أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


إغلاق “سَفارَة “فلسطين في واشنطن؟ أينَ المُفاجَأة؟ لا نَلُوم ترامب وإنّما نَلُومُ أنفُسَنا و”سُلطَتَنا” وِقيادَتها

10-09-2018 11:35 PM
كل الاردن -

ما كانَ يَجِبُ على قِيادَة السُّلطة الفِلسطينيّة في رام الله الانتظار حتّى يُقْدِم الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إبلاغَها بقَرارِه إغلاقَ البِعثَة الفِلسطينيّة في واشنطن الذي صَدَر اليوم، كان عليها اتِّخاذ القرار بنَفسِها قبل سِتَّة أشهُر، وبالتَّحديد عندما قرَّرت الإدارةُ الأمريكيّة نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، والاعترافِ بِها كعاصِمَةٍ أبديّةٍ لدَولة الاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّها تَظَل “سُلطَة رد فِعل”، وليس “سُلطَة الفِعل”، وهذا ما يُفَسِّر التَّراجُع الكَبير في مَكانَة القضيّة الفِلسطينيّة عَربيًّا ودوليًّا.
“السِّفارات” الفِلسطينيّة في مُعظَم دُوَل العالم عبارة عن “تكايا” لتَوظيف مَجموعةٍ كبيرةٍ من بنات وأبناء قِيادات السُّلطة وأقارِبِهم، ولهذا باتَت عاجِزةً عن لَعِبِ أيِّ دَورٍ حَقيقيٍّ في خِدمَة القضيّة الفِلسطينيّة، رُغم أنّها تُكَلِّف الشعب الفِلسطيني الذي يُواجِه الجُوع والحِرمان في مُخيَّمات الشَّتات في سورية ولبنان والأُردن، ويَعيش في ظِل ظُروفٍ معيشيّةٍ صَعبَةٍ للغاية، ميزانيّة ضخمة، ونحن كَمَن كذَّب الكِذبَة وصَدَّقها، فليسَ هُناك دولة، تَستَحِق السِّفارات، وإنّما كَومَةٌ مِن الأوهام.
الرئيس ترامب، وبتَحريضٍ من بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، واللُّوبي اليهوديّ الدَّاعِم له في أمريكا، أعلنَ الحَرب على الشعب الفِلسطيني، واستخدم سِلاح التَّجويع، ووقف المُساعدات الماليّة، في مُحاولةٍ لإذلالِه وتركيعه وفَرض صفقة القرن عليه، وكان من المُفتَرض أن يأتِي الرَّد عليه من خِلال إغلاق “السِّفارة” في واشنطن مُبكِرًا، ووقف كُل أشكال التَّنسيق الأمنيّ مع إسرائيل، وسَحبِ الاعتراف بها، وتَحريكِ الشَّارِع الفِلسطينيّ في الأرضِ المُحتلَّة وخارِجها لتَفجير انتفاضةِ غَضَبٍ جديدة.
الرئيس محمود عبّاس، رئيس السُّلطَة، خَصَّص كُل جُهودِه في الأشهُر الأخيرة لمُحارَبة أبناء قِطاع غزّة، ووقف رواتِبهم، وقَطع الكهرباء عنهم، تَحت سِتار مُحارَبة حماس وتَمكين السُّلطة، ودَفعِهم دَفْعًا باتِّجاه البَحث عن طُرُق لكَسر الحِصار عن القِطاع، ومن ضِمن ذلك اتِّفاقات تَهدِئة مع دولة الاحتلال التي تتفاوَض حولها حركة “حماس” عبر الوُسَطاء المِصريين، ويُمكِن أن تترتَّب عليها عَواقِب وخيمة أبرزها تَكريس فَصْل القِطاع عن الضِّفَّةِ الغربيّة.
الشَّعبُ الفِلسطينيّ شَعبٌ مُبدِعٌ وخَلّاقٌ، ويَمْلُك إرْثًا عَظيمًا في النِّضال مِن أجلِ نُصرَة قضيّته وإعلاء شأنها، ولعلَّ مسيرات العَودة التي نَظَّمها المُحاصَرون والمَسحوقون والجَوعى في قِطاع غزّة التي هَزَّت الكيان الإسرائيليّ وأعادَت القضيّة الفِلسطينيّة إلى واجِهَة الاهتمامات الدوليّة آخِر الأمثِلَة في هذا المِضمار.
نحن لا نُنكِر في هَذهِ الصَّحيفة “رأي اليوم” أهميّة قرار الرئيس عبّاس بوَقفِ كُل أنواع الاتِّصال بإدارَة الرئيس ترامب مُنذُ إقدامِها على نَقلِ السِّفارةِ إلى القُدس المحتلة، ولكنّه يَظَل هامِشيًّا وعدم الفاعليّة في ظِل استمراره في الاجتماع شَهريًّا بقائِد جِهاز الشاباك الإسرائيليّ باعترافِه شَخْصِيًّا، وعَقد وزرائِه اجتماعاتٍ مع نُظرائِهم الإسرائيليين، سَواء في السِّر أو العَلن.
