أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ميثاق وطني جديد , ضرورة أم ترف ! .. بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحادة ابو بقر
05-11-2018 04:16 AM


في مطلع الألفية الراهنة وبدعوة من إحدى جمعيات عمان ألقى رئيس مجلس النواب في حينه المهندس عبدالهادي المجالي محاضرة حول الأوضاع الأردنية السائدة والحاجة إلى الإصلاح , وكنت من صاغ أفكار السيد المجالي لتلك المحاضرة في هيئة نص مكتوب بإعتباري مستشاره الإعلامي آنذاك .

محور المحاضرة المطولة كان شرحا لحاجة ملحة لأن تعمل الدولة الأردنية وبمشاركة سائر سلطاتها ورجالاتها ومؤسساتها الرسمية والأهلية وعبر حوار موضوعي هادف , على تحقيق مشروعين سياسيين وطنيين كبيرين, كمنطلق لمسيرة الدولة نحو مستقبل آمن بالمفهوم الشمولي لمفردة الأمن الوطني سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا .

كان المشروعان اللذان دعا لهما المجالي هما :
أولا : إعادة ترتيب البيت الأردني . وثانيا : مراجعة موضوعية للنظام السياسي الأردني .

أسهب المجالي بحسب ما أتذكر في شرح الظروف المحلية السائدة ومدى تأثرها بالظروف الإقليمية والدولية داعيا إلى تحصين مبكر للدولة الأردنية في مواجهة تلك الظروف , عبر بناء هياكل وطنية قوية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا , في وقت كان الأردن يشق طريقه فيه وللتو , عبر المملكة الرابعة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني .

شهدت المحاضرة نقاشا وحوارا موسعين وطرحت خلالها آراء ورؤى من قبل الحضور الذين أبدى جلهم إعجابا بالمحاضرة , بإستثناء شخص واحد يعرف سلفا أنني من صاغ مباني المحاضرة لا معانيها التي أرادها المجالي نفسه وكانت كلها من بنات أفكاره , فقد حاول ذلك الشخص ونكاية بي لا مناكفة بالمجالي , طرح كلام فلسفي لم يرتح له الحضور , وعندما لاحظ ذلك , ذهب فورا للقول بأن المجالي قال شفاهة في رده عن أسئلة الحضور أفضل مما قرأ في نص المحاضرة المكتوبة , وبذلك أشفى غليله فأراح وإرتاح وسط إستهجان كثير من الحضور ! .

لا علينا فليس هذا بالأمر الجدير بالتوقف ولو لثانية , وما يعنيني هنا هو أن الأوراق النقاشية الملكية التي طرحها جلالة الملك للنقاش وليس لمجرد إصدار بيانات الإشادة خلافا لما أراده جلالته الذي أسمع عنه مقته للنفاق , حوت في ما حوت من رؤى وأفكار , الكثير الكثير مما دعت له تلك المحاضرة في حينه وزادت على ذلك كثيرا من الأفكار والرؤى النيرة . ولهذا فقد إستمعت إلى المجالي يقول في لقاء متلفز أخيرا , حبذا أو هو يطالب بتحويل أوراق جلالة الملك النقاشية إلى ' ميثاق وطني ' أردني جديد .

وما دام الشيء بالشيء يذكر وفي سياق الظلم الذي لحق بالمجالي على أيدي كثيرين وبغير تقوى أو وجه حق شأنه في ذلك شأن آخرين شوهت مواقفهم عمدا من قبل منافسين على المناصب لا على حب الوطن والعرش والإخلاص لهما ولمصالح الشعب والدولة , فقد أبلغني المجالي بعد يومين من المحاضرة إياها , أن 'رجل دولة ' كبيرا ' بجكم المنصب طبعا , سأله عاتبا وساخرا معا في مناسبة عامة ماإذا كان البيت الأردني بحاجة إلى ترتيب في حينه ! . كان جوابي .. المحاضرة سياسية باشا وهو معذور ! .

الأدهى والأمر , أن هناك من فهم دعوة المحاضرة إلى مراجعة النظام السياسي الأردني , على أنها دعوة تطال لا سمح الله شخص جلالة الملك !, ولم يفهم أنها تدعو لمراجعة موضوعية للهيكل العام للنظام السياسي بسلطتيه التنفيذية والتشريعية ومؤسساته الأهلية من أحزاب ونقابات ومؤسسات عامة وخاصة ذات إتصال مباشر بالبناء العام للنظام السياسي الأردني , وبما يكفل سلامة التشريع ويصون الدستور ويوفر البيئة الكاملة للمشاركة الشعبية الأوسع والأرحب في صنع القرار وإتخاذه
وفي تحمل مسؤولية تبعاته بالتالي, بمعنى أن ' النظام ' يعني الدولة كلها , وهو ما ذهب إليه جلالة الملك شخصيا في تعقيبه على أصوات دعت خلال مسيرات لاحقا إلى إسقاط النظام , عندما بين أن ذلك يعني عمليا إسقاط الدولة كلها وليس مؤسسة بعينها ! .

قبل أن أغادر , أتمنى لو يؤخذ مقترح المجالي مأخذ الجد وتصبح أوراق الملك النقاشية ميثاقا وطنيا جديدا يطرح للحوار والنقاش العام , لا مجرد بيانات إشادة وحسب , وصولا إلى ميثاق وطني تهتدي به الدولة في مسار جديد يعالج كل أخطاء الماضي ولا يترك فرصة لمنافق أو رويبضة أو باحث عن مغنم على حساب عذابات الشعب , ويؤسس لمسيرة جادة جديدة تحصن الأردن ضد كل خطر , وتفتح الأبواب رحبة لأن يشارك الشعب في صنع حاضره ومستقبل أجياله , خاصة في هذا الزمن الخطر المنفلت من عقاله . هو تمن نأمل أن يتحقق ولمصلحة الجميع إن لم يجد من يقاومه , وهم في هذا الزمان كثر . الله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012