مما لا شك فيه ان الشعب الاردني قد تجاوز اليوم مرحلة التشتت خاصة في المطالب ، فبعد ان كان هناك تردد في التوجه نحو الشعار الحقيقي والوحيد الذي يوصل الى الاصلاح الحقيقي كانت الشعارات متوزعة بين مطالب معيشية احيانا ومحاربة الفساد احيانا اخرى دون التركيز على ' الاصلاح السياسي ' المدخل السليم لكل مناحي الحياة في الدولة الاردنية .

في الاونة الاخيرة كان واضحا ان شعار الاصلاح السياسي هو الابرز حيث تمثل بالمطالبة بحكومة انقاذ وطني وتعديل الدستور وقانون انتخاب حقيقي وفصل للسطات وتعزيز مبدأ الشعب مصدر السلطات حتى يكون مشاركا حقيقيا في صناعة القرار وليس مجرد شعب ينفذ ويدفع 'ويعتقل البعض منه' دون راي او موقف .

بالامس اجتمع عدد كبير من النشطاء في الحراك الاردني واصدروا بيانا سياسيا بامتياز حيث طالبوا بحكومة انقاذ لمدة عام تحدد واجباتها بالاصلاح السياسي كبداية صحيحة للوصول الى اصلاح اقتصادي واجتماعي مبني على اسس حقيقية وليس مجرد اجتهادات وفرضيات دفع الوطن والمواطن ثمنا باهظا لها خلال العقدين الاخيرين من عمر الدولة الاردنية .

المطلوب اليوم من الحراك الاردني بعد هذه الخطوة ' اختيار هيئة تنسيقية ' موحدة لكل الحراك الاردني تكلف بتحديد الشعارات والدعوات للاعتصام واي فعاليات اخرى من اجل تحقيق الشعار الذي ترفعه دون الانقياد لشخص معين او جهة معينة ، والتاكيد بان الحراك موحد لا يتبع لاي جهة مناطقية او حزبية او قبلية فهذا مقتل الحراك .

وكوني ممن يدعو ويتابع الحراك منذ عام 2010 حتى اليوم فانني اجد ان الوقت قد حان كما يقال ' لوضع النقاط فوق الحروف ' وكما ورد في بيان الحراك الاخير فيجب ان يوجه الخطاب لجلالة الملك ' راس الدولة ' وان كان هناك حوار او لقاء او مبادرات تكون مع جلالته فلا يعقل ان يتم ذلك مع اي جهة لا تملك الارادة السياسية والقدرة على التغيير وكل ما تملك انها جهات تنفيذية تقف عاجزة امام قرار هذه الجهة او تلك وهي صاحبة الولاية كما تدعي .

الدوار الرابع اصبح رمزا مكانيا للحراك ولكن هذا لا يعني ان يختصر الاردن وحراكه بهذا الموقع فهو ايضا مقتل اذا استمر الوضع بشكل روتيني، وعليه فان واجب الهيئة التنسيقية البحث عن التنوع في حراكها وفعالياتها فهناك مدن اردنية كثيرة ساهمت بشكل كبير في استمرار الحراك وفعاليته ، وعليه يجب ان تكون هناك وقفات ترفع نفس الشعارات وتؤكد على ان الوطن وحدة واحدة وان الجميع مع هذه المطالب الوطنية .

نصيحة اخيرة لمن ما زال يراهن بأن الشعب الاردني جاهل ويمكن ان تمرر عليه توجهات ومقالات مدفوعة ومحاولات تشكيك اقول هل يقبل ان يخرج عدد محدود يرحبون باصدار عفو عام ؟ هل هذا هو العدد الذي يؤيد العفو ؟ نحن متاكدون ان عشرات الالاف من ابناء الوطن يشكرون وينتظرون هذه الخطوة ؟ عندما شاهدت الاخبار الرسمية تذكرت بعض المقالات المدفوعة ومقابلات تقلب الحقائق ولا تملك الا التسحيج والنفاق والاتهام ، وهنا ادعو صناع القرار الى تطوير نظرتهم للشعب الاردني على الاقل كما يتطور الحراك الاردني بمواقفه واهدافه وشعاراته الوطنية .