أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


هذا فسادكم رُدَّ إليكم! ... أ.د أمل نصير

بقلم : أ . د . أمل نصير
16-12-2018 04:38 PM


انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الخميس بفيديو لامرأة كانت تصرخ بشدة مدعية أن أحد أفراد الأمن ضربها، محاولة تصويره، ونعتته بألفاظ غريبة منها : ( احريمة)، وأظنها تصغير حرمة بالعامية، ولا أدري إن انتبهت المرأة إلى أن هذا الاسم يمكن أن يطلق عليها أيضا بحسب جنسها، فكيف رأته عيبا وسبة، فأطلقته على الآخرين، وسبتهم به أيضا!
واستمر صراخها وتطاولها على الجميع ملكا وجيشا ووطنا،
ولو وقف الأمر هنا لظن السامع أنها مظلومة فقرا وتهميشا وبطالة، وأن قسوة الحياة جعلتها تنطق هذرا!
ولكن سرعان ما بدأ الباحثون والعارفون بنشر معلومات أثارت استغراب الناس أكثر من سلوكها، فهي موظفة في أمانة العاصمة بوظيفة وراتب وامتيازات يتمناها كثير من العاطلين عن العمل، بل إن حالها وحال أسرتها هو طموح كثير من الأسر التي لديها عدد من الأبناء المتخرجين من الجامعات بينهم أطباء ومهندسون وحملة دكتوراه، وما زالوا ينتظرون فرصة عمل!
أما الخبر الأكثر غرابة أنها من ضمن ١١ 'أخ وأخت ' كلهم يعملون في أمانة عمان، ولعل أسئلة كثيرة يمكن طرحها هنا منها : لماذا عين الـــــــــــ١١ في مكان واحد؟ وكيف؟ ومن واسطتهم؟
لاسيما أن كثيرا من المؤسسات لا تجيز الجمع في التعيين بين الأخ وأخيه أو أخته ، أو بين الزوج وزوجته للعمل في مكان واحد، فكيف جمعت الأمانة -مع تعدد فروعها واتساعها- بين الأخوة والأخوات الـــــــ ١١؟! وكيف استطاعت هذه الأسرة توظيف جميع أفرادها الــــــ11 في سنوات قليلة في حين كان يمكن توزيع التعيينات على عدد من الأسر، فتحقق الأمانة قدرا من العدالة الاجتماعية، وتخفف من جيوب الفقر والبطالة، وهذا ليس من باب العدالة في التعيينات فحسب، ولكن أيضا من باب خدمة المجتمع، وهل لو زاد عدد الإخوة عن 11 كنا سنجدهم أيضا يعملون جميعا في لأمانة؟!
إن انتساب هؤلاء لأب واحد سهل عملية حصرهم، فكم يوجد من الزوجات والأزواج والأنسباء والمعارف عينوا معهم ، أو بواسطة مَن عينهم، أو بواسطة أحد هؤلاء الإخوة لا سيما أن واحدة منهم تعمل في الموارد البشرية؟!
وبعد، كيف كان وفاءها للوطن : استفزاز واستهزاء من أفراد الجيش والأمن، واتهامات باطلة لهم، وشتم صريح لهم ولمن علق لهم الرتبة، وتطاول على الوطن كله بطلب فتح باب الهجرة لهم وكأن الهجرة ممنوعة على أحد!
وسواء كانت أفعال هذه المرأة وسبابها من عند نفسها أم من عند غيرها، فقد كشفت ما لم يكن متوقعا من فساد في مكان واحد يحمل اسم (أمانة عمان)، فكيف حال غيرها؟ ...إن ما قامت به هذه المرأة هو ثمرة من ثمار فسادكم الذي رد إليكم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012