أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


" دق خشوم " ..... بقلم : د . محمود عبابنه

بقلم : د . محمود عبابنة
25-10-2018 06:50 AM

حالة الاحتقان التي يغذيها واقع الحياة اليومية... التي تبعث على فقدان الأمل، تحت وقع الضغوط المعيشية و سوء الأحوال الاقتصادية المتمثّلة بتنامي نسبة الفقر و البطالة، و من فوقها غلاء الأسعار، ومخالفات السير ورسوم الرخص وإصدار الوثائق و فواتير الاتصالات والكهرباء ، وأقساط التعليم الأساسي
و الجامعي، تسهم في زيادة جرعات التنمر و العدوانية اتجاه بعضنا البعض .
إلا ان الصراحة تقتضي ان نقر بان هناك ظروفا اخرى مهيئة يصنعها الناس بقصد او بدون قصد تتعلق بمنظومة القيم و التربية و التعليم و لا يسلم التراث بجانبه السلبي من الاسهام بالاحتقان الاجتماعي بدأً بقصائده و اغانية على غرار ' إزرع و اقلع باذنجان يلعن راس ابو الزعلان ' و الاغنية الرومانسية التي تتضمن ( احنا بنقلع العين اللي بتلد علينا (تنظر علينا) ) .

من الملفت للأنظار ان هناك تناميا و منسوبا عاليا لدى فئة واسعة من المواطنين لترجمة الامزجة المتوترة و تجسيدها بافعال العنف و العبارات العدوانية و الاستعلائية ، و يتمظهر ذلك بالتمرد على الدولة و المؤسسة والتطاول على القانون ..... في الآونة الأخيرة طفا على السطح، الحديث عن محترفي فرض الأتاوات على التجار، وكذلك السطو على البنوك و سرقة الصيدليات
و محطات المحروقات تحت تهديد السلاح.
وللحقيقة فإن ظهور هذه الحوادث لم يكن بسبب ضعف في جهاز الأمن العام أو القبضة الأمنية، فهذه الأجهزة تبلي بلاء حسناً، و غالباً ما تقبض على الفاعلين خلال مدة زمنية قياسية ، و لا يمكن لجهاز الامن العام ان يضع رجل امن على كل منعطف او حارة ، لكن المأزق الاجتماعي والإقتصادي هو الذي يخلق الإحباط ويغذي حالة التنمر لدى الفئة المستهدفة ، التي لم تجد برامج إجتماعية أو فرص عمل أو تعليماً صحياً و تربوياً جيداً.
وقد أدى فشل الحكومات المتعاقبة في وضع حد لهذه الآفات الى احتقان اجتماعي يموج في اناء يغلي ، اذ اصبح الفرد لا يطيق جلده ، وبوده ان يهرب من هذا الواقع ، لكنه بسبب المكابرة التي يعشقها العربي عامة ، والأردني بشكل خاص ، لا يجيد سوى الهروب الى الامام كخيار أخير ووحيد ، فيعاند تعديل المناهج ، ويعاند تعديل التشريعات المعززه لحقوق المرأة ، ويلجأ للاضراب و حرق عجلات الكاوتشوك ، و يرفض التحاور ، و ينخرط في نسج الإشاعة، و لا يقبل مساواة الاخرين به ، ويأنف من الاعتراف بالخطأ والاعتذار ، ففي جميع حوادث السير التي تقع في بلدنا كلا الطرفين على حق ، ويعتقد الفرد انه الاقوى والأفضل والأولى والارفع منزلة ونسبا وشاهد ذلك ما يتمظهر في جمل يزداد تكرارها على غرار: 'مين انت' ... 'خاوة' 'احنا كبار البلد' ، 'اللي ما بعرف الصقر بشويه' ، 'حط عينك بعيني' وأخيرا وليس اخراً 'دق خشوم' وقد تكرست هذه اللغة كظاهرة اجتماعية من المفترض ان يتصدى لها الدارسون والمسؤولون لمعالجة أسبابها وطرق معالجتها من خلال أبواب وفصول ، فالعنف مثلاً ينقسم بدوره الى فصلين : الفصل الأول المتعلق بالعنف الجامعي وكيف يبدأ ؟ وما هي أسبابه ؟ وهذا ينقسم بدوره الى عنف جامعي على خلفيات قبلية أو فكرية، واخر على أسس عرفية وقيمية بائدة تتعلق بالشرف الرفيع الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم ، و تحت مساحة العنف، و هناك عنف المدارس فالحديث لا ينقطع رغم نعمة النسيان عن شغب المدارس و تخريبها فمن شغب مدرسة الفيصلية او ما سمي (بموقعة البراميل) الى شغب مدرسة الرمثا ،و هناك منتج جديد في قائمة مستحضرات العنف و هو عنف الفاردات الذي من المفروض ان يكون تعبيرا عن الفرح و ليس تعبيرا عن الاحتقان و العدوانية ، و هذا النوع الجديد ينقسم إلى عنف الفاردات ضدّ الدّولة و عنف الفاردات ضدّ الأشخاص.
ما لم تلتفت الدولة الى ظاهرة التنمر الاجتماعي و العنف و التطاول على القانون و تبني برامج اجتماعية تربوية متوازية مع حزم رشيد و عقوبات غير انتقائية ، فاننا نهرول نحو مجتمع الانفلات و الفوضى ، و علينا ان نذكّر مسؤولينا بالشعارالملكي 'لا احد فوق القانون ' و المكرر بالاوراق النقاشية الملكية و التي وضعت معالم اساسية للسلم الاجتماعي و اعطت الضوء الاخضر لعدم الخوف من دخان عجلات الكاوتشوك و سد الطرق .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-10-2018 11:11 PM

لو كان القانون رادعا لما تطاول عليه احد
القانون نفسه ضعيف
المشرع يتحمل مسؤولية كبيرة
ا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012