أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مشهد مؤلم

بقلم : كمال زكارنة
12-09-2018 06:02 AM

في مشهد مؤلم يصلح ان يكون مادة فلمية او روائية او مسرحية ناقدة ،تخرج سيدة من بيتها مساء لقضاء بعض الوقت وممارسة النشاط الرياضي الخفيف «المشي» قريبا من المنزل ،تصطحب معها رضيعها وخادمتها وكلبها ، لكن السيدة تحتضن بين ذراعيها كلبها الصغير وتلقيه على صدرها وتظهر حرصا شديدا عليه وتمنحه فيضا من الحنان وهي تداعبه في حضنها وتكلمه برفق منقطع النظير، وتدع مهمة حمل رضيعها الذي حملته تسعة اشهر في بطنها الى خادمتها ،يسير الجميع والطفل ينظر الى امه بشغف وتلهف واستغراب، لكن نظراته تصطدم بذلك المخلوق الذي احتل مكانه وهو لا يشبهه وليس من فصيلته ولا من جنسه، ويتململ في حضن الخادمة باحثا عن الحضن الحنون الذي يجب ان يلفه ويغذيه بالحنان والعواطف والامومة الحقيقية.
كيف لأم ان تقدم حيوانا مهما كان نوعه او شكله او حجمه على ابنها الصغير ،وتضعه في نفس المكان الذي يتغذى منه ذلك الصغير وهو مصدر الغذاء والعطف والحب الوحيد الذي اعتاد عليه ولا بديل له عنه،ولم يملك الطفل الصغير غير نظرات الاحتجاج البريئة المغلفة بالالم ودموع الحزن التي تناجي الأم بتحرير المكان واعادته لصاحبه الحقيقي ليمارس فيه طقوس الطفولة ..يتغذى ويلهو ويلعب ويداعب أمه بطريقته الخاصة،لكن جاء كائن آخر واغتصب حضنه الدافىء المخصص له ولا ينافسه عليه احد دون سابق انذار، ليفقده في الوقت الذي هو في أمسّ الحاجة اليه.
هذا احد اشكال واسباب فقدان الاطفال لحنان الام وجزء كبير من الاحساس بالامومة والشعور بها نتيجة غياب الامهات لاوقات طويلة في العمل واعتماد الاطفال على الخادمات في الحضانة والتغذية والتربية ،او على دور الحضانة المخصصة لهم ،وكذلك نتيجة الممارسات الخاطئة مثل تلك الحادثة المذكورة خاصة اذا كانت السيدة عاملة فهي اضافة الى غيابها عن المنزل وقضاء معظم الوقت في العمل تكمل بعدها عن اطفالها وهي تقضي وقتها المتاح لهم في اصطحاب كلبها في رحلة تنزه قصيرة.
حق الاطفال في الامومة مقدس ،وهو واجب ديني وانساني واخلاقي ،ولا يجوز التضحية به لاي سبب من الاسباب ، وفقدان الطفل لامومته سوف يفقده الرحمة عندما يكبر ،وتحل محلها القسوة والعنف والعدوانية والسلوك المخالف للنهج الاجتماعي العام، الموصوف بالالتزام بقواعد الاخلاق العامة ،وربما تدفعه للانضمام الى صفوف المتمردين على المجتمع.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012