أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


التغير المناخي!

بقلم : النائب الاسبق خلود الخطاطبة
12-11-2018 06:40 AM

تتكرر المأساة ويسقط ضحايا آخرون نتيجة السيول الناتجة عن الهطول المطري، ولم نتعلم من الحادثة الأولى التي أوقعت 21 شخصا جلهم أطفال، كما أننا لن نتعلم من الحادثة الثانية التي خسرنا فيها 11 شخصا، اذا ما استمررنا في تبادل الاتهامات والبحث عن جهة أو شخص نلقي باللائمة عليه.
مثلما كانت المدرسة قبلة اللائمين في الحادثة الأولى ومثلما كانت الحكومة وجهة اللائمين من الشعب، الا أن هذه المرة تفتقت الذهنية الأردنية نحو القاء اللائمة على ظاهرة «التغير المناخي»، والأغرب هو التقاء الشعب والإعلام والحكومة على ذات الفكرة وهي أن الفاعل هو «التغير المناخي».
لن ندخل في توضيح ظاهرة التغير المناخي، فلها خبراء يمكن أن يسبروا غورها، لكن ما يعنينا هنا، هو الذهنية الأردنية في الإغراق بتفسير سبب هطول الأمطار، مع أن القضية ليست كذلك ولا هي أساس وسبب فيما يسقط من ضحايا، وانما الأسباب هي عوامل أخرى بعيدة عن ذلك، لعل أهمها ضعف البنى التحتية، الوعي المجتمعي، القرارات الإدارية، وضعف الاستجابة للطوارئ، وغيرها من الأمور، لكنها بالضرورة ليست التغير المناخي.
لندع ظواهر التغير المناخي، وظاهرة الأمطار الرعدية الومضية، وحالة عدم الاستقرار، والمنخفضات الجوية جانبا، ونبدأ بالتركيز في مناقشاتنا حكومة وشعبا لإجراءات يفترض القيام بها للحيلولة دون سقوط ضحايا في الأيام القادمة لا سمح الله، خاصة وأن التنبؤات الجوية تشير الى إمكانية حدوثها وتكرارها خلال فصلي الخريف والربيع.
قد يكون مبررا للشعب، البحث عن «كبش فداء»، لكن ما هو غير مبرر هو ترديد مسؤولين وقناعتهم بأن للتغير المناخي علاقة بما يحدث بالهطول المطري الغزير، رغم توفر خبراء ومختصين في دوائر الدولة يمكن أن يقدموا استشارتهم، فكيف يتبنى مسؤولون ظاهرة التغير المناخي، في الوقت الذي تستبعد فيه دائرة الأرصاد الجوية على لسان مديرها حسين المومني، أي علاقة للتغير المناخي بما يحدث، أليس الأصل أن تكون هذه الدائرة هي مصدر المعلومات الرئيسي للحكومة في مثل هذه الحالات، خاصة وأن الأمر علمي ولا يتبع لقناعات شخصية.
الخلاصة تقول، لنتوقف عن لوم الطبيعة فيما يحدث بالأردن مسؤولين وشعبا، ونركز نقاشنا على الإجراءات الحقيقة التي تحول دون تكرار المشهدين المؤلمين خلال أقل من شهر، فنريد أن نسمع مثلا إخلاء سكان المنازل القابعة على الأودية خلال موسم الشتاء الحالي، تشديد الإجراءات حول السياحة ووضع خط إخلاء فورية، بناء جدران استنادية في المناطق المهددة بالانهيار وغيرها الكثير.' الدستور'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012