أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الحرب خدعة يا جمانة

بقلم : د.بشير الدعجة
14-08-2018 12:49 PM


بداية أكن كل الاحترام والتقدير لمعالي وزيرة الإعلام جمانة غنيمات لشخصها الكريم ، وما سأتحدث عنه الآن هو ما يمس العمل والأداء وكمواطن أردني خبير في المجال الإعلام الأمني لي الحق أن ادلي بدلوي ' رأيي ' الذي كفله الدستور الأردني أعلى سلطة قانونية في الأردن.

لقد تابعت البيانات الصحفية خلال أحداث السلط الأخيرة...وقد حالفك النجاح فيها بامتياز كمراسلة صحفية أو إعلامية لإحدى المحطات الإعلامية أو المؤسسات الصحفية...ولكن للأسف لم يحالفك التوفيق فيها كمتحدث رسمي بإسم الأجهزة الأمنية ولذلك كان هناك ارباك للمشهد الأمني كاملا لدى الشارع الأردني.

دعيني أوضح أكثر ...فقد كان تعاملك مع المعلومة الأمنية بسطحية وكصحفية حسب خبرتك الصحفية السابقة وكنت تنقلين الأحداث الأمنية أولا بأول بحسك الصحفي وخبرة سنين طويلة في تقديم الخبر للمواطن كصحفية حرة لا تعترف بقيود على المعلومة التي بين يديها...ولم تنتبهي - وهذا ليس ذنبك- انه في هذه الحالة الأمنية يجب أن يتوفر فيك المهارات الأمنية المكتسبة والحس الأمني الذي أنت تفتقدينه نهائيا في كيفية التعامل مع المعلومة الأمنية كمتحدثة بإسم الأجهزة الأمنية وليس مراسلة صحفية..ولا الومك لانك لم تعملي بالأجهزة الأمنية ولم تمارسي الإعلام الأمني طيلة سنوات عملك المشرفة في وسائل الاعلام المختلفة.

إن المتحدث الرسمي باسم أي جهاز أمني يختلف إختلافا كليا عن الصحفي العادي فهو عند صياغة رسالته الإعلامية يأخذ بعين الإعتبار البعدين الإعلامي والأمني بعكس الصحفي العادي الذي يفكر بالبعد الإعلامي فقط والسبق الصحفي والتميز بنقل الخبر.

الإعلامي الأمني يفكر بشقين الأول كيف يقدم المعلومة الأمنية للمواطن بحيث لا ينجم عنها أي ارتدادات عكسية سلبية من نشرها على كافة الأصعدة وأن لا تسيء إلى جهازه الامني...وايضا يفكر بالشق الثاني كصحفي ما هي الرسالة التي يجب تقديمها للمواطن وترضي وتشبع رغباته وتساؤلاته وعلامات التعجب لديه.

إن البيانات الصحفية التي صدرت أثناء الأزمة الأمنية لم تكن موفقة فقد إصابت معنويات المواطنين بعطب كبير وشنّت هذه البيانات الصحفية حربا نفسية احبطتهم واهتزت صورة اجهزتنا الأمنية القوية الجميلة لديهم وتسرب اليأس في نفوسهم...كيف لا وكل بيان يخرج إلينا باستشهاد أحد أبنائنا من اجهزتنا الأمنية ..بيان وراء بيان مضمونه استشهدات وإصابات بين جنودنا البواسل ...وتفجير منزل وإصابات بين المواطنين . حرب نفسية لم ولا ولن تقصديها نهائيا... ولكن انتفاء الخبرة الأمنية لديك في إدارة الأزمات الأمنية إعلاميا والصورة الذهنية المخزنة لديك كصحفية حرة هي من دفعك لذلك ولا الومك فليس لديك المهارات والحس الأمني في كيفية إدارة الأزمات الأمنية إعلاميا.

الحرب خدعة وما تعاملت معه اجهزتنا الأمنية الباسلة في مدينة السلط هي إحد أنواع الحروب ...أن لم يكن اخطرها في بعض الحالات...وعند التعامل الإعلامي الأمني في حالات الحرب تقول الحكمة (يجب التقليل من خسائرك وتعظيم خسائر العدو) عند التعامل معها إعلاميا لأسباب كثيرة أبرزها قتل الروح المعنوية عند العدو وأنصاره ومؤيديه وإلحاق الهزيمة المعنوية بهم...لكن البيانات الصحفية الصادرة أثناء الأحداث الأمنية عكس ذلك أضعفت الروح المعنوية لدى المواطنين ومرتبات الأجهزة الأمنية الأخرى غير المشاركة بالواجب...وكانها جلبت بشائر النصر للخلايا الإرهابية النائمة وأنصارها ومن يتبنون أفكارهم ومعتقداتهم الظلامية الشيطانية.

