أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


الرجال كالشجر ..نوعان ! .... بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
01-09-2018 09:14 PM


وجه الشبه بين الرجال من ناحية , والأشجار من ناحية , هو أن كلا منهما نوعان , فهناك شجر يورف ويثمر حتى وهو يحيا بماء المطر وحسب , وهناك شجر لا بد من ريه على مدار العام كي يثمر , وإلا جف وتوقف عن الإثمار وصار حطبا قابلا للإشتعال ولمرة واحدة ! .

وكذلك هم الرجال , فهم نوعان أيضا , نوع يعطي ويثمر خيرا لوطنه وكل من حوله سواء أخذ أم لم يأخذ , أعطي أم لم يعط ,وأيا كان داخل المشهد الرسمي أم خارجه , وهؤلاء هم رجال الشدة والرخاء معا , ونوع يعطي ويثمر فقط ما دام الضرع بين فكيه , وإن نزع الضرع منه توقف عطاؤه ولا ينتظر منه خيرا, وهؤلاء هم رجال الرخاء وحسب .

تلك قاعدة حياتية راسخة منذ بدأت الحياة على هذا الكوكب , فالناس جميعا رجالا ونساء خاضعون لهذه المعادلة سلوكا وتعاملا , ولهذا يتمايزون في أخلاقهم وأنماط تفكيرهم وطرائق عيشهم ونظرتهم الكلية للحياة .

لو حاولنا التجريب مثلا , لوقفنا أمام شجرة زيتون مباركة تعمر لألف سنة وأكثر ويستمر عطاؤها إعتمادا على ماء المطر ولا تنتظر تدخل أحد ليرويها , بمعنى أنها شجرة بعلية , وشجرة ليمون لا تعمر طويلا وتتطلب ريا مستمرا لكي تعطي وتثمر , بمعنى أنها شجرة سقي .

وبذات القياس مثلا , تقف أمام شخص متحذلق يجيد فن التلاعب بالكلمات والألفاظ ويعجبك كلامه إذ يريد صياغة الحياة على نحو يخدم ذاته وحده دون سائر أقرانه في الوطن , ويتوهم أنه قادر ما دام الضرع بين فكيه , وما أن تنزع الضرع ولو للحظات , توقف وتدارى عن الأنظار ولا تكاد تراه أو تسمع له ركزا, وهذا نوع لا يوثق به , فهو من النوع السقي وحسب , وهمه نفسه فقط ولا شأن له بقيمة عظمى هي الوطن ! .
وفي المقابل هناك من هم نقيض هذا النوع تماما , قلوبهم على أوطانهم بكل ما فيها ومن فيها يعطون ويثمرون حتى بلا وجود ضرع أو ماء ري , فهم من النوع الذي يوثق به ويؤتمن جانبه وهم لا يتوارون عن الأنظار ويستمر عطاؤهم سواء كانوا داخل هرم السلطة أو خارجها .

ولو إرتقينا بالحديث أكثر , لقلنا أن الأوطان ولكي تصمد وتزدهر وتسعد وتنمو أكثر , تحتاج إلى رجال من هذا النوع , رجال يحترمون الآخر إذ يحترمون أنفسهم والحياة حياء من الله أولا , ثم من شيم الغدر والتنكر والتولي يوم الزحف , وتعيش الأوطان في سويداء قلوبهم , وهؤلاء تجدهم الأوطان ساعة الشدة عندها وفي مقدمة الصفوف دفاعا صادقا عنها وعن وجودها ومستقبلها مهما كانت التضحيات , سواء كانوا خارج هرم السلطة أو داخلها , وحتى لو جف الضرع , فالوطن عندهم أولوية, ولا أولوية قبلها .

قبل أن أغادر , التاريخ حافل بالعبر وفيه عظات عظام , فكم من رجال ولا أعمم ! , كانوا ثقات داخل المشهد الرسمي وتخلوا وفروا ساعة الشدة والنفير , وكم من رجال كانوا خارج المشهد وهبوا لنجدة أوطانهم وإنتصروا لها في مواجهة الشرور والتحديات ساعة يتهددها خطر .

حمى الله الأردن بكل من فيه وما فيه الشعب والقيادة والجيش والأمن والمنجزات , وجعل رجاله جميعا من هذا النوع الذي نريد , حماة لأرضه وعرضه ومواقفه وكف الأذى عنه أيا كان مصدره , وبالذات في هذا الزمن الملتبس الصعب !. وهدانا الله جميعا سواء السبيل . إنه نعم المولى ونعم النصير , وهو سبحانه من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-09-2018 03:40 PM

جذبني العنوان
وبعد الإطلاع على فحوى المقالة
ممكن أن نسميها فلسفيه المقاصد
مما يعني أنها بحاجة للنقد لترتقي لمرحلة النظرية
وفي حالتها الحالية فهي تحت منظور الفرضيه الإبتدائية حيث أن هناك
زيتونة لا تثمر
وليمونة لا تثمر
ولهذا السبب صارت المقالة تستند على الفرضية الإبتدائية , أي من حيث المبدأ

2) تعليق بواسطة :
03-09-2018 07:14 PM

.
— اخالف مع الاحترام الاستاذ الفاضل يونس العربي في تقييمه للمقال فلقد قيّمه من زاويه البعد الفلسفي بينما اجد ان الزاويه الانسب له هي البعد الاخلاقي .

.

3) تعليق بواسطة :
04-09-2018 12:50 AM

الأستاذ المغترب أنت وبجدارة خير من يقيم مقاصد الكلمة في تقديري , لك كل الإحترام , وللأستاذ يونس العربي كذلك . أكرم الله الأردن الغالي بعظيم رعايته دوما .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012