بداية اعلم جيدا مقدار الاحباط الذي يعيشه معظم المتقاعدين العسكريين بعد السنوات الطويلة من مطالبتهم بالعدالة ومشاركتهم اخوانهم من ابناء الوطن بالهم العام ووقف التراجع في مختلف شؤون وطنهم السياسية او الاقتصادية والأخطار التي اصبحت تهدد مستقبل وطنهم وهويتهم ومكتسباتهم وان كانت لا تلبي الحد الادنى من احتياجاتهم المعيشية .

قبل ايام تكررت الاساءة للمتقاعدين العسكريين بسبب وقفاتهم المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية ، وقبلها بسنوات انطلقت بعض الالسن والاقلام المسمومة تتهجم على اكبر شريحة خدمت الوطن سنوات طويلة دون منة، ونكران للذات لانهم يؤمنون ان هذا الوطن وطنهم وليس حقيبة سفر او حسابا بنكيا متنقلا او مصدر رزق حرام يعتاشون منه.

عندما اصدر المتقاعدون العسكريون بياناتهم السابقة مطالبين بالاصلاح السياسي ووقف الفساد وتحديد السلطات وتثبيت هويتنا الوطنية لم يكن يخطر في بالهم انطلاق ما يسمى الربيع العربي فقد سبقت بياناتهم ذلك باشهر طويلة ، ومع ذلك حافظوا على وطنهم عندما استغلت دول وجهات الربيع العربي لتدمير بعض الدول ليس خوفا من أي جهة بل لانهم يؤمنون بالاصلاح السلمي طريقا وقناعاتهم تؤكد ثوابت دولتهم من حيث حدودها السياسية والهوية والنظام الحاكم.

ولمن لا يتذكر فقد حاول المتقاعدون العسكريون تشكيل حزب سياسي نواته منهم ولكن للاسف فقد مارست بعض الاجهزة الرسمية كل الطرق لمحاربته وعدم ترخيصه حتى وصل الامر بهم ان منحوا الاسم الذي تم اختياره لجماعة اخرى ومورست كل انواع الضغوط على الكثير من الاسماء للانسحاب وكأن هذا الحزب المقترح حزب معاد يهدد امن الوطن وسلامته .

اما المؤسسة الاجتماعية والاقتصادية التي تم انشاؤها لخدمة المتقاعدين العسكريين فحدث ولا حرج فقلة اليوم من المتقاعدين العسكريين يؤيدون استمرارها وربما لن اكون مخطئا ان قلت ان المعنيين بها هم عاملون فيها او مستفيدون منها ولذلك الكثير يطالب بالغائها ووقف الانتساب لها خاصة بعد ان عملت على تفتيت المتقاعدين والاضرار بمطالبهم حسب ما يرى معظم المشتركين فيها .

اليوم وبعد ان اصبح التطاول على المتقاعدين العسكريين سلما لبعض المتسلقين وبعد ان اعتقد البعض ان هذه الشريحة ستبقى خارج المعادلة الوطنية نجد لزاما علينا كمتقاعدين عسكريين البدء فورا بتشكيل ' هيئة ' خاصة تعنى بمطالب المتقاعدين اولا والمشاركة الفاعلة بالهم الوطني فلا يعقل ان نترك الوطن الذي حافظنا عليه سنوات طويلة نهبا لعصابات حتى نصحو يوما لنجد ان الوطن ضاع وهويتنا انتهت وحدودنا اصبحت مهددة ونبحث عن مكرمة هنا او هناك او فرصة عمل على باب شركة او بنك او عامل باطون على حد تعبير البعض.

من هنا فانني اتوجه لزملائنا من المتقاعدين العسكريين بالبدء فورا بتشكيل تلك الهيئة من مختلف مناطق المملكة ومن مختلف الصنوف العسكرية والرتب حتى ننطلق مجددا بخطوات ثابته نفرض من خلالها رؤيتنا الوطنية ونحقق مطالبنا لتوفير العيش الكريم والمشاركة بادارة دولتنا خاصة واننا نملك الكفاءات العلمية والخبرات العملية بمختلف مناحي الحياة وليس كما يحاول البعض تحجيمنا وابعادنا عن الهم العام وانتظار اعلان وفاتنا في الصحف المحلية.

اخيرا فانني كزميل متقاعد لكم فانني اعلن استعدادي استقبال ملاحظاتكم واقتراحاتكم حتى يتم الترتيب لعقد اللقاء الاول لمن يرغب بالمشاركة ولديه الاستعداد والوقت حتى ننطلق مجددا وقبل نهاية هذا العام فكما يقال الوقت
كالسيف ولم يعد هناك متسع من الوقت حتى نضيعه ويكفي ما اضعنا سابقا ونحن
نتلقى ابر التخدير والوعود الكاذبة.