أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


تحرير الغارمات وقصور الدولة ... بقلم : موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
15-12-2018 04:16 AM



نشرت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، خبرا يفيد بأن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبتوجيه من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، تكفلت بسداد ديون 1700 امرأة من الغارمات الأردنيات وإخراجهن من السجون، بعد سداد المبالغ المترتبة عليهن بسبب ظروف اقتصادية. وقال السيد فهد عبد الرحمن نائب الأمين العام للهيئة : ” إن السيدات في السجون هن أخواتنا وبناتنا ولا بد من مساعدتهن، والوقوف إلى جانبهن ليعدن إلى الحياة الطبيعية بين أهاليهن “.

وإن كنت بداية أتوجه بالشكر إلى الشيخ حمدان على بادرته الإنسانية المقدّرة التي وجهها لهيئة الهلال الإماراتي، في تخليص هذا العدد الكبير من الغارمات الأردنيات من السجون، إلا أنني في الوقت ذاته أعيب على دولتنا وأثريائها الكثيرين، لعدم نخوتهم والشعور بالإنسانية، في مد يد العون والمساعدة لأولئك الغارمات، قبل أن تمتد لهنّ يد الشقيق.

أولئك السيدات لم يرتكبن جرائم، ولم يختلسن أموالا من الدولة، ولم يبعن أيا من الشركات الوطنية، ولم يتاجرن بالمخدرات والسجائر المقلّدة، ولم يبعن غزلان المحميات. كل ذنبهن أنهن حاولن إقامة مشاريع فردية بسيطة، بتشجيع من الجهات المعنية، لتأمين مصدر رزق كريم لعائلاتهن، كي يواجهن بها متطلبات المعيشة القاسية. ولكن فشلت تلك المشاريع في تحقيق أهدافها.

وهنا أتساءل : ما هو موقف حكوماتنا المتعاقبة، من الشعار الذي تردده منذ عقود : ” الإنسان أغلى ما نملك ” ؟ هل انقلب هذا الشعار إلى ضده وأصبح الإنسان ” أرخص ما نملك ” ؟ سيدات قرويات بسيطات يقبعن في السجون لأجل غير مسمى، تاركات خلفهن عائلات وأطفالا بلا رعاية، دون أن يتوفر لديهن المال حاليا أو مستقبلا لتسديد التزاماتهن.

قد يقول قائل : أنهن قمن بالاقتراض وعليهن تحمل مسؤولية ذلك. وهذا كلام يخلو من الإنسانية والواقعية، لأننا أمام سيدات لا خبرة لديهن بالاستثمار، ولم تساعدهن الجهات المانحة في دراسة الجدوى الاقتصادية، كما لم تشرف على سير تلك المشاريع. ولا ننسَ أن مشاريع كبرى قام عليها خبراء اقتصاديون، ولكنها فشلت بعد أن كبدت الدولة خسائر مادية كبيرة.

إنه لأمر محزن أن تحدث أزمة مادية لسيدات أردنيات، ولا تتحرك الحكومة أو أثرياء الوطن، أو ما يسمى ب ” المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ” لطرح الحلول المناسبة لهذه الأزمة، في حين تشعر بها دولة شقيقة على بعد مئات الكيلومترات وتتفضل بحلها، بينما تقف دولتنا مكتوفة الأيدي وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، رغم أن يتعلق بمعيشة 1700 عائلة أردنية.

والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الآن هو : هل أصبحنا دولة فاشلة . . ننتظر المنح والمساعدات من الأشقاء والأصدقاء، لحل معضلاتنا المالية والاجتماعية ؟ وهل المشاريع المقامة لدينا معتمدة على نخوة الأشقاء والأصدقاء دليل على ذلك ؟ من هذه المشاريع على سبيل المثال: الطرق الرئيسية، البنية التحتية، المدن السكنية، الصحة، المياه، البيئة، التعليم، الدعم المالي للخزينة وغيرها ؟ أين خطط المسؤولين وجهابذة الاقتصاد، الذين وعدونا بعشرات الخطط، لتحسين أحوال الدولة الاقتصادية ومعيشة المواطنين، ولكن لم نرَ لها الأثر ؟

أكرر الشكر للشيخ حمدان بن زايد ولهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لحلهم أزمة أخواتنا الغارمات من السجون، رغم أن هذا يشكل مثلبة تلطخ تاريخ المسؤولين في الدولة الأردنية، الذين عجزوا عن حل هذه الأزمة البسيطة، لسيدات صانعات أجيال المستقبل. كان من الممكن إلغاء رحلة من رحلات الطائرات التي تجوب سموات العالم شرقا وغربا، وبتوفير كلفتها يمكن حل مشكلة أولئك السيدات السجينات.

ختاما أقول: إنه من العيب على المسؤولين في الدولة الأردنية، انتظار المساعدات والصدقات من الآخرين، بل واجبهم كرؤساء ومدراء في دولة مستقلة عمرها يناهز 72 عاما، الاعتماد على الذات في معظم ما يتعلق باحتياجات مواطنيها. إنني أرثي للحالة التي نعيشها حاليا في هذا الوطن، وهو الذي كان خلال النصف الثاني من القرن الماضي، قبلة أنظار العالم العربي على الأقل، في كفاءة رجاله وحسن إدارة الدولة، ولكنه أصبح اليوم عاجزا ينتظر المساعدات والصدقات من الآخرين، في ممارسات نخجل منها ولا نتمناها.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-12-2018 10:05 PM

موضوع في الصميم يا رفيق السلاح ابو ماجد

2) تعليق بواسطة :
15-12-2018 10:36 PM

أجدت كعادتك باشا.السؤال المطروح هل حكوماتنا المتعاقبة يعنيها الأردن والأردنيين؟من أفقرنا سوى تلك الحكومات الفاشلة. الأردن غني بأبنائه ومواردة غير المستغلة لعجز الحكومات.أما الاثرياء فغالبيتهم أثروا من أموال الأردنيين بحق وبدون حق وليس لديهم ضمائر ليفكروا بالأردنيات همهم الوحيد تكديس وزيادة ثرواتهم.

3) تعليق بواسطة :
16-12-2018 12:56 PM

لولا تكرر الإعتذارات لكنت قد كتبت !!!!

4) تعليق بواسطة :
16-12-2018 06:30 PM

.
— شكرًا لضمير الوطن موسى باشا هل يعقل ان يصل حالنا لسجن الف وسبعمايه نشميه غارمه على ما مجموعه اربعمايه الف دينار فقط تكلفه حفله او عرس او مؤتمر بلا معنى او رحله ليومين .

— كيف اهتز ضمير اماراتي حي لبناتنا ولم نعرف نحن بحالهن يا ناس آين وصلنا !!

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012