أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


هل كذبنا حين قلنا نحن استثناء!

بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
21-09-2018 06:49 AM

أنت عظيم حين تجتاحك عاصفة قوية فتتصدى لها بإصرار وعزم. أنت طيب حين تملك القدرة على أن تسامح. أنت مؤمن حين تتصالح مع نفسك وتبقى هاديء. يوماً ما ستتذكر أحداث الحياة الماضية وستبدو فخورا بكل بكل الصعاب التي واجهتها ووقفت ضدها بصلابة وستنسى كل لحظة خوف توتر قلق سهر ستبدو فخوراً بتخطيك كل ذلك.
نكبر وتتغيير نظرتنا للحياة تتغيير اهتماماتنا طريقة تفكيرنا وحتى مشاعرنا. هو زمن ساد فيه التعقيد واختلت منظومة القيم والأخلاق لم يعد الصدق سيد الموقف. هو زمن القسوة والغدر ونقض العهود والوعود. هو زمن سادت فيه الغرائب والعجائب وفقدت الثقة بين البشر.
هو زمن أصبح الدين فيه ستاره لإخفاء التناقضات التي يحملها البعض في سلوكهم. هي عليها أن تتحمله بالسراء والضراء هو لا يحفظ لبيته سر ولايقدم إلا حضوره البهي. هو يخاف على محارمة ويرفض لهن التواصل مع غريب على مواقع التواصل الاجتماعي خوفاً عليهن لكنه لا يترك أمراة من اصدقاء الصفحات الالكترونية دون التعليق على صورها وإرسال التحيات ولابد هنا من تأكيد عبارة اصدقاء الصفحة لأن من يشارك في معلومات صفحة الفيسبوك قد لا يكون صديق شخصي لصاحب الصفحة هو صديق للصفحة لذلك تسمى صداقة افتراضية ولكن للأسف البعض لا يدرك أو لا يحسن تقدير حدود التعامل.
في الزمن الصعب نحكم بالمظاهر والماديات باتت تحكم كل مناحي الحياة والركض خلف المكاسب لا قواعد ولا قيم تحكمة. يحرم البعض ما حلل الله وقد نجرم دون أدلة. لذلك ساد الفساد واستشرى وانتشر. قد يكون هناك مبالغة في بعض ما يتم نشرة وتداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وقصص فالكل أصبح وكالة أنباء لنقل وتداول القصص كيف لا! ونحن نعيش في مجتمع يستلذ ويستمتع بسماع القصص الفضائحية.
لقد اختلط الحابل بنابل وتاهت الحقائق. أن كثافة الأخبار وكثرة الإسماء يجعلنا نتسأل بذهول أين الطيبون ومن هم الصالحون وهل كذبنا حين قلنا أننا استثناء!.
وبقلب المؤمن المتفائل برحمة الله نجيب كلا لم نكذب نحن العرب أصحاب الحضارة والقيم والمباديء الراسخة القوية التي لن تزل ولن تضل بعزم الطيبون والشرفاء. لن نستسلم لهزيمة الروح وسنبقى نرفع شعار الخير والإيجابية ونبقى ننشد الفطرة الإنسانية بنقاءها وطهرها الحقيقي.
قد أخفي ما يخصني وحدي واحتفظ به لنفسي ولكن لا أخفي حقيقة تخص مجتمع باكمله وعلى كل فرد أن يعرفها ويسمع بها. قد لا التزم بزي تم تحديدة من قبل أهل الأرض كثوب شرعي ولكن لن أدافع عن عدم الالتزام.
هناك قاسم مشترك بين جميع الأديان السماوية التي نزلت لا خلاف عليه وهو الوحدانية لله وحسن الخلق القائم على مباديء الصدق والعدل والشفافية وعدم استغلال المواقع والمناصب وغض الطرف وعدم الغيبة. في حقيقة الأمر لو طبقنا تعاليم الدين كما وردت في الهدي السماوي لتغيرت احوالنا وتبدلت حياتنا للأفضل.
علينا العمل على جز التناقضات التي تسكن نفوس البشر بالحكمة والموعظة الحسنة وبنشر الفكر الإيحابي والثقافة السوية. وقد يكون العمل مع الجيل الشبابي الجديد ورقة رابحة لعل هذا الجيل يكون اقوى واقدر على إرساء قواعد القيم والخلق السوي فهم تربة صالحة خصبة مستعدة للتلقي والعطاء.الراي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012