أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


مخاطر التصفيق الدائم

بقلم : عبدالله المجالي
30-12-2018 06:18 AM

اعتادت، أو عُوّدت، الشعوب العربية على التصفيق الدائم لحكامها الملهمين المعصومين الذين لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم!!!
الطريف في هذه العادة العربية الأصيلة! أن الشعوب تمارسها حتى لو كانت قرارات الحكام متناقضة.
يروى أن الزعيم المصري جمال عبد الناصر خطب في جمع غفير من القيادات العسكرية والمدنية عقب إعلان دمشق إنهاء الوحدة مع مصر عام 1961.
قال عبد الناصر بلهجة قوية إنه أمر القطعات البحرية العسكرية المصرية بالتحرك فورا إلى السواحل السورية، فطفق الحضور بالتصفيق الحاد الذي استمر دقائق معدودة، معبرين بذلك عن إعجابهم بحزم وقوة صلابة القائد الذي لن يتهاون في حماية مشروع الوحدة بين مصر وسوريا التي أنتجت الجمهورية العربية المتحدة حتى لو اضطر لاستخدام القوة المسلحة.
بعد انتهاء التصفيق تابع عبد الناصر خطابه قائلا: لكني قلت إنه لا يجوز للسلاح العربي أن يوجه للصدر العربي، فأمرت القطعات البحرية بالعودة، فصفق الجميع كذلك عدة دقائق، معبرين عن إعجابهم بالزعيم الإنسان.
الطريف أيضا أن الشعوب لكونها تدجنت على التصفيق، فإنها تصفق للحكام المