أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


وصـفي التَّـل
28-11-2011 09:05 AM
كل الاردن -

alt
فايز الحميدات
 
قصةٌ من العزمِ والإصرارِ، ونوعٌ متفرّدٌ من الرّجالِ، شجاعةٌ من دونِ تجبرٍ وحزمٌ من غيرِ ظلمٍ، رقَّةٌ ولا طَلٌّ نديٌّ على أوراقِ زهرةٍ، حملَ الوطنَ في قلبِهِ رؤىً ورؤيا وظلَّ على ولائِهِ وانتمائِهِ لم يحدْ قيدَ أنملةٍ .


وصـفي التَّـل:
صوتٌ أردنيّ طالعٌ من بيادرِ القمحِ وميجَنا الفلاحينَ، يُدركُ عذابَ الدَّرَّاســينَ؛إنْ هبَّ الهوا، ويعرفُ وجعَ الحصادينَ؛إنْ قَلَّ النَّدى، ويفهمُ جيداً مواسمَ الوطنِ؛فقد تلظَّى في حرِّ حزيران وذاقَ قرَّ ثلجِ كانون.


جاءَ من تلِّ إربد يحملُ أحلامَ الوطنِ، ورؤى القيادةِ الهاشميّةِ، وأشواقَ الأردنيّينَ، ويشرِّعُ لآمالِهمْ وآلامِهمْ أبوابَ القلبِ: يوقِّرُ كبيرَهم، ويرحمُ صغيرَهمْ ويفتحُ لهم أبوابَ الزَّمنِ القادمِ بحسِّ الأردنيّ النّبيلِ.

 

وصـفي التَّـل:
سَوطُ الوطنِ وصَوتُ أهلِه ونَبعُ عزَّتِه، ظَلَّ صَاعداً نحوَ مَنيتِهِ، يَرتقي سَلالمَ الموتِ، تلاحقُهُ نُبوءةُ الوالدِ الَّذي أدركَ بحدسِ الشّاعرِ مصيرَ الابنِ الثّائرِ فتنبأَ قبلَ أن يقضيَ اللهُ أمراً كانَ مفعولاً ـ تنبأَ بنهايتِهِ الَّتي أصبحتْ أمراً واقعاً بعدَ ذلكَ بسنواتٍ:


عَداكَ الذّامُ يا وصفي?
رماحُكَ غيرُ مَسنونةْ?
ودربُ الحرِّ يا وصفي?
كدربِكَ غيرُ مأمونةْ?


ولدَ وصفي مصطفى وهبي التَّـل سنةَ ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعَ عشرةَ، وتخرجَ من مدرسةِ السَّلطِ الثَّانويةِ، وبعدَها أُرسلَ في بعثةٍ إلى الجامعةِ الأمريكيةِ في بيروت وعملَ بعدَها معلِّماً في السَّلط والكرك، والتحقَ عامَ اثنينِ وأربعينَ بالجيشِ البريطاني لكي يتلقى التَّدريبَ العسكري، ثمَّ التحقَ بالمكتبِ العربيّ في القدس، وفي عامِ سبعةٍ وأربعينَ انضمَّ إلى جيـــشِ الإنقاذِ وشاركَ في الحروبِ العربيّةِ الإسرائيليّةِ. وفي عامِ الفٍ وتسعمائةٍ وخمسينَ أصدرَ صحيفةَ الهدف من القدس، وعملَ بعدَها في دائرةِ الإحصاءاتِ العامةِ وضريبةِ الدَّخل ثمَّ عملَ مديراً للمطبوعاتِ ومستشاراً في السَّفارةِ الأردنيّة ببون، ورئيساً للتشريفاتِ في الدِّيوان الملكي وقائماً بالأعمالِ الأردنيّةِ في طهران وفي عامِ الفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وخمسينَ عيِّنَ مديراً للإذاعةِ الأردنيّةِ ومن ثمَّ مديراً للتّوجيهِ الوطني والإعلام، وفي أواخرِ السّتينات عيِّنَ سفيراً في بغداد.


