أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
400 جثة و2000 مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خان يونس بيلوسي تشن هجومًا حادًا على نتنياهو لسياساته وتعتبره “عقبة” أمام حل الدولتين وتطالبه بالاستقالة الفايز يتفقد واقع الخدمات للمواطنين في العقبة زراعة لواء الوسطية تحذر مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع درجات الحرارة تقارير: زيادة كبيرة في معدلات هجرة الإسرائيليين العكسية طائرة منتجات زراعية أردنية تغادر إلى أوروبا البنك المناخي الأردني سجل قيم جديدة لدرجات الحرارة العظمى في 2023 الملك وأمير الكويت يبحثان توسيع التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري - صور مي كساب تعتذر من صلاح عبدالله.. ما السبب؟ تعرف على أشهر توائم النجوم بالوسط الفني هشام ماجد يكشف كواليس"أشغال شقة" وسر انفصاله عن شيكو نيللي كريم تحسم حقيقة جزء ثانٍ من مسلسل بـ 100 وش محمد سامي يكشف تفاصيل مسلسله الجديد مع مي عمر إجراء جديد لهنا الزاهد بشأن طليقها أحمد فهمي المفتي الحراسيس: 5 فتاوى تفيد بحرمة التسول
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


يا دولة الرئيس المحترم : اسمع مني هذا الكلام ....

بقلم : شحادة ابو بقر
29-10-2018 08:38 PM


يا دولة الرئيس المحترم وأنت المحترم حقا لا مجاملة وإدعاء , إسمع مني انا العبد الفقير إلى الله , هذا الكلام على وقع فاجعة البحر الميت لعل فيه خيرا بإذن الله ! .

أنت وأنا نعرف يا دولة الرئيس حق المعرفة , أن الإدارة الأردنية التي تعاني اليوم تكلسا وترهلا وخرابا , كانت في زمن غير بعيد , مضرب مثل في الشرق الأوسط كله , مؤسسية وإلتزاما وجاهزية وإنضباطا وإبداعا , حتى لقد تعدى دورها حدود الأردن إلى دول شقيقة في خليجنا العربي وغيره , فأسست ونظمت وبنت بكفاية عالية يشهد بها القريب والبعيد مدنيا وعسكريا وعلى كل صعيد ! .
فما الذي جرى وما الخراب الذي أصاب تلك الإدارة التي عز نظيرها ! , إنها وبكل صراحة يا دولة الرئيس , الممارسات الفلسفية التي رأت في تلك الإدارة المتميزة المبدعة ' دقة قديمة ' , فأهملتها وتركتها نهبا للوساطات والمحسوبيات والشلليات , وأسست عوضا عنا هيئات توازيها وتنافسها صلاحياتها , هيئات قوامها عاملون جدد برواتب فلكية قياسا برواتب العاملين في تلك الإدارة لا تسد رمقهم ورمق أسرهم وأطفالهم , فماذا تتوقع منهم وهم يرون ما جرى بعد خدمة عشرات السنين برواتب لا توفر عيش الكفاف , بينما يحظى خريجون جدد برواتب أضعاف أضعاف رواتبهم في هيئات تأسست حديثا ! .

من هنا يا دولة الرئيس بدأ الخراب , هيئات ترفية في معظمها , ومحسوبية وشللية وسدت أمر الإدارة التقليدية لمن لا يستحق في الغالب , وأعطيك مثالا واحدا مما جرى .. سألت رجل دولة مسؤولا كبيرا ذات مرة وهو يشكو من أمر خراب الإدارة العامة وقلت .. أسألك برب العزة , هل فلان وقد أسهمت وبطريقة غير مباشرة في توليه منصبا رفيعا , يصلح لذلك المنصب ! , سكت برهة ثم قال , ما بدي أجاوب . وطبعا قلة الجواب جواب .

هنا مربط الفرس يا دولة الرئيس , فإما هيئات مستقلة إن كنتم ترون فيها المنقذ , وإما وزارات , أما نوعان من الإدارة فهذا لا يسنقيم أبدا وسيظل الخراب يتمدد يوما إثر آخر بين هيئات بموازنة تتجاوز ملياري دينار , وإدارة تقليدية كانت مبدعة وينتظر مؤسسو الهيئات أن تموت تلقائيا بعد حين إذ لم يتجرأوا على شطبها فورا لتحل الهيئات محلها ! .

نعود إلى فاجعة البحر الميت , فلدينا دولة الرئيس مركز وطني متقدم جدا في تجيزاته , هو المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات , ألم يكن الصواب أن يلتقي كبار المسؤولين المختصين وفورا في هذا المركز الذي يوفر بانوراما كاملة لمشهد الفاجعة , بدل أن يهرعوا جميعا بسياراتهم إلى البحر الميت على طريقة الفزعة كي يراهم الناس في موقع الكارثة عبر الشاشات إبراء للذمة مثلا ! .
لا يا دولة الرئيس المحترم والمهذب , كان الأصح أن يتوجه الجميع إلى المركز المذكور فورا , الوزراء وقادة الأجهزة المعنية مدنية وعسكرية , ومن هناك تدار الأزمة بمؤسسية عالية وبتنسيق بين رؤساء الأجهزة الموجودين معا وفي مكان واحد , ليبادر كل طرف بإصدار تعليماته وتوجيهاته وتحريك رجاله بالطريقة المثلى تعاملا مع الأزمة , لا أن يبادر الجميع بالفزعة إلى البحر الميت ليرى ما جرى ثم يبدأ بالتصرف مع صعوبة التنسيق مع غيره من أجهزة ! .

