أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


تجمعنا " المقابر " وتفرقنا " المنابر " !

بقلم : شحاده أبو بقر
27-08-2018 06:14 AM


هل نحن دولة هشة ! , لا والله , ليس الأمر كذلك أبدا , نحن دولة راسخة رسوخ الجبال وقد مرت بها ومنذ نشأتها , كوارث شتى وحروب شتى وأزمات شتى وخرجت منها جميعها أقوى وأصلب عودا وأقدر على النهوض والتحدي والمواجهة برغم شح المورد وقسوة الظرف وبشاعة التحدي .

هل نحن دولة مارقة تستحق أن تعاقب ! , لا والله , نحن ومنذ نشأنا دولة إعتدال ووسطية وواقعية ومنطق , ولهذا كنا دوما ومعنا دول خليجية شقيقة صيدا ثمينا لإتهامات أصحاب الرؤوس الحامية تجار ' الحكي ' وحسب من عرب كثر , بأننا رجعيون وهم تقدميون , وعملاء وهم أشراف , وخونة وهم أمناء , حتى أنصفنا الزمان وهو خير منصف بعد الله جل في علاه , إذ قالت الحروب والمصائب التي دبروها وعلى طريقة فزعة عرب , أننا نحن التقدميون الحقيقيون لا المزيفون , والأشراف الحقيقيون لا المدعون , والأمناء الحقيقيون لا الإنتهازيون , فقد كنا وما زلنا وقود كل الحروب وكل اللجوء وكل ما أنتجت نزواتهم من مصائب , أما هم فما زال بعضهم في غيهم يعمهون ! .

لا علينا فأجرنا على الله لا على من ظلمونا طويلا وما زالوا على أكتاف صبرنا وحلمنا يتسلقون . لكن ما يثير العجب أننا وبوعي وبغير وعي وبرغم تاريخنا المجبول بالشهادة والدم , وبرغم ظلم الظالمين ونكران الجاحدين , نسهم وبإندفاع في تقزيم دولتنا وهدم جدران وطننا , وتشويه سمعة مؤسساتنا لا بل وبلدنا كله , فبرلماننا الأعرق من كل برلمانات دول العالم النامي , محط غضب لا بل وسخرية بعضنا , وحكوماتنا كلها مرفوضة , ومخابراتنا وهي أرحم وأقوى مثيلاتها في الإقليم أيضا مرفوضة , وكل جميل في بلدنا قبيح , وكل قبيح عند غيرنا جميل ويا ما أحسنه ! .

نعم , في بلدنا فساد وحاجة ملحة للإصلاح في مختلف الميادين والمجالات , لكنه بلدنا , إن ذهب لا قدر الله ذهبنا , وإن ظل قويا صامدا بقينا نحن كذلك , فهو بيتنا وظلنا الذي لا ظل لنا سواه بعد ظل الله سبحانه , عوراته يجب أن تدارى كما تدارى عورات بيوتنا , وشؤونه يجب أن يجري إصلاحها بحكمة وهدوء وإتزان .

عجيب أن يتلاعب بنا وبأعصابنا ومشاعرنا نكرات يسمون أنفسهم معارضة الخارج , يقودهم موسادي معروف يجيد فن التلاعب بالإشاعات وتأويل المعلومات ويوصلنا حد كره بلدنا وهو الوطن الذي لا وطن سواه لنا ولغيرنا من اللاجئين العرب الفارين بأرواحهم من جحيم حروب عبثية لم تبق ولم تذر .

