أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


وقفة العشرين من أكتوبر . . نصرة للوطن والمواطن والنظام

بقلم : موسى العدوان
14-10-2018 12:39 PM


أعلنت لجنة المتابعة الوطنية يوم الأحد 7 أكتوبر 2018، بيانها الذي تضمن برنامجا وطنيا للإصلاح ومكافحة الفساد. وقد حظي هذا البيان بمؤازرة المئات من أبناء الشعب في مختلف مناطق المملكة، لأنه يهدف إلى حماية الوطن وديمومة النظام ومعالجة نواحي الخلل، التي تغلغلت في مختلف مفاصل الدولة، وأوصلتنا لما نعانيه من أوضاع مقلقة يلمسها الجميع.

ستُقتصر هذه الوقفة من قبل أحرار الوطن قرب مستشفى الأردن، يوم السبت الموافق 20 أكتوبر 2018، على إشهار مطالبهم المشروعة كما وردت في بيانهم المعلن، دون التعرض لأشخاص مهما كانت مكانتهم، وبعيدا عن الهتافات الغوغائية، أو اللجوء إلى العنف والتخريب، أو الاصطدام مع رجال الأمن. وقفة ستكون منضبطة تراعي مسؤولية الحفاظ على الهدوء والاستقرار من أجل مصلحة بلدنا وأمنها الوطني، وهو الهدف الذي نسعى إليه جميعا مسؤولين ومواطنين.

تحدث في مسيرة الدول عادة أخطاء قد تكون مقصودة وبحسن نية، أو غير مقصودة بسبب السهو أو عدم المعرفة، قد يغفل المسؤولون والأجهزة الرقابية عن ملاحظتها. وهنا يأتي دور الشعب، ووسائل الإعلام التي تشكل السلطة الرابعة، ليرفعوا أصواتهم منبهين إلى نواحي الخلل بعيدا عن الأجندة الخارجية. وعلى الدولة أن تصغي لهذه الأصوات الوطنية، وتقيم حوارا حقيقيا معها يصل في النهاية إلى قرارات تُصلح المسيرة وتعالج نواحي الخلل.

ومن المؤسف أن يظهر في مثل هذه المناسبة بعض المنافقين والمأجورين، ليركبوا الموجة قولا وعملا فيشوهوا هدف التظاهرة العقلانية، لغرض في نفوسهم أو تنفيذا لأجندات غريبة. ويتناسى هؤلاء السادة نص ( المادة 15 – 1 ) من الدستور الأردني التي تحث على ما يلي : ' تكفل الدولة حرية الرأي، ولكل أردني أن يعرب عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير، بشرط أن لا يتجاوز حدود القانون '. وهذا ما سيجري التقيد به في يوم الوقفة الموعودة.

ويلاحظ كذلك أنه عندما يكتب بعض المواطنين مقالات، أو يتحدثون بنقد لقرارات أو ممارسات حكومية معينة يُقصد منها الإصلاح، تنطلق ألسنة السوء باتهامهم في معارضة النظام وتعطيل مسيرة الدولة، دون أن يعي مطلقوها معني كلمة ( المعارضة )، أو أنهم يعونها ولكنهم يسعون من ورائها لإلصاق تهم مسيئة للكتاب والمتحدثين.

والمعارضة الوطنية في حقيقتها ليست شتيمة أو طعنا بالوطن، بل هي نقدا إصلاحيا لتصحيح أمور انحرفت عن الاتجاه الصحيح في مسيرة الوطن كما يراها معلنوها. وهي أيضا وسيلة أساسية لحماية النظام السياسي من الزلل . ولهذا تحرص الدول المتقدمة على خلق المعارضة الوطنية ودعمها بكل السبل، لأنها تساعد صنّاع القرار في مراقبة أعمال مؤسسات الدولة، وإبعادها عن ارتكاب الممارسات الخاطئة.

وفي هذا المجال أود أن أسرد القصة التالية : ' في أربعينات القرن الماضي، دخل على تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى في حينه أحد معاونيه مبتهجا، لينقل إليه بشرى إصابة الحزب المعارض بخسارة كبيرة في صناديق الانتخابات، الأمر الذي سيقلص عدد مقاعد ذلك الحزب في البرلمان.

ولكن تشرشل بدل أن يشكره أنتفض بغضب قائلا : هذه ستكون نكبة لبريطانيا . . إن الديمقراطية هي أساس قوتنا في هذا البلد، وتكون بكامل عافيتها حين يكون أمام حكومتنا معارضة قوية، قادرة على أن تزرع لدينا الإحساس باليقظة والخوف، من أي خطأ قد تقع فيه حكومتنا، وبهذا سترفع من قدرتنا على النجاح. نحن بحاجة إلى عيون تراقب وترشد وتصحح، وإذا لم يشاركنا منافس قوي يكون ندا لنا، فإن الديمقراطية تصبح بحيرة راكدة فاقدة للتيارات الجارية، ومن السهل أن يظهر فيها العفن وفساد المياه '.

قد يقول قائل، أن هذا ينطبق على أحزاب المعارضة في الدول المتقدمة، وهي ليست موجودة لدينا، فأقول له : أن أي شخص يكتب أو يعارض قرارا معينا يمكن دراسته ومناقشته ولو على انفراد، دون تزمت وإصرار على رأي أو قرار متخذ، فقد يكون في الرأي المقترح فكرا جديدا يمكن الاستفادة منه.

وهذا يقودنا إلى تذكير المسؤولين في بلدنا العزيز، بضرورة تقليص عدد الأحزاب بحيث تشكل ثلاثة أحزاب رئيسية، يسمح لها بالنمو من خلال قانون أحزاب وطني متفق عليه، لتشكيل حكومة برلمانية من جهة ومعارضة من جهة أخرى، في إطار إصلاح سياسي حقيقي، بدلا من كثرة الأحزاب التي تعيق الحركة ولا أثر لها في مسيرة الدولة.

أؤكد للمسؤولين وللأجهزة الأمنية ولكافة المواطنين، أن وقفة يوم السبت الموافق 20 أكتوبر ستكون وقفة منضبطة، تخدم مصلحة الوطن والمواطن والنظام في آن واحد. ولن نسمح لأي كان بأن يُقدم على تصرف أحمق يفسد هذه التظاهرة الوطنية ويضر بمصالحنا جميعا. وعليه ندعو شرفاء الأردن، إلى الانضمام لهذه الوقفة الوطنية ، التي تدعو لمحاربة الفساد وتصحيح مسيرة الدولة، نصرة للوطن. وأختم مقالي بقوله تعالى في محكم كتابه :
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. صدق الله العظيم.

التاريخ : 14 / 10 / 2018

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012