أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


يدي لا تصافح من خانوا أوطانهم .. نابليون ! . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحادة ابو بقر
18-11-2018 08:52 PM


عندما وصلت جيوش القائد الفرنسي التاريخي الشهير نابليون بونابرت إلى النمسا إبان إجتياحه لأوروبا , تمكن جيش النمسا وشعبها من هزيمته ولم يجرؤ على دخولها , لكنه لم ييأس وحول معركته معها إلى معركة إستخبارية !

كلف نابليون قادة جيوشه بالأمر فأهتدوا إلى رجل مهرب نمساوي عبر الحدود وجندوه جاسوسا لهم مقابل المال . دل ذلك الجاسوس قادة جيوش نابليون على وجود عسكري نمساوي كبير خلف قمة جبل فهاجموه بغتة وإنتصرت فرنسا بقيادة نابليون وهزمت النمسا وإنقسمت إلى شطرين جراء ' خيانة ' ذلك الجاسوس ودهاء عسكرية نابليون .

بعد النصر وبينما نابليون وكبار قادة جيوشه جالسون في قاعة كبرى إحتفاء بالنصر , حضر ذلك الجاسوس لتهنئة نابليون والسلام عليه .

وما أن دخل ذلك الجاسوس بعد إستئذان من نابليون طبعا عبر رجاله , حتى رمى له ذلك القائد الفذ بصرة من مال قرب الباب لقاء ما فعل . حاول الجاسوس التقدم أكثر نحو نابليون للسلام عليه , إلا أن نابليون رفض وأشار بيده إلى صرة المال وقال قولته المشهورة .. ' هذا المال لأمثالك , أما أنا , فيدي لا تصافح من خانوا أوطانهم ' ! .

سقت تلك الحادثة الشهيرة التي يعرفها الكثيرون ربما , لأقول أن هذا هو مصير كل خائن لوطنه متآمر عليه وعلى شعبه لقاء صرة أو صرر من مال وما أكثرهم عبر الكوكب في هذا الزمان . وطبعا عادت النمسا ونهضت وإستقلت وقضى نابليون ' وفطس ' ذلك الجاسوس الذي خان وطنه وشعبه وكان سببا في تجرعهم مرارة القهر والظلم والإحتلال لسبب خسيس تافه هو المال ! .

وسقت تلك الحادثة لأقول أن هناك من يحاول عبثا وبخسة ونذالة اللعب على وتر الأمن الوطني الأردني وتفرقة شعبنا إلى طوائف تتنازعها الفتن لا قدر الله , مقابل أن يجني مالا , فيقدم خدمة رخيصة لمن نراهم ولا نراهم وهم بالضرورة عدو بائن ومستتر لا يضمر لنا ولبلدنا خيرا , ناسيا أن الله يضرب الظالمين بالظالمين وينجي من شرورهم سائر المؤمنين الغافلين عن لؤم اللئام .

نحن شعب طيب وكريم ونقي سريره , ومهما حاول خبثاء الزمان ضرب وحدتنا وتمزيق صفنا فلن يكتب لهم نجاح لأن الله بالمرصاد , ولقد أكرمنا دوما بأن أخرجنا من كل ضائقة بحكمته سبحانه , ونحن اليوم وكل يوم نسلم أمرنا إليه سائلين قدرته التي لا تجارى أن يختار لنا حياة كريمة لا لوثة فيها من أي نوع كان , ونحن وبالفطرة راضون بخياره جل وعلا , أما الخيانة ومقترفوها فأمرهم إليه وحده , يكشف حسبهم ويعري نياتهم ويخزيهم في الدنيا والآخرة على حد سواء . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012