أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


فارس الخوري .... لن تنساه سورية ولن ينساه التاريخ

بقلم : هشام الهبيشان
27-08-2018 11:43 PM

في تاريخ سورية الحديث ، هناك رجال وزعماء وطنيون ،سطروا وكتبوا تاريخهم بحروف من ذهب ، ومنهم فارس الخوري الزعيم الوطني والسياسي المحنك والمفكر والوطني السوري ،ولد فارس الخوري سنة 1873م في قرية الكفير التابعة حالياً لقضاء حاصبيا في لبنان'.
فارس الخوري بدأ حياته السياسية والنضالية في النضال ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي، ما عرّضه للسجن والنفي أكثر من مرة، سواء من قبل جمال باشا السفاح، أو في عهد سلطة الاحتلال الفرنسي،وقد تميز الزعيم الوطني السوري الكبير فارس الخوري بذكائه و حنكته ،والذي تفانى في سبيل رفعة الوطن السوري والأمة العربية ككل ،وقد عاش نزيهاً ، عفيفاً ، متواضعاً ، فكانت حياته مليئة بالنضال والمواقف الوطنية العظيمة ،نذكر منها :

*فارس الخوري في الجامع الاموي

في ذات مره ابلغ الجنرال الفرنسي غورو فارس الخوري أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية …مسيحيي الشرق، فما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله …فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلاً وخرج أهالي دمشق المسيحيون يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله .

*فارس الخوري في مجلس الامن

في اجتماع لمجلس الأمن كانت قد طلبته سورية من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها ،جلس فارس ممثل سورية في المجلس آنذاك(مع العلم أن فارس الخوري أحد مؤسسي مجلس الأمن)،في المقعد للنائب الفرنسي في مجلس الأمن ،فلما جاء النائب الفرنسي وجد فارس الخوري جالساً في المقعد المخصص له..أثار هذا الموقف غضبه وطلب من رئيس المجلس أن يأمر فارس الخوري بإخلاء المقعد بالمقعد المخصص لسورية...وهنا كان رد فارس الخوري: (لقد جلست على مقعدك دقائق معدودة ولم تحتمل ذلك ،فما بالك و أنتم تجثمون على صدورنا منذ خمس و عشرين سنة 'وقد كان هذا الموقف من الدعائم الأساسية في مجلس الأمن لحصول سورية على الاستقلال'.

*فارس الخوري ومؤذن الفجر

سكنَ فارس الخوري في منطقة المهاجرين- جادة شـورى- قرب جامع الأفرم،في الجامع كان يؤذن للفجر في تلك الفترة رجل ذو صوت شجي إسمه أكرم خلقي،و الحادثة التي جرت مابين فارس الخوري واكرم خلقي، رحمهما الله، كانت عندما تولى فارس الخوري رئاسة الوزراء، فجال في خاطر المؤذن وهو يرى الـنـور في غرفة فارس يُطفأ قُبيل وقت أذان الفجر بقليل مايلي :إن دولة رئيس الوزراء يقوم بمهمات عظيمة ولا شك أنه متعب وربما لم ينم إلا قبل قليل، وإذا رفعتُ صوتي بالأذان للصلاة (ولم يكن وقتها تُستعمل مكبرات للصوت) فربما أُوقظه، ومصالح الناس تقتضي أن ينال الراحة الكافية ليتابع خدمتهم !.. فاتجه أكرم خُلُقي من الباب الجنوبي ليؤذن عند الباب الشمالي، كي لا يَصلَ الصوت إلى بيت رئيس الوزراء! في اليوم التالي ،سأل فارس الخوري عن مؤذن المسجد ليطمئن عنه وطلب لقاءه وسأله عن سبب عدم رفع الأذان البارحة! فأخبره المؤذن بالقصة، فانزعج فارس قائلاً: هل تعلم أنني لا أنام قبل أن استمع إلى أذان الفجر منك، وأسْتلهم منه مايعينني على متابعة أعمالي ؟؟... غداً يكون الأذان كالمعتاد.. وهكذا كان !..

*فارس الخوري وزيرا للأوقاف الإسلامية

شغل فارس الخوري منصب وزير الأوقاف الإسلامية، وعندما اعترض البعض خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا: إننا نؤّمن فارس بك الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا.


ختاماً ، رحل فارس الخوري في مطلع شهر كانون الثاني من عام 1962 ،ومن يقرأ تاريخ فارس الخوري ، ويربطه بمقتطفات من مراحل 'صعبة ' عاشتها سورية ' مع نهاية النصف الأول من القرن العشرين وخرجت منها بحكمة وحنكة فارس خوري ... فهنا سيدرك جيداً أن الرجل كان يجيد قراءة التاريخ ويعرف متى وأين وكيف يصنع التاريخ، لقد تخطى الرجل ومعه سورية مراحل صعبة وعبر منها إلى المستقبل برؤية شاسعة وبصيرة نافذة، كان الرجل صاحب القرار في الظروف الصعبة والوقت الأنسب وقاد سورية لتؤدي رسالتها في صناعة التاريخ، فالرجل كان استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى .


كاتب وناشط سياسي – الأردن.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-08-2018 12:17 AM

كم عدد من يعرفون الفارس خوري من العرب ؟

2) تعليق بواسطة :
28-08-2018 09:42 AM

اخي الكاتب نحن في اردننا الغالي لدينا الكثير من امثال فارس خوري وابرزهم الشهيد ناهض حتر رحمه الله

3) تعليق بواسطة :
28-08-2018 02:47 PM

درس من مناهج الابتدائية الحكومية .اقسم بالله اني قرات تاريخ الاستعمار الغربي للدول والعربية ولم اجد ثورة وانما وجدت مذابح بالعرب ... الا ان بريطانيا كانت الافضل في معاملة الاخرين من فرنسا واسبانيا وايطاليا وانسحبت واجبرت فرنسا على منح الدول الاخرى الاستقلال ولم اجد ثورات الا في المسلسلات..

4) تعليق بواسطة :
28-08-2018 03:13 PM

هذه قامة عربية اصيلة نبتت في زمن الرجال الرجال الذين لا يعرفون الكذب ولا تغريهم المناصب والمكاسب ولا ارتباط لهم الا بتراب الوطن الان تأتينا الجمعيات الانسانية تفتك بنسيجنا الوطني لا احد يشبه فارس الخوري وان كان لا بد من التشبيه فان الاب مانويل مسلم متعه الله بالصحة والعافية هو الجدير بالتشبيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012