أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


سَفينةُ ترامب تَغْرَق بسَببِ سِياساتِه وقَراراتِه الانفِعاليّة المُتَغطْرِسَة ... " رأي اليوم "

بقلم :
23-12-2018 03:54 AM

سَفينةُ ترامب تَغْرَق ولا نَعتقِد أنّ ماتيس سيَكون آخِر “القافِزين” مِنها.. إنّها لَعنةُ سورية التي تُطارِدُه وكُل حُلفائه العَرب تحديدًا.. الرئيس الأمريكيّ لا يُطَاق.. ولمْ يبْقَ لهُ غير صِهره كوشنر وابنتُه إيفانكا.. وإليكُم الأسبَاب:




سَفينَة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب تَغرَق بسَببِ سِياساتِه وقَراراتِه الانفِعاليّة المُتَغطْرِسَة، بعد الاستِقالة المُهذَّبَة لوزير الدِّفاع جيمس ماتيس الذي جاءَ على أرضيّة القَرار المُفاجِئ بسَحبِ جميع القّوّات الأمريكيّة مِن سورية في غُضونِ شَهرين، ونِصف نَظيرَتها في أفغانستان (7 آلاف مِن مجموع 14 ألفًا) لم يَبْقَ للرئيس ترامب غير مُستشاره وصِهره جاريد كوشنر وابنته إيفانكا، إلى جانِب جون بولتون، مُستشار الأمن القَوميّ، الكَريه والفَظْ في تَطَرُّفِه.
ماتيس، الجِنرال السابق، الذي يحظى بشَعبيّةٍ كَبيرةٍ في أوساطِ الجُمهوريّين والدِّيمقراطيّين معًا، كانَ مُتَميِّزًا ومُختَلفًا عَن كُل الذين استَقالوا قبله، لأنّ استقالته كانت مُهذَّبة أوّلًا، ومُسَبَّبة ثانيًا، وتَضمَّنت ثَمانِي فقرات أكَّد فيها خِلافه مَع الرئيس ترامب حول قَرار الانسِحاب مِن سورية وأفغانستان، وتَشديدِه على ضَرورة التَّعامُل باحتِرامٍ مَع حُلفاء أمريكا.
الخِلاف بين ماتيس الذي يَصِفه الكَثير مِن أعضاء الكونغرس بأنّه واحَة استِقرار وسط فَوضى ترامب، ليس جَديدًا، وظهر على السَّطح مُنذ الأُسبوع الأوّل لاختِيارِه لزَعامَة وزارة الدِّفاع (البنتاغون)، فقد كَشَف بوب وودورد، الصِّحافي الأمريكيّ في كتابِه الأخير “الخوف.. ترامب في البيت الأبيض” نَقْلًا عن ماتيس أنّ ترامب طلب مِنه كوزير دفاع وضْع خُطَط لغَزو فنزويلا، والإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
مَصادِر في وزارة الدفاع الأمريكيّة أكَّدت أنّ ماتيس اجتَمع مع ترامب لمُدَّة 45 دقيقة حاوَل خلالها إقناعَهُ بعَدم سَحب القُوّات من سورية لِما تُشَكِّله هَذهِ الخُطوة مِن أخطارٍ على الأمن القَوميّ الأمريكيّ، وعِندما لم يقتَنِع الرئيس الأمريكيّ بحُجَجِه قًدَّم استقالته، وقال “إن الرئيس يحتاج إلى وزيرِ دفاعٍ يتَّفِق مع آرائِه وسِياساتِه”.
وهكذا انْضَم ماتيس إلى قائِمةٍ طويلةٍ مِن رجال ترامب الذين لم يَستَطيعوا التَّعامُل معه، وتحَمُّل مزاجيّته، وتَدخُّلات ابنته وصِهره في الشُّؤون الاستراتيجيّة وكيفيّة إدارة الدَّولة، مِثل ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة، إتش آر ماكمستر، مُستشار الأمن القوميّ، وسلفه مايكل فلين، الذي لم يُعَمِّر غير 22 يَوْمًا، وجون كيلي، الأمين العام للبيت الأبيض، وريان زنك، وزير الداخليّة، وستيف بانون، الخبير الاستراتيجيّ، وغاري كوهين، المُستشار الاقتصادي، وجيف سيشنز، وزير العدل، وأخيرًا، نيكي هايلي، مَندوبَة أمريكا في الأُمم المتحدة.
الأمر المُؤكَّد أن ماتيس لن يَكون آخِر المُستَقيلين، ولعلَّهُ اختار الوَقت المُناسب، لأنّ العام الجَديد سيكون عام التَّحدِّي للرئيس ترامب، ورُبّما عام إطاحته مِن منصبه، فهذا الرجل الذي باتَ يتَصرَّف كالزُّعَماء الدِّيكتاتوريين في الشرق الأوسط والعالم الثالث، لم يَعُد يُشَكِّل خَطَرًا على أمن العالم وسَلامَتِه، وإنّما أمْن أمريكا نفْسِها أيْضًا.
“رأي اليوم”

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012