عجيب أن تشن علينا حرب الإشاعات الممنهجة من خلف حدودنا على أيدي جيوش مخابراتية ونلتقطها ونهولها ونبدو كما لو كنا سعداء بالحديث فيها في مجالسنا همسا وعلانية , ولا ندرك مقاصدها الشريرة التي تريد خراب بيوتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لن أظلم حظي لأشكك لا سمح الله في عمق وطنية أردني واحد أو أردنية أيا كان أصله وفصله , فأنا مجرد نفر من شعب يئن فقرا وبطالة ويتألم لسماع قصص فساد ومحسوبية وشللية هنا أو هناك وسوى ذلك من أسباب الشكوى , لكنني أخشى وقد فعل الزمن فينا ما فعل من تباعد وخراب واضح في منظومة قيم أخلاقية جليلة هي رأسمالنا الجليل ,أخشى أن نهدم المعبد لا قدر الله , بنية إصلاحه ! .

لقد تباعدت بيننا المسافات فكرا وتفكيرا وسلوكا وعلاقات كانت وستبقى بعون الله رصيدنا الأعظم نحو وحدة وطنية حقيقية راسخة , وتكافل وتضامن في الدفاع المخلص عن الوطن , وليس سرا أننا لم نعد نلتقي أو نتزاور إلا عند المقابر لتشييع مرحوم , ومن منا رآى يوما قبرا يزور قبرا آخر ! .

نعم , تجمعنا المقابر وكثير منا لا يولي حرمتها ولا مصيبة الموت حقها , فنحن نسلم أكواما تتسابق على السلام كي تمضي , وفي المقابل , تفرقنا المنابر وما أكثرها في هذا الزمان , صحافة وإعلام ومواقع الكترونية وفيس بوك وأخواته وفيديوهات وحدث ولا حرج .

كلنا صحفيون في هذا الزمان وكتاب وناقلو ومتداولو معلومات وإشاعات , ولكل منا رأي مختلف ,بعضنا يهاجم ويهجو , وبعضنا يدافع ويمدح , وبعضنا الآخر لا رأي له على طريقة وأنا مالي ! , ونصنف الأول معارضة , والثاني سحيج , والثالث أغلية صامتة .

قبل أن أغادر ولن أغدر لا سمح الله , علينا جميعا مواطنين ومسؤولين أن نعض على الأردن بالنواجذ , وأن نصون حرمته ونحفظ عهده ووعده ونصلح حاله وأحواله في كل شأن , وأن نتفاخر بأنه الوطن مهما كانت ظروفه , فلا شيء يعدل الوطن غير الوطن , والوطن وسيادته ومصالحه ومستقبله , يتطلب أن نتحاور بإتزان وأن نتصارح بهدوء وأن نصر على الإصلاح بحكمة لا شطط فيها , وأن نخرس كل صوت يريد بنا شرا وكل إشاعة هدامة تريدنا أن نخرب وطننا بأيدينا , فنحن حماة لهذا الوطن , لا أتباعا لناعق مغرض يغرد ويكذب ويدعي عبر الأثير من خلف حدودنا , وفي زمن ملتبس تنهار فيه دول وتتداعى فيه جدران أوطان ما كانت يوما في وارد أحد , ونحن أنصار لفلسطين والقدس الشريف وقضيتها العادلة وشعبها الشقيق , مهما تجبر المتجبرون المحتلون وداعموهم وظنوا أن الأمر بأيديهم وجد يسير .

الأردن رأسه مطلوب , وجيوش مخابراتية معادية مسخرة لهذا الغرض , ووسيلتها هي إنتهاز فقرنا ومشكلاتنا الداخلية لبلوغ الهدف لا قدر الله , وعلينا أن نلتقي , على الخير نلتقي , ومن أجل الأردن نلتقي , وعلى المنابر كلها , لا على المقابر وحسب ! .

حفظ الله الأردن غاليا عزيزا بكل ما فيه ومن فيه شعبا وقيادة وجيشا وأمنا وشجرا وحجرا وإستقلالا وسيادة بعون واحد أحد , وحيا الله الأردنيين جميعا من كل طيف ومشرب وأصل وفصل معارضين وموالين وعاتبين وغاضبين وراضين , ويقينا فهم جميعا شرفاء يبتغون خير الوطن . الله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012