أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


سياسة أنظمتنا مقتل.. وسياسة المقاومة الفلسطينية نجاة

بقلم : فؤاد البطاينه
20-08-2018 02:45 AM

استوحيت مقالي هذا من كلمات شدتني في كتاب “وطن في كلمات” لعميد الإعلاميين العرب الأستاذ عبد الباري عطوان، فالسيرة الذاتية للكبار تكون سيرة وطن وأمه، أما الكلمات فكانت في سياق حديث له مع المرحوم ياسر عرفات أوعنه، وألخصها بصياغتي، بأنه غاب عن عرفات أن برجماتيتة السياسية غير منتجه وdoes not work مع برجماتية أمريكا بالذات والغرب عموما، ولا تلاقي بين برغماتية المقايضه والميزان وبين برغماتية الرشا والعطاء المجاني سياسيا كان أوماديا، ومن واقع اهتمامي بسياسة أمريكا كدولة مسئولة بشكل رئيسي عما نزل وينزل بأمتنا من كوارث، وواقع معيشتي فيها ردحا من الزمان بحكم عملي الرسمي، فإني أكتب معقبا بشيء قد يسهم في إغناء الصورة.
لا نجانب الصواب إن قلنا بأن أمريكا بنت زعامتها العالمية بمساعدة أوروبا رغم الفارق الكبير في القيم التي نشات عليها وطورتها هذه الدولة، وهي القيم التي عانى العرب منها أكثر من غيرهم في هذا العالم، بل أن منشئيها الأوائل هم من الأوروبيين المتمردين على القيم الأوروبية أومن المتطرفين والمغامرين الأوروبيين، ويحضرني في هذا دائما أحداث المسلسل الأمريكي “الجذور” من كتاب اليكس هيلي في اطار بحثه بكتابه عن جذور عائلته الأفريقية، ما أريد قوله في هذه الجزئية أن هناك قيما متأصلة تنطلق منها السياسة الأمريكية اليوم تختلف عن القيم التي استقرت عليها أوروبا، وتختلف كليا عن القيم الشرقية، ولواستثنينا بعض الشطحات لرؤساء وزارات بريطانيا كأم عجوز لأمريكا، واستثنينا بالمقابل سلوك الرئيس الأمريكي أوباما كأسود في أمريكا، فإن المتابع يلاحظ بسهولة الفوارق بين منطق وسلوك وتوجه ( attitude ) أي رئيس امريكي وبين نظيره الأوروبي.
وعلينا كعرب وكمسلمين أن نستحضر دائما التشابه في طبيعة قيام دولة أمريكا وقيام دولة اسرائيل والتشابه في طبيعة وتنوع غزاة أمريكا وغزاة فلسطين وفي أهداف الزعامتين الأمريكية والصهيونية، وعندها نتلمس مسوغات التحالف الإستراتيجي بين اسرائيل الصهيونية وأمريكا، ونتلمس أننا أمام عدوواحد بدورين متكاملين ومتممين يفرض علينا مواجته بسياسة ذات طبيعة واحدة وسلوك مختلف بالشكل وبالمضمون.
لقد قامت أمريكا كدولة بواسطة الإحتلال أوالإستعمار إلإحلالي، وكان نجاحها في القيام على أنقاض السكان الأصليين الذين أبادت وجودهم والأصح أبادت مقومات حضورهم حالة تاريخية شاذة، ولكن أمريكا هذه (كأنجلوسكسون) تؤمن وتصر على أنها حالة ممكنة ومبرره وتسعى في هذا لتكرارها في فلسطين بتحويل الاستعمار الصهيوني لها الى استعمار إحلالي من خلال تذويب الشخصية الفلسطينية السياسية بالشخصية العربية دون أن تحسب حساب الى خمسة عشر مليون فلسطيني بوطن تاريخي اسمه فلسطين، معتمدة في ذلك على قوتها الغاشمه.
فنشأة أمريكا على تلك القاعدة هومفتاح على قيمها وسياساتها . فقد بناها غزاتها على العبودية والفكرة الإمبريالية وفُرص تحقيق المال والثروة سريعا مهما كانت الوسيلة تتناقض مع المعايير الإنسانية والدولية، انها برجماتية الحيوان الذي لا يشبع على صورة إنسان، وانعكس ذلك على مفهومها وممارستها للسياسة، فأمريكا لا تخضع في سلوكها وقراراتها إلا لميزان الربح والخسارة ومخرجاته ولا تؤمن إلا بالقوة والتهديد والإبتزاز وسيلة.