أما الإدارة العامة الأردنية يا دولة الرئيس المحترم , فلقد سبق وأن خاطبت سلفك المحترم الدكتور هاني الملقي شافاه الله , ومن خلال مقال مشابه عنوانه , يا دولة الرئيس أصلح لنا الإدارة ويخلف عليك ! , أي لا نريد منك أكثر من ذلك , واليوم أعيد الخطاب ذاته إلى دولتكم سائلا الله لكم التوفيق , وأسمع مني دولة الرئيس , فإختيار القيادات لا يتم عبر لجان تفحص شهادات وما شابه من معطيات , وإنما من خلال لجنة عليا محايدة ترأسها أنت دولة الرئيس وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التي تعرف كل الأردنيين وقدراتهم وسلوكياتهم وكفاءاتهم القيادية .
دولة الرئيس المحترم , أنت تعلم يقينا ولا شك في ذلك , أن الأمر إن وسد إلى غير أهله , فأقرأ على الدنيا السلام . نحن نتحدث دولة الرئيس عن وطن ودولة وشعب يعيشون وسط النار فقرهم مذل وأحوالهم يعلم بها الله , فهل يجوز لكائن من كان أن يتحكم في رقابهم ويولي عليهم وعلى البلد وعلى حاضرهم ومستقبلهم أقارب وأصدقاء ومحاسيب لمجرد تنفعيهم ! , أين هي مخافة الله في نهاية المطاف . ألم يحن الوقت بعد لتقوى الله وخشية سخطه وعقابه سبحانه وهو يمهل ولا يهمل أبدا أبدا ! .

ختاما دولة الرئيس , وأقولها ورزقي على الله لا على أحد سواه , الأردن بحاجة إلى قرارات وطنية إبداعية كبرى تنقذه وشعبه مما هو فيه من ضيق وضنك وفقر وعطالة وبطالة , وصدقني دولة الرئيس أن الناس الجالسين في بيوتهم ممن لا يجيدون فن الإعتصام والإحتجاج والتظاهر , مسكونون بعتب وغضب ونكد وضيق عيش وحيرة أكثر من إخوانهم المحتجين في الساحات وعبر وسائل التواصل , لكنهم صابرون ينتظرون الفرج من الله ويرجونه أن يبدل الحال بما هو أحسن بعونه جلت قدرته . والله تعالى من وراء القصد هو نعم المولى ونعم النصير , والحمد لله رب العالمين .
ملحوظه : جرب دولة الرئيس أن تتقمص دور مواطن غلبان وحاول الإتصال من غير مقسم الرئاسة ببعض الوزارات والدوائر وإن أجابك المقسم قل لهم أنك المواطن فلان تريد الإتصال بالمسؤول أو بالمدير , وستكتشف أن أقصى ما يمكن تحصيله بعد جهد جهيد هو سكرتيرة تبلغك بأن المسؤول في إجتماع وأعطينا هاتفك لنتصل بك , هذا طبعا إن كنت ذا إسم معروف , ولن يتصل بك أحد , وستخرج بنتيجة فحواها أن أجهزة الدولة كلها في إجتماع مستمر لا يتوقف ولا ينتهي ولو إلى حين , بإختصار لا أحد يرد , ومن العجب العجاب أننا نتحدث عن حكومة الكترونية ! ! .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-10-2018 08:52 PM

سبب التراجع تسابق الناس على التطبيل والتزمير واخفاء العيوب والاخطاء وتجميل القبيح واخفاء العيوب وابعاد ذوي الكفاءات وتقديم اصحاب الولاء وغياب المساءلة والمراقبة والمحاسبة وضعف التنسيق بحيث غدت مؤسساتنا جزرا متناثرة يديرها اباطرة متصارعون والاتصالات بينها مقطوعة حتى في الظروف الاستثنائية. الله يجيرنا

2) تعليق بواسطة :
29-10-2018 11:41 PM

تشخيص دقيق للواقع، وطرح منطقي لبدائل تشكل بمجملها المطلب الشعبي الرئيس....لكن السؤال المطروح اليوم هو هل يملك رئيس الوزراء ولاية حقيقية تؤهله لإحداث التغيير المطلوب.

**..اتفق معك فيما يتعلق بضرورة ادارة الازمة من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات.

3) تعليق بواسطة :
30-10-2018 12:15 AM

أبدعت وللعلم الكل يعرف الواقع لكن غياب الضمير وبعد الخلق وعدم مخافة الله جعلت الأمر يؤول إلى غير اهله حتى وصلنا لما نحن عليه وانت تخاطب من لا يملك التغيير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012