أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قراراً جديداً يقضي بتشديد العقوبات الاقتصادية على سوريا، التي أعلنت تعليق عضويتها في «الإتحاد من أجل المتوسط»، كردة فعل على الخطوة الأوروبية.
جاء ذلك بالتزامن مع الإعلان عن عقد لقاء، بداية الأسبوع الحالي، بين المجلس الوطني الإنتقالي السوري والجيش السوري الحر، ودعوة الكويت رعاياها إلى مغادرة سوريا.
قتل ستة مدنيين، اليوم، برصاص قوات الأمن السورية، التي دهمت ونفذت أعمال تمشيط في منطقة حماة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان له «استشهد ستة مواطنين وأُصيب تسعة بجراح خمسة منهم جراحهم خطرة خلال العمليات التي تنفذها القوات السورية في بلدة التريمسة بريف حماة»، على بعد 210 كلم شمال دمشق، مضيفاً إن «العمليات لا تزال مستمرة».
وفي محافظة حمص، أشار المرصد الى «اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في محيط ومداخل بلدة تلكلخ، وثمة مخاوف من اقتحام البلدة من قبل قوات عسكرية وامنية ومجموعات من الشبيحة».
دبلوماسياً، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم، خلال اجتماعهم في بروكسيل، تشديد عقوباتهم الاقتصادية على سوريا، مستهدفين قطاعات المال والنفط والغاز خصوصاً، كما قالت مصادر دبلوماسية لوكالة «فرانس برس».
وفي اطار سلسلة عاشرة من العقوبات، قرر الاتحاد الأوروبي أيضاً إضافة 11 شركة جديدة و12 شخصاً الى لوائح العقوبات التي تتضمن تجميد الأرصدة وحظر الحصول على تأشيرات دخول.
وفي رد على الاجراءات الأوروبية، التي اعتبرتها سوريا «غير مبررة بحق الشعب السوري»، اعلنت دمشق، اليوم، تعليق عضويتها في «الاتحاد من اجل المتوسط»، الذي انشىء في تموز/يوليو 2008 بمبادرة من فرنسا، ردا على الاجراءات الاوروبية، كما ذكرت وكالة الانباء السورية «سانا».
من جهة ثانية، عقد اعضاء من المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، الذي تشكل من جنود انشقوا عن الجيش السوري، اول لقاء في تركيا كما اعلن، اليوم، مسؤول في المجلس لوكالة «فرانس برس».
وقال خالد خوجا ان هذا اللقاء عقد، الإثنين الماضي، في محافظة هاتاي التركية (جنوب) على الحدود مع سوريا، موضحا ان الطرفين اتفقا على ان «واجب الجيش السوري الحر هو حماية الشعب وليس مهاجمة» النظام السوري.
واضاف المسؤول عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري «لقد اتفقنا على التنسيق في ما بين المجلس والجيش».
وقد اجتمع رياض الاسعد، العقيد في الجيش السوري، الذي يتولى قيادة الجيش السوري الحر من تركيا حيث لجأ، مع ستة من اعضاء المجلس الوطني السوري بينهم رئيس المجلس، برهان غليون.
واضاف خوجا ان الأسعد تعهد باحترام «الخطاب السياسي» للمجلس.
وفي إتصال مع «الأخبار» أكدت رفيف جوجاتي، المتحدثة بإسم المجلس الوطني الإنتقالي السوري في الولايات المتحدة الأميركية، أن المجلس يعترف بالجيش السوري الحر، وهو أمر لا يتعارض مع حرصه على حماية المواطنين وسلمية التظاهرات، مضيفةً أنه طالما أن المجلس لا يشارك الجيش السوري الحر في عملياته على الأرض «فلا مشكلة في ذلك».
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية أنها دعت رعاياها، اليوم، الى مغادرة سوريا، حيث نقلت وكالة الأنباء الكويتية الحكومية «كونا»، عن بيان رسمي، أن «الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية دعت المواطنين الموجودين في الوقت الراهن في سوريا الى مغادرتها حفاظاً على سلامتهم»، مشيرةً إلى أن الوزارة «نصحت المواطنين الكويتين بعدم الذهاب الى سوريا في الوقت الراهن، نظراً إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة».
ويذكر أن الكويت هي رابع دولة خليجية تطلب من رعاياها مغادرة سوريا، بعد إصدار السعودية والبحرين وقطر دعوات مماثلة.
(أ ف ب، يو بي آي)