أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
400 جثة و2000 مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خان يونس بيلوسي تشن هجومًا حادًا على نتنياهو لسياساته وتعتبره “عقبة” أمام حل الدولتين وتطالبه بالاستقالة الفايز يتفقد واقع الخدمات للمواطنين في العقبة زراعة لواء الوسطية تحذر مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع درجات الحرارة تقارير: زيادة كبيرة في معدلات هجرة الإسرائيليين العكسية طائرة منتجات زراعية أردنية تغادر إلى أوروبا البنك المناخي الأردني سجل قيم جديدة لدرجات الحرارة العظمى في 2023 الملك وأمير الكويت يبحثان توسيع التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري - صور مي كساب تعتذر من صلاح عبدالله.. ما السبب؟ تعرف على أشهر توائم النجوم بالوسط الفني هشام ماجد يكشف كواليس"أشغال شقة" وسر انفصاله عن شيكو نيللي كريم تحسم حقيقة جزء ثانٍ من مسلسل بـ 100 وش محمد سامي يكشف تفاصيل مسلسله الجديد مع مي عمر إجراء جديد لهنا الزاهد بشأن طليقها أحمد فهمي المفتي الحراسيس: 5 فتاوى تفيد بحرمة التسول
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


"جهاديو الأردن" .. معلومات وأوهام

بقلم : د.محمد ابو رمان
14-08-2018 06:54 AM

لأنّ أحداث السلط والفحيص ما تزال تلقي بظلال كبيرة على المزاج الاجتماعي ونقاشات المواطنين، وما نزال نحاول تفكيك وفهم ما حدث واستنباط الدروس التي تفيدنا في المستقبل، فمن المفيد أن أستعيد معكم بعض الملاحظات عن التحولات الخطيرة والنوعية التي مرّ بها ما يسمى بـ'التيار الجهادي الأردني' خلال الأعوام الماضية، وهي التي تناولناها في كتاب 'سوسيولوجيا التطرف والإرهاب في الأردن' (ألفته بشراكة مع د. موسى شتيوي ومعنا الفريق الفني في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية).

كخلفية تاريخية، من الضروري الإشارة إلى أنّ 'التيار السلفي الجهادي في الأردن'، في صيغته الأيديولوجية والحركية المعروفة، بدأ نشاطه مع منتصف التسعينيات، وكانت أفكار أبو محمد المقدسي (العائد من الكويت تمثل مظلته الفكرية ويعدّ الزعيم الروحي له)، وكانت قضية بيعة الإمام في منتصف التسعينيات هي النواة الأولى للتيار، وضمت المقدسي والزرقاوي وعبد الهادي دغلس وخالد العاروري، ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم فإنّ أغلب قضايا الإرهاب (ما يصل إلى 95 %) في محكمة أمن الدولة مرتبطة بهذا التيار وأفكاره.

انقسم التيار مبكراً بين أتباع المقدسي والزرقاوي، ثم بين أنصار القاعدة والنصرة من جهة (وهم شيوخ التيار وقادته المعروفون) وأتباع داعش (من جهةٍ أخرى، وكان يتزعمهم عمر مهدي زيدان، الذي قُتل في غارة أميركية على الموصل العام الماضي)، لكن المهم في الموضوع أنّ هنالك طفرة كبيرة حدثت في قدرة التيار على التجنيد والتعبئة واكتساب أعداد جديدة من الشباب، مع ظهور داعش وتبنيه فكرة 'الخلافة الإسلامية' و'المظلومية السنية'، فأصبح هنالك جيل جديد (تمّ تجنيده بسرعة فائقة) لا تعرفه قيادات الجيل القديم التي التقينا بها خلال إعداد الكتاب، وأغلب القادمين الجدد ينتمون إلى تيار داعش الأكثر تطرفاً من تيار الشيوخ التقليديين.

المفارقة المدهشة (التي وجدناها خلال خبرة البحث) أنّ التفكير التقليدي المبني على التجنيد في حلقات المساجد والقرآن الكريم، كما كانت عليه حال الإسلام السياسي سابقاً أو حتى التيارات السلفية التقليدية والجهادية، لم يعد قائماً بتلك الصورة، فأصبحت اليوم الأندية (كرة القدم، بناء الأجسام، القتال) هي الأقرب إلى الجيل الجديد من المساجد، بخاصة بعد الرقابة الشديدة على الأخيرة، وربما تتفاجأ بأنّ بروفايلات العديد منهم ليست وهم يصلون أو يقرؤون القرآن، بل وهم يحملون الأثقال! فقصة دور القرآن والمساجد هي أوهام ما يزال يتمسك بها مثقفون لا يدركون تماماً التحولات النوعية التي أصابت الجيل الجديد من تنظيم داعش.

ومن ذلك 'خرافة الانترنت' بوصفها الأداة الكبرى للتجنيد، وهو تسطيح للمسألة، فالانترنت تلعب دوراً كبيراً في تقريب المسافات الجغرافية والزمنية وتسهيل التواصل بين الأفراد، وهو دور حيوي وأساسي بلا شك، لكن العلاقات الحقيقية والواقعية، المبنية على القرابة والصداقة والجوار هي العامل الأكثر أهمية وفاعلية في عملية التجنيد وغسيل الدماغ التي تحدث.

في أغلب الحالات التي درسناها (وقد درسنا مئات الحالات) كان هنالك إما قريب أو صديق أو زميل هو المؤثر الرئيس، سواء كان بصورة مباشرة، أو عبر الانترنت، ممن ذهبوا إلى هناك وأقنعوا الآخرين باللحاق بهم أو تبني الفكر نفسه.

التحول الأكثر خطورة هو الانتقال من الفردية الذكورية إلى العائلية، وهو أمر سبق وذكرناه، وكذلك ما أسميناه السلالات الجيلية، بمعنى أنّ هنالك أجيالا متواصلة من الجهاديين، والأهم الاستمرارية لمن يخرجون من السجون، فأغلبهم يبقى على تبنيه الفكر فإمّا يعود إليه أو يهاجر بحثاً عن أرض للقتال! الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-08-2018 09:34 AM

.
— بالغ الشكر للدكتور محمد على الجهد المميز المشكور والمقال القيم ، وأتمنى عليه كتابه مقالات توضيحية اكثر في خصائص هذا النهج .

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012