خطرا وجنونا في تاريخ المنطقة، كما لو انه قد تم حقن فيروس يمتلك قدرة هائلة على التدمير الذاتي في قلب المنطقة وعقلها. ربما وصول ترامب الى مكان يجعل منه اداة قادرة على الفعل التدميري في المنطقة كان المحفز لتنفيذ خططا كانت موضوعة سلفا ومحركا لا يأبه بقوانين حركة الظواهر والاشياء، اعطى معنى جديدا لحالة الجنون التي تجتاح المنطقة.
لم يكن هنالك حقبة في التاريخ الانساني منذ بدء البشرية شهدت حالة “تخلي” امة من الامم عن كل عناصر قوتها علنا وقصدا، وبتخطيط مسبق كما تشهد المرحلة العربية الراهنة. انها حالة تخلي كبرى يسود فيها الجهل وتتعاظم الاخطار وتهدد اساسيات البقاء وتتداخل فيها تأثيرات المال “الداشر” مع التكنلوجيا فائقة القوة والعقول الاجنبية الفاعلة التي تستأجر للتخطيط لتدمير مكونات الامة وتجريف تاريخها وحضارتها لتحدث حالة لا مثيل لها من الضعف والموت والهوان.
لقد تم تفكيك كل عناصر القوة وتجريف كل مكونات الحضارة العربية وثقافتها واحلال ثقافة انهزامية خسيسة ومريضة وعميلة لا تأبه بمعايير الكرامة والاخلاق وتسعى فقط الى تدميراوطانها بشكل فعال لا يصدق وغير مألوف في تجارب الامم عبر التاريخ. لقد اتصفت هذه الحالة بمستوى لا يصدق من النذالة والانحطاط والخروج عن متطلبات الحد الادنى من الفعل الوطني الذي يحقق متطلبات الامن القومي ويسمو بمعادلات الحفاظ على قيمة الانسان وكرامته.
حالة كهذه تستدعي كل عناصر السوء والضعف في النفس البشرية التي تمارسها فيصبح الانسان الممارس لهذه الحالة بؤرة للنذالة والانغماس في قوانين الحالة الرديئة بحيث تمتلك عليه ذاته كلها فيصبح مستسلما وعبدا لها وتتعطل لديه مجسات الحياء ويتوقف العقل عن العمل وتهجره معاني الرجولة والنخوة وقيم الاثار والبطولة فيصبح عقلا عبثيا لا يأخذ ولا يعطي فقط يتجمد في الزمان والمكان.
توقفوا عن افعالكم هذه قبل فوات الاوان، وعليكم ان تدركوا ان التاريخ لا يرحم وان الامم لا تموت بل من يتآمر من ابنائها عليها سيذهبون عاجلا او آجلا على مكان واحد.. مزبلة التاريخ !!
qatamin8@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012