وفي الثَّامنِ والعشرينَ من كانون الثّاني عامَ اثنين وستينَ شكَّلَ وصفي التَّل حكومتَهُ الأولى وفي عهدِ هذه الوزارةِ تأسّستْ الجامعةُ الأردنيّةُ وشكَّلَ حكومتَهُ الثّانية والثَّالثة والرابعة ثمَّ عيِّنَ وصفي التَّل رئيساً للدّيوان الملكي وبعدَها عُيِّن عضواً في المجلس الاستشاري، وفي الثَّامنِ والعشرينَ من تشرين الأوَّل عامَ سبعين شكَّلَ وصفي حكومتَهُ الخامسة وفيما كان يترأسُ الوفدَ الأردنيّ لاجتماعاتِ مجلسِ وزراءِ الدِّفاعِ العربيّ في القاهرة أقدمتْ أيدي الإرهابيينَ على اغتيالِهِ في الثَّامنِ والعشرينَ من تشرين الثّاني عام واحدٍ وسبعينَ.


لقد كان وصفي التَّل يحملُ في كِنَانتِهِ إلى أرضِ الكِنَانةِ حلمَهَ الورديَّ بعالمٍ عربيّ مُتوحِّدٍ قريباً من العقلِ بعيداً عن الغوغائيّة، يحملُ أحلامَهُ البريئةَ الَّتي لم ترضِ المقاولينَ والسّماسرةَ فأهدروا دمَهُ الَّذي مازالَ ندياً على سفوحِ الأمَّة.


وصـفي التَّـل:
 نفتحُ في هذا اليـوم نافذةً للتَّذكرِ ولا ندري من أيّ أبوابِ الأسئلةِ ندخلُ إليك ؟ من بابِ سؤالِ الزِّراعةِ وقد أدركتَ بحسِّ الفلاحِ البسيطِ كيفَ تستقبلُ الأرضُ دموعَ السَّماءِ فيكونُ الخِصبُ وينتجعُ النَّاس ! أم ندخلُ إليكَ من سؤالِ المياهِ وقد أنجزتَ مشروعَ قناةِ الغورِ الشّرقيةِ وحفرتَ الآبارَ الإرتوازيةَ، أم ندخلُ إليكَ من سؤالِ الإدارةِ وأنتَ مَنْ كافحتَ بكلِّ ما أوتيتَ أسبابَ التَّسيّبِ والفشلِ الإداري، وعندما استُشهدتَ وجدوا أنّ ديونَك بلغتْ اثنين وثمانين ألفَ دينارٍ وقد كنتَ قبلَها باثني عشرَ عاماً موظفاً في الدَّرجةِ الأولى، أم ندخلُ إليكَ من سؤالِ التَّعليم وقد جعلْتَهُ إلزامياً لصغارِ الطلبةِ وفَرَّعتَهُ إلى أكاديميّ وصناعيّ وهذه قبابُ الجامـعةِ الأردنيّةِ تدخلُنا الألفيةَ الثّالثةَ بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ، أم ندخلُ اليكَ من السُّؤال الفني والإعلامي ولك فيهما باعٌ طويلُ، ونذكرُ فيما نذكرُ وأنتَ تنيرُ مساءاتِ الإذاعةِ بوهجِ حضورِكَ الدَّافئ أنت وحابس المجالي: تحاورُ الكاتبَ والملحنَ والمؤديَ وتحوِّلُ بيتاً من الشِّعرِ إلى أغنيةٍ هي جزءُ من وجدانِ الشَّعبِ الأردني:


" تخسا يا كوبان ما أنتَ ولْف إلي ولفي شاري الموت ولابسْ عسكري".

فيتلقاها الأهلُ بشــَـغَفٍ وحماسٍ، ومازالتْ تلكَ الأهازيجُ والأغاني الَّتي فتحتَ البابَ أمامَها على مصراعيهِ تُنيرُ مَساءاتِ الدَّوالي ومواسمَ الزَّيتون تحضرُ بعبقِها الأردنيّ وفيها ما فيها من بيادرِ القمحِ وغُبارِ الطّلعِ ورائحةِ الشّيحِ ولونِ الدّحنون وصَوتِ الحسَاسين.

