أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


صفقة القرن تهديد وليست حلاً

بقلم : كمال زكارنة
23-09-2018 06:41 AM


بدأ الترويج لما يسمى بصفقة القرن، مع وصول ادارة ترمب الى البيت الابيض، باطلاق الوعود البرّاقة بامكانية التوصل الى حلول سحرية لصراع زاد عمره على السبعين عاما،وانهائه جذريا بعقد اتفاق تاريخي بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي الغاصب، دون الكشف عن تفاصيل الصفقة المشؤومة، التي وقعت في مستنقع من التكهنات والتوقعات والتخمينات والتحليلات،وظل التعامل معها يتوقف على تسريب من هنا او هناك بين الحين والاخر، الى ان اتضحت معالمها واوصافها واهدافها مع بدء الادارة الامريكية بتنفيذ بنودها واحدا تلو الاخر قبل الاعلان عن تفاصيلها حتى اللحظة.
بدأ تنفيذ الادارة الامريكية للصفقة بالعمل على تصفية المكونات الرئيسية للقضية الفلسطينية،القدس واللاجئين والاعتراف بشرعية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ونزع صفة الاحتلال عن الضفة الغربية،والاعتراف بيهودية الدولة احادية القومية، واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وربما سحب الاعتراف بالمنظمة لاحقا،ووقف المساعدات المالية عن كل ما هو فلسطيني،وغير ذلك من الاجراءات العدائية الهادفة بشكل معلن وصريح الى تصفية القضية الفلسطينية.
المعطيات التي ظهرت حتى الان تؤكد ان صفقة القرن مأخوذة بالكامل من المشروع الصهيوني التوسعي في فلسطين التاريخية الذي وضعته الحركة الصهيونية قبل اكثر من مئة وعشرين عاما وانها تطبيق حقيقي لهذا المشروع الاستيطاني الاحلالي، وان ما عجزت الحركة الصهيونية عن تحقيقه حتى الان يتكفل ترمب بتحقيقه خلال فترة رئاسته .
الان،بعد ان اتضحت الصورة وتكشفت المعالم والاهداف الرئيسية للصفقة التدميرية،انتقلت الادارة الامريكية من مرحلة الترويج الناعم والجذاب لها،الى مرحلة التلويح والتهديد بقرب موعد الاعلان عنها،وكأنها سيفا مصلتا على رقاب الفلسطينيين والعرب،وان الاعلان عنها يعني بالضرورة تطبيقها فعليا على الارض ووجوب القبول بها من قبل جميع الاطراف،ولا يحق لاحد رفضها او عدم التعاطي معها.
سياسة غريبة وعجيبة تلك التي تنتهجها الادارة الامريكية، فقد بدأت صفقة القرن خطة سلام،ووعدا بالحل والرفاه،ثم تحولت الى مشروع تصفوي للقضية التي قيل انها اعدت لحلها.
تستطيع القوة الامريكية ان تدمر الكرة الارضية عدة مرات، وان تمسح العالم كله عن الوجود، لكنها لا تستطيع اجبار فلسطيني واحد على التوقيع على صفقة التصفية، وهذا هو الاهم، لان الرفض الفلسطيني يلغي قيمة وشرعية وقانونية واهمية الصفقة وكل التواقيع التي تقترن بها وتؤيدها. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012