إن الشفافية والمصداقية في المعلومة الأمنية تتحكم بها المواقف على أرض الواجب الأمني والتعامل معها إعلاميا يختلف حسب الموقف الأمني وكان من الأفضل توظيف الدبلوماسية والدهاء الإعلامي في إصدار البيانات الصحفية...ووضع المعلومات الأمنية المتوفرة بقوالب إعلامية تريح الشارع الأردني وتعزز صورة اجهزتنا الأمنية ..وتهزم معنويا الطواغيت والخلايا النائمة وانصارها ...كل ذلك أثناء معركة القضاء عليهم...وليس بيان يتلوه بيان جميعها خسائر بصفوف نشامى اجهزتنا الأمنية بين شهيد وجريح...ومواطنين أبرياء مصابين...أنها حرب نفسية مستعرة غير مقصودة.... وكما قلت السبب نقص الخبرة الإعلامية الأمنية وضعف الحس الأمني عند صياغة البيانات الصحفية.

إن اجهزتنا الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة...فرسان الحق لديهم طواقم إعلامية أمنية محترفة تعاملت مع أحداث أمنية كثيرة ومتعددة والاستعانة بهم كمستشارين اعلاميين أمنيين وادارتهم للأزمة- الأحداث- إعلاميا كان ضروريا الاستعانة بهم وبخبراتهم والاستئناس بآرائهم وخبراتهم.... وكان يجب تشكيل خلية إعلامية أمنية...فريقها من جهابذة الإعلام الأمني في مؤسساتنا الأمنية تقدم خبراتها عند صياغة البيانات الصحفية.

الحرب خدعة واعلامها خدعة وليس من الشرط ان يكون شفافا أثناء الحرب...فالإعلام أثناء سير المعركة لا يقل أهمية عن طلقات الدبابات وصورايخ الطائرات بل غالبا يكون أكثر فتكا منها...وتتحكم به سير الأمور على الأرض وكيفية توظيفه بما يخدم أنيا مواقف الاجهزة الامنية أثناء المعركة مع الخلية الإرهابية.

الإعلام الأمني يحتاج عدا المهارات والأساليب الاعلامية وخبرات السنين يحتاج إلى الحس الأمني وخبرات أمنية متراكمة لسنوات طويلة... تختلط وتمتزج جميعها لتنتج متحدثا رسميا أمنيا محترفا.... المحصلة المعلومة الأمنية وتوظيفها برسالة إعلامية تختلف اختلافا كليا عن المعلومة العادية..
أما المؤتمر الصحفي حول الأحداث الأمنية الأخيرة فقد تعمدت عدم حضوره مع سبق الإصرار....حتى لا أخوض فيه تحليلا لغايات في نفسي...

كل الاحترام والتقدير والامتنان الموصول للوزيرة غنيمات إبنة البلقاء الشماء ..تقبلي مني ارائي ..رأي خبير اعلام أمني خاض معارك إعلامية امنية تكللت جميعها بالنجاح بشهادة الأردنيين النشامى...واذكر منها تفجيرات عمان عام2005 وهيجان التنظيمات غير المشروعة في السجون الأردنية عام2006 وأزمة الثلوج المعروفة...
خضتها إعلاميا وإدرت أزمتها إعلاميا وعقدت مؤتمراتها وحيدا بدون مساندة قادة ووزراء أثناء المؤتمر الصحفي...وكنت غضا طري الغصن...لكن إدرتها بكل كفاءة عالية واقتدار وللحديث بقية

الكاتب والمحلل الأمني د بشير الدعجة- الناطق الإعلامي السابق للأمن العام

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-08-2018 01:34 PM

.
— اعذرني دكتور بشير لكني اخالفك ، فالناس دخلت مرحلة الشك في الأعلام الرسمي وتطلب العفوية والمصارحة والسرعة في النشر وليس الخبر المدروس المنمق لأننا في زمن الموبايل حيث يستطيع اي انسان ان يصور وينشر الخبر بالعالم كله بدقائق .

.

2) تعليق بواسطة :
14-08-2018 04:21 PM

سيدي الناس تبحث عن الحقيقة والحقيقة المجردة بعيدا عن أي صياغة تجميلية. ما تفضلت به باعتقادي يصلح للفترة التي كان فيها التلفزيون وجهاز الراديو هما مصدر الأخبار.

3) تعليق بواسطة :
15-08-2018 03:12 PM

السيده غنيمات ابدعت وبصدق المعلومة السريعة الصادقة تزيد الثقة بالحكومة واعلامها . ارتقاء شهدا ووقوع اصابات امر لا مفر منه لتواجد اعداد كبيرة من المواطنين بمنطقة العملية والحرص على حياتهم تضحيات الاجهزة الامنية المقدرة عاليا لا بد من اظهارها والاشادة بها

4) تعليق بواسطة :
15-08-2018 10:33 PM

الظاهر بانك يا دكتور تؤيد البيانات غير الصادقة التي تسميها حنكه. نعم الحرب خدعه وقد خُدٍعنا اكثر مرة . حمى الله الأردن

5) تعليق بواسطة :
16-08-2018 04:46 PM

مش زابطه معك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012