من هنا كان حظ العرب في القرن الماضي سيئاً عندما تمكنت أمريكا من تزعم الحلف الغربي بأكمله، أما اليوم فلا نعرف على وجه التحديد إن كان تغيير طبيعة وأسس علاقاتها وتحالفها مع أوروبا لصالحنا أم لا، فهذا التغيير خفف من التأثير والضغط الأوروبي القيمي والسياسي على امريكا ومواقفها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وربما يلغيه، لكنه من ناحية ثانية قد يصنع فرصة لتفتيت هذا الحلف تكون لصالحنا، فالاحتمالين قائمين، إلا أن مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية يحدده أيضا منحى السياسية الروسية المقبله في العالم، وعما إذا كانت هذه السياسة ستنحوباتجاه الإندماج أوالشراكة بالقيم والمصالح الأوروبية أم باتجاه مواجهة الغطرسة الأمريكية من خلال بناء حلف شرقي على خلفية اقتصادية تدعمها القوة وسباق التسلح . مما يفرض على اوروبا حينها أن تتقبل الزعامة الأمريكية وتتعامل مع سياساتها الجديده.
أتفق مع ما قرأته في الكتاب من أن “طبيعة عدوك هي التي تحدد طبيعة مواجهتك له” وأضيف بضرورة ربط ذلك بسلوك يأخذ بالاعتبار الفارق الكبير بين العقليتين والثقافتين العربية والأمريكية والذي أشار اليه الأستاذ عطوان، ومن هنا، نكون أمام سؤال أساسي هو، من عدونا الذي نواجهه حقا؟ ولنكن واقعيين في هذا، فإسرائيل كعدويشكل تناقضنا الأساسي ما كانت يوما تملك مقومات مادية ذاتية كافية لاحتلال فلسطين أولمواجهة العرب في تحقيق أطماعها أوحماية نفسها، مضافا لذلك أنها كيان غريب بكل مكوناته ومصطنع في وسط رافض له، فالوسط عربي والإمتداد اسلامي وتآكل وجودها مسألة وقت.
فأمريكا هي التي كانت وما زالت في الحقيقة تتبنى إنجاح مهمة اسرائيل في تحقيق اطماعها وفي حمايتها وبقائها، وبالتالي فإن تعقد مشكلتنا وفشلنا مرده أمريكا، ونحن في الواقع في مواجهة حقيقية مع امريكا.. وإن إزالة الأسباب في دعمها الأعمى لاسرائيل أمر صعب،لأنه يرتكز على اختراق صهيوني يهودي عقدي زائف لقطاعات أمريكية فاعله وعامله،وعلى اختراق سياسي تلاه . واستمر حتى شمل مؤسسات صنع القرار واتخاذ القرار وصولا لتسلط وتحكم هذه اليهودية الصهيونية بكل مفاصل الدولة الأمريكية بما فيه الاعلامية والأكاديمية والتعليمية والمالية وعلى سوق العمل. .وفي العطل اليهودية يعتقد المتواجد في أمريكا بأنه في اسرائيل (فلسطين المحتلة).
وأمريكا هذه التي تخترقها الصهيونية هي أغنى دولة بالعالم وهي قوة غاشمه بعمنى أنها تستخدم أوقادرة على أن تستخدم القوة العسكرية الطاغية بدون مسوغات مفهومة أومشروعه ضد ضحية أثرها وتأثيرها معدوم بفعل التوازن المخسوف كأداة قمع تحقق فيها مصالحها ومطامعها بمعزل عن مصالح الأخرين وعن قواعد السلوك الدولي، أضف لذلك أن مواطني الدولة الأمريكية لا يمتلكون الروح والغيره الوطنية ولا الإنتماء الكافي . فهي دولة بكاملها مهجر لكامل العالم ومحل استقطاب لنخبه العلمية، وكل ساكنيها يعرفون التسلط الصهيوني ولم تتشكل للأن في قدمائهم الأوروبيين الهوية الوطنية الكافيه لاستفزاز الكرامة الوطنية.
ونضع في الحساب أنها دولة هي في النهاية ولمدى جيلين أوثلاثة قادمة قد يكون شعبها في إحدى حالتين، فإما سيشعر بخصوصيته الأمريكية وينسى خلفيات أصوله الأوروبية وغيرها ويثورون على التسلط الصهيوني وديمقراطيته، ونصبح أمام مواجهة داخلية ساخنة جدا ضد اليهود، وإما أمام دولة تدخل مرحلة التفتيت والتراجع، بينما الكاتب والمفكر الأمريكيي patric Bochanan تنبأ بكتابه الصادر عام 2001 ” موت الغرب ” سقوط الثقافة الغربية ومعها الدول الأوروبية التي ستصبح بحكم العجوز الميت بلا ورثة من صلبه، وبأن أمريكا ستتحول لدوله ناميه عام 2050. مستندا للواقع السكاني والأخلاقي المتراجع وتوافر كل عوامل سقوط امريكا ودول الغرب، متفوقا في ذلك على نبوءة الفليلسوف الألماني شبنجلر بسقوط الغرب وتسيد الشرق على خلفية معادلة الروح والمادة المختلة في الغرب، ونحن كأصحاب قضية لا نجلس بالطبع منتظرين.