وماذا بعدُ يا أبا مصطفى وها نحنُ بين يديكُ نُنْبِئكَ أنَّ الوطنَ اجتازَ أعواماً من المَرارةِ وحِصَاراً أمَرُّ من حِصارِ بَني هَاشمٍ في الشِّعْب:
"وقد تَعاوروا دمَهُ يَغلي فيســــفحُهُ حِينا عِِداهُ وأحيانا أقاربُه"، وهو ينــــــادي عليهم"ما لِجُرْحٍ إذا أرضاكُمُ ألمُ". ونُنْبِئْكَ أنَّ السَّادةَ من بني هاشم دخلوا بالوطنِ عصراً جديداً من الحريةِ والعلمِ والعدالةِ، وهم قابضونَ على جمرِ الوحدةِ وقد تلاشى الصَّدَّاحونَ والبكَّاءونَ في كلِّ مَيْتَم"فامَّا الزَّبدُ فيذهبُ جفاء وامَّا ما ينفعُ النَّاسَ فيمكثُ في الأرض".

فسلامٌ على روحِك الطَّاهرةِ أيُّها العربيّ الجليل....
وسلامٌ على دمِكَ الأردنيّ الَّذي كلَّما استيقظَ أورقَ الشَّفقُ واحمرَّ النَّدى..
سلامٌ عليكَ يا بيدرَ إربد ويا رسمَ الوطنِ واسمَهُ البهي.....
وعليكَ من اللهِ رحمةٌ، ولكَ علينا أنْ تظلَّ حاضراً في الذَّاكرةِ والوجدان....
وسيظلُّ في الدُّنيا"مكانٌ لائقٌ بالموت
رأيٌ يستحقُ الموت
ودربٌ شائكٌ لنسيرَ فيهِ مع الرُّسل".



 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2011 09:28 AM

فسلامٌ على روحِك الطَّاهرةِ أيُّها العربيّ الجليل...

2) تعليق بواسطة :
28-11-2011 11:20 AM

من اقوال الشهيد البطل وصفي التل لحظات الاغتيال الجبان ...


قتلوني قتلوني ما يذوقوا الحرب الا والنار .....

3) تعليق بواسطة :
28-11-2011 12:25 PM

وسلام على دمك الاردني الذي كلما استيقظ اورق الشفق واحمر الندى.......

4) تعليق بواسطة :
28-11-2011 02:51 PM

وسلامك على دمك الطاهر وقلبك الكبير

يا حسرتي جفت دوع العين بعدك يا وصفي
وحلفت النسوان ماتنجب رجال
رجل بكل اخلاقه عرف
ومثلك ما يكون غيرك بهالزمان

5) تعليق بواسطة :
28-11-2011 03:30 PM

رحمك الله يا شهيد الامه
وان شاء الله الى جنة الخلد

6) تعليق بواسطة :
28-11-2011 06:26 PM

تحيط به هالة من الهيبة


رجل .. كما الشهيد صدام .. رحمهما الله

7) تعليق بواسطة :
28-11-2011 08:42 PM

لما سلكنا الدرب كنا نعلم ان الضحايا للرسالة سلم.
وصفتي التل :انت الرجل والرجال قليلوا.لم يعد هنالك رجال من بعدك المخلصين ولديهم الانتماء للوطن والمواطن.
فقدنــــــــــــــاك

8) تعليق بواسطة :
29-11-2011 05:04 AM

He is nothing like Saddam. He served his people not killed them.

9) تعليق بواسطة :
29-11-2011 05:37 AM

آآآآه لو كنت بيننا الآن يا وصفي، لمت قهراً من قهر البلد لابنائها ومن جبن ابنائها في قول كلمة الحق

10) تعليق بواسطة :
29-11-2011 10:45 AM

تى مابدنا نتذكر وصفي صاحب المشروع الاردني الوطني كلنا تنكرنا لمدرسة وصفي بعد اغتيالة نظام وحكومات وشعب بعد السيعين برنامج وصفي قتل فخرج الزيديين والعوضيين فيروسات تنخر في جسم الوطن

11) تعليق بواسطة :
29-11-2011 03:30 PM

ما دام نايف القاضي موجود في البلد روح ومبادئ وصفي وهزاع ستبقى راسخة في اذهان الشرفاء من ابناء هذا البلد...

12) تعليق بواسطة :
29-11-2011 06:46 PM

رحمك الله ايها الشهيد...انت نسحه واحده لم تتكرر بعد...هل سينجبن الاردنيات اخر ؟؟!!!!!!!!!!!!

13) تعليق بواسطة :
29-11-2011 07:52 PM

شعب مسكين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012