هل توقف الرواية السعودية كرة الثلج المتدحرجة؟

الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024

هل توقف الرواية السعودية كرة الثلج المتدحرجة؟

بقلم : حازم عياد
21-10-2018 07:03 AM

مباشرة وبعد كشف المملكة العربية السعودية عن مصير الصحفي جمال خاشقجي سارع الرئيس الامريكي دونالد ترمب الى التعبير عن موقفه بالقول «انه يصدق التفسير السعودي بشأن مصير خاشقجي وملابسات موته»، مشيرا الى ان الرواية السعودية تتمتع بـ»الموثوقية»؛ موقف لم يشاركه فيه الكثير من اعضاء الكونغرس الامريكي الذين اصدروا بيانات واطلقوا تصريحات مضادة على رأسهم الجمهوري ليندسي غراهام ومن بعده عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس كروكر.
لم تتوقف كرة الثلج عن التدحرج في واشنطن فالإعلام الامريكي سرعان ما اشتبك مع الرواية السعودية وطرح المزيد من الاسئلة المحرجة، لتنضم شبكة فوكس نيوز الى هذا الجدل المحرج؛، وعلى غير العادة لم تتماه بالكامل مع الرئيس الامريكي في توجهاته لاحتواء الازمة فالانقسام يزداد عمقا داخل الحزب الجمهوري حول سبل التعامل مع الازمة والانتخابات التكميلية تمثل عنصرا ضاغطا لا يقل اهمية عن ملف القضية ذاته.
الحال نفسه على المستوى الدولي فالأمين العام للأمم المتحدة طالب باستكمال التحقيقات ومعاقبة المتورطين في الحادثة؛ فالأزمة لا زالت تتفاعل في الساحة الدولية كقضية رأي عام عالمي بشكل غير مسبوق وعلى اعلى المستويات في الدوائر الغربية؛ فروسيا التي طال صمتها عبر رئيسها بوتين عن موقف بلاده بتحميل امريكا المسؤولية، ملمحا بذلك الى امكانية امتلاكها معلومات حول الحادثة؛ مسألة اشارت اليها صحيفة واشنطن بوست عند الاشارة الى اطلاعها على تسجيلات لوكالة المخابرات الامريكية (CIA).
في المقابل فإن الانظار لا زالت مسلطة على انقرة فهي صاحبة الكلمة الاخيرة؛ ما دفع الناطق باسم حزب والتنمية الى القول: «لدينا تحقيقان أحدهما مع السعودية والآخر مستقل»، وقال سنكشف عن الحقيقة مهما كانت؛ تصريح ترافق مع اعلان السلطات التركية عن قرب اكتشاف مكان جثمان خاشقجي؛ ما يعني ان روايتها لما حدث ستحتاج الى المزيد من الاجراءات المخبرية والجنائية التي ستحتاج الى وقت بات ثمينا في ظل تفاعل الازمة على المستوى العالمي.
ازمة خاشقجي لم تتوقف عن التدحرج باتخاذها طابعا دوليا فاقمها التفاعل القوي داخل الساحة الامريكية؛ اذ اربكت ازمة خاشقجي حملة ترمب الانتخابية وحدت من زخمها وقوتها وتحولت الى معيار لتحديد الموقف من الرئيس الامريكي ذاته ما دفعه الى القول انها اخطر ازمة دولية تواجهها ادارته خلال العامين الماضيين.
الازمة لن تتوقف عن التفاعل في الساحة الامريكية والدولية في الايام القليلة المقبلة، وليس من المتوقع ان يتمسك ترمب طويلا بمواقفه في ظل الضغوط الداخلية فاقمتها الازمات الداخلية والدولية؛ ما يعني ان الاستحقاقات للمرحلة المقبلة ستزداد تعقيدا وستلقي بظلال ثقيلة على المملكة العربية السعودية التي ستصبح مطالبة بإجراءات اوسع واعمق للخروج من الازمة
وتجاوزها.
ختاما فإن ردود الفعل الاولية على المستوى العالمي تؤكد ان قضية خاشقجي لم تصل الى نهايتها؛ اذ لا زالت تتفاعل بقوة في الساحة الامريكية والدولية؛ فتصريحات ترمب الاخيرة لم تحسم المسألة بعد، ولم توقف التفاعل الداخلي في امريكا او الساحة الدولية في ظل المواقف الدولية المتضاربة لكل من المانيا والامين العام للأمم المتحدة وليندسي غراهام والبيت الابيض. في المقابل تبقى الرواية التركية الفصل الاخير الذي من المتوقع ان يقرر مصير الازمة واتجاهاتها المستقبلية.السبيل