فنحن الأن كدول وأنظمه عربيه لسنا في وارد الحديث عن مواجهة عسكرية وذلك من واقع حال أمريكا واسرائيل لا من واقع حالنا . فمهما كانت جيوشنا قوية فلن تستطيع تحرير فلسطين ولا مواجهة اسرائيل المدعومة بقوة أمريكا الهائله والغاشمه في حرب كلاسيكية، لقد كان ذلك ممكنا في بداية الغزوالصهيوني للمنطقة، وإذا وضعنا المواجهة العسكرية جانبا ووضعنا المقاومة أيضا جانبا كطريق وحيد لاخضاع العدووالتحرير، وتكلمنا في التعامل السياسي مع هذه القوة الغاشمة الأمريكية أوحليفتها اسرائيل كما هوحاصل في حالتنا منذ عقدين، نصل الى ما يحكم سلوكنا السوي سياسيا.
وعندما أقول سوي هنا أقصد تجنب النتائج العكسية علينا كدول أوكقيادة فلسطينية أوعلى القضية، حيث أن الهدف المقصود أمريكيا واسرائيليا من هذا التعامل السياسي لن يكون إلا تحصيل مكاسب مجانية ودفع القضية للخلف، والمنتج لن يكون غير ذلك، مع أن الأصل أن لا يكون هناك تعاطيا سياسيا تفاوضيا بشأن الصراع في حالتنا، بل يكون على خلفية انتصار أوضغوطات عسكرية مؤثرة وطريقها الوحيد هوالمقاومه، وهذا يربطنا مع سلوك المقاومة في غزة الذي أصبح جدليا وأقول *
المقاومة في غزة إسلامية واعية على نفسها وعلى ما حولها وليس الاستسلام من عقيدتها ولا تفهمه، بكينا غزة ولن نبكي مقاومتها التي ما كانت معزولة عن الإيمان وما كانت حدودها مرتبطة بحدود غزة، الخطب كبير جدا والمقاومة تواجه قوة عالمية غاشمة، والأمر عاد تحكمه الحكمة والعقل معجزة المعجزات.. إنها تفهم المرحلة التي تمر بها وتعطي الأولوية لبقائها كمقاومة على ارض فلسطين، ونحن معها حين تعلم متى تنام ومتى تستيقظ فعزل السياسة عن المقاومة قاتل، ولا أرى المسألة أكثر من تقاطع في المصالح، لكنه تقاطع حيوي ومصيري للمقاومه ووجودها.
فحالة التعاطي السياسي مع أمريكا وإسرائبل تعيدنا الى مراعاة اختلاف طريقة التفكير والسلوك بين العقليتين والثقافتين الغربية والشرقية وأمريكا بشكل مميز لوصفها أعلاه، والضعيف أوصاحب الحاجة من الطرفين هومن يحتاج لفهم الأخر حذرا لا طمعا، وعلى أي مسئول عربي في أي بقعة سايكوسبيكية أن لا يمارس ثقافته ولا طريقة تفكيره ولا حتى برجماتيته مع الأمريكي، إنهم يفهمون الكرم غباء والعطايا هبل ورشا والتواضع ذل، وصداقة الضعيف خيانة واستغلال، والتسامح ضعف، وتفاوض الضعيف استسلام وخيانه، إنهم لا يفهمون لغة المجان ولا الزكاه ويعيشون ما اسموه الجيل الرابع من الحروب التي ينعدم فيها العطف والمشاعر الانسانية والحزن على أطفال تذبح وتباد بالجملة، انهم عمليون وبرجماتيتهم حيوانية، وأصحاب عقلية وتفكير وثقافة لا يفهمون ولا يتفهمون غيرها، وحياتهم قائمة على التآمر.
كاتب وباحث عربي..رأي اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2018 12:24 PM

امريكا وإسرائيل اعتمدوا سياسة يوشع
وكلاهما اليوم يطبقونها بحذافيرها التي تعتمد على ثلاثة
مرتكزات الاباده . الإحلال . ديمومة البقاء الدموية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012