أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول الأمن: مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه المبيضين: لم يعاقب أي أردني للتضامن مع غزة وزير الأشغال يتفقد مشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام محافظة يكشف تفاصيل التوجيهي الالكتروني .. واختبار الجامعة بـ4 مواد فقط أورنج الأردن ووزارة الصحة تحتفيان بدور الإبداع والابتكار في القطاع الصحي في ملتقى الابتكار العمل: زيارات تفتيشية لـ 7539 منشأة حررت خلالها 1004 مخالفات الجمارك تحبط محاولة تهريب 73500 حبة كبتاجون في مركز حدود جابر تحديد موعد وأماكن انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - جدول الإفتاء تصدر اكثر من 39 ألف فتوى خلال شهر رمضان أكثر من 12 ألف عملية لعلاج السمنة في الأردن سنويا 39% نسبة الإنجاز في تركيب عدادات الكهرباء الذكية إنجازات قطاعي الصناعة والتجارة خلال الربع الأول من 2024 في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث انخفاض سعر الذهب نصف دينار في السوق المحلي
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


نهاية عرش الطاووس ... بقلم : موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
05-10-2018 09:04 PM

قصة حياة الترف فوق عرش الطاووس، التي عاشها شاه إيران محمد رضا بهلوي لمدة 38 عاما . . هي قصة أشبه بأفلام الخيال. فلو عرف صاحبها نهايتها قبل أن تبدأ، ربما اختار أن يعيش حياة أخرى أكثر بساطة وهدوءا، ولرضي أن يجلس فوق عرش الحقيقة، واكتفى بتاج السعادة بعيدا عن الأوهام. ولكن حكم القدر يقضي بأن يظل الغد لغزا لا يفصح عن وجهه إلا بعد شروق شمس الحقيقة. لم يكن يدري شاه إيران عندما تسلم زمام الحكم في إيران، أن الزمن يخفي خلف ستارته مفاجآت ومآسٍ لم يحسب لها حسابا ولم تخطر له على بال.

وُلد الشاه محمد رضا بهلوي في طهران عام 1919 ونُصّب وليا للعهد إبان حكم والده رضا بهلوي لإيران. وفي عام 1939 تزوج ولي العهد من الأميرة المصرية فوزية شقيقة الملك فاروق. لم يكن الزواج سعيدا بسبب تصرفات الزوج غير المسؤولة والبعيدة عن الاحتشام. وفي عام 1941 قامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة بالشاه رضا بهلوي، خشية جنوحه إلى جانب هتلر في الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط، ونصًبت ولده محمد رضا بدلا منه في الحكم بعد نفي الشاه المخلوع إلى جنوب أفريقيا.

وهنا جاء دور النساء في الصراع على الحكم، فوالدة محمد رضا محبة للسيطرة وكانت تكره فوزية زوجة الشاه، إذ رأت فيها منافسة لها في السيطرة على ابنها ضعيف الشخصية، وأرغمتها على ترك زوجها والعودة إلى مصر. ثم تزوج بعدها الإمبراطورة ثريا، وأتبعها بزوجة ثالثة هي فرح ديبا والتي أطلق عليها لقب ' الشهبانو' والتي أحبها الشعب، ورافقت زوجها إلى آخر لحظة بحياته. حتى بعد أن أطيح به من الحكم.

خلال عهده عانت البلاد من اضطرابات سياسية وتدهور الوضع في البلاد، واحتدم الصراع بين الشاه محمد رضا ورئيس الوزراء محمد مصدق، الذي أجبر الشاه عام 1953، على مغادرة البلاد إلى العراق ثم إلى إيطاليا. ولكنه عاد بانقلاب مضاد في نفس العام، دبرته المخابرات الأمريكية والبريطانية وبمساعدة الجنرال فضل الله زاهدي.

فاستعاد الشاه عرشه وأقال رئيس الوزراء مصدق، ثم ألغى الأحزاب وأبقى على الحزب الحاكم، وأعاد العمل بجهاز البوليس السري ' السافاك ' الذي بطش بالشعب، ولكنه من جانب آخر وزع قطعا صغيرة من الأراضي على الفلاحين وسمح للمرأة بالتصويت في الانتخابات النيابية.

لم يأخذ الشاه الدرس والعبرة من الماضي عندما أجبر على مغادرة البلاد، إذ واصل نهج والده في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الإيراني، والذي يتمثل بالبطش والقهر والتعذيب وقتل العلماء، الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم كانوا يطالبونه بمنح الحرية للشعب. فقامت المظاهرات الحاشدة من جميع فئات الشعب عام 1977 واستمرت ليلا ونهارا بلا انقطاع لمدة عامين. وكانت أعداد القتلى تتزايد يوما بعد يوم إلى درجة أن قسما كبيرا من الجيش انضم إلى المتظاهرين، بسبب تأثره للوحشية التي كانت تُواجه بها المظاهرات. وفي 16 يناير 1979 اضطر الشاه تحت إلحاح من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الهروب ومغادرة إيران بطائرته الخاصة.

بعد أن ضاقت الدنيا بالشاه ولم يجد دولة حتى من الدول الصديقة تستقبله. ولكن السادات وافق على استقباله، فهبطت طائرته على أرض مصر وهو يشعر بالإحباط الشديد. ونتيجة للصدمات النفسية المتعاقبة أصيب الشاه بتوعك شديد اضطر على أثره، إجراء عملية جراحية لاستئصال السرطان من جسمه، ولكنها لم تفلح في شفائه فتوفي هناك.

لم يتصور أحد أن رجلا بهذه القوة ويملك ثروة قدرت آخر أيامه ب ٢٠ مليار دولار و١٥ قصرا في دول العالم المختلفة، وعقارات وفنادق في أرقى المدن أن يلوذ بالفرار، تاركا السلطة والنفوذ منفيا ومتسولا المأوى من حلفائه وأصدقائه، فيديرون ظهورهم له، ويموت خارج وطنه بعيدا عن طاووسه، بعد حياة أشبه بالأساطير، وفِي لحظات تواجه الحقيقة المجردة، لحظات الاختيار الصعب.

لا شك بأنها مأساة إنسانية عندما يفكر إمبراطور يجلس على عرش الطاووس، المرصع بِ ٢٧ ألف جوهرة، ويحمل فوق رأسه تاج أكبر إمبراطوريات الشرق، تزينه ٣٧٥٥ جوهرة من الألماس والأحجار الكريمة ويتركها لا يلوي على شيء منها. مأساة لم تكن تخطر ببال الإمبراطور أو يتوقعها شعبه أو العالم، لكنها حدثت مع شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، الذي ناصب شعبه العداء وارتمى بحضن الولايات المتحدة الأمريكية، فتخلت عنه عندما حانت ساعة الاختبار. وهذا ما يذكرنا بقوله تعالى في محكم كتابه :

( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير ). صدق الله العظيم.

التاريخ : 5 / 10 / 2018

المراجع :
- لحظات فاصلة في حياة الزعماء / رمزي المنياوي.
- مقالات متفرقة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-10-2018 11:10 PM

امجد المجالي الخيار الوحيد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012