الشَّعب الفِلسطيني ليس ضَعيفًا وهو قادِرٌ على الدِّفاع عن نَفسِه وقضيّته بكُل الطُّرق والوسائِل، فهذا الشَّعب الذي انطلقت ثَورته من مُخيَّمات اللُّجوء، وقَدَّم آلاف الشُّهَداء، وآخِرهُم 160 شهيدًا في انتفاضةِ العَودة، لا تَنقُصُه إلا قِيادةً وطنيّةً أوّل شُروطها عَدَم التَّحَوُّل إلى أداةٍ أمنيّةٍ لخِدمَة الاحتلال وحِمايَة مُستَوطنيه، في خَطيئةٍ غير مَسبوقَةٍ في تاريخِ حَركَات التَّحرُّر في مُختَلف أنحاء العالم.
الرَّد على الرئيس ترامب وحَربِه على الشَّعب الفِلسطينيّ وقضيّته لم يأتِ مُتأخِّرًا فقط، وإنّما جاءَ ضَعيفًا أيضًا، فالذِّهاب إلى محكمة الجِنايات الدوليّة لمُطارَدة مُجرِمي الحَرب الإسرائيليين، مِثلما ذكر الدكتور صائب عريقات، كَبير المُفاوضين، يَجِب أن يتم سواء اتَّخَذ ترامب قراره بإغلاق سفارة فِلسطين أو لم يتَّخِذ، فمِن العَيب، بَل العار، أن يُوقِف الرئيس الأمريكي مُساعداتِه لوكالة غوث اللاجئين “أونروا” لاجتثاثِ حَق العودة، ويتَصدَّى لمسيرات حَق العَودة بالرَّصاص الحَيّ، ويَقتُل 160 من خِيرَة شبابها، ويُصيب الآلاف، ويُغلِق السِّفارة في واشنطن، ولا تَسمَح قُوّات الأمن الفِلسطينيّة بمُظاهَرةِ احتجاجٍ واحِدةٍ حتى لا تَخترِق التَّنسيق الأمنيّ، وتُغضِب قائِد جِهاز الشاباك ومُعَلِّمه نِتنياهو.
ترامب لو وَجَد سُلطَةً قَويّةً لما أقدَم على هَذهِ الخَطَوات الاستفزازيّة، ولكنّه يَعْرِف جيّدًا أنّه في مَأمَنٍ مِن أيِّ رَدّ فِعلٍ فِلسطينيٍّ أوّلاً وعَربِيٍّ ثانِيًا.
لا نَستغرِب أن تكون خُطوَة الرئيس ترامب القادِمة منع الرئيس عبّاس مِن دُخول الوِلايات المتحدة لحُضور جَلسَة الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة التي ستَبدأ بعد عَشْرَة أيّام، اللَّهُمَّ إلا إذا جاءَ من يَهْمِس فِي أُذُنِه بأنّ الرئيس الفِلسطيني راغِبٌ في لِقائِه، وإنهاءِ المُقاطَعة، والقُبولِ بصَفْقَةِ القَرن.
نَعلِم جيّدًا أنّ القانون الدوليّ لا يُمكِن أن يَسْمَح لترامب بمَنع أيِّ زَعيمٍ مِن حُضورِ جَلَسات الأُمم المتحدة، ولكن متى التزم ترامب بالقَوانين الدوليّة، ومَتى احتَرمَت إدارته، التي تُعتَبر نفسها فَوق كُل القَوانين، أيًّا مِنها؟
لا نَعتقِد أنّ السُّلطة ستتحرَّك ضِد هَذهِ الصَّفقة الأمريكيّة، ومَتى؟ وفِي ذِكرى مُرور رُبع قَرنٍ على توَقيعِ اتِّفاقات أوسلو في حديقة البيت الأبيض، الاتِّفاقات التي هَندَسَها وقاتَل من أجلِها الرئيس عبّاس.
“رأي اليوم”
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-09-2018 08:18 AM

الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني فقدت الرغبة في النضال بسبب ممارسات السلطة الفلسطينية التي حولت كل المؤسسات العامة والخاصة الى تكايا لتوظيف الناس المحسوبين على السلطة.
النضال يحتاج الى قدوة وهي غير موجودة
الموجود تنسيق أمني تنفذه السلطة بحذافيره خوفا على المناصب والمكاسب

2) تعليق بواسطة :
11-09-2018 11:00 PM

انت رائع للغاية
قيادة السلطة هي اكبر جهة خدمت اسرائيل و برامجها الاستيطانية عبر توفير الامن من خلال ما يسمى التنسيق الامني
قيادة السلطة هي اكثر جهة اضرت بقضية فلسطين
قيادات السلطة يمتلكون عقارات بعواصم عربية و غربية تضاهي ما يملكه بعض اثرياء العالم
قيادة السلطة هي من تخنق غزة
تحياتي للسلطة و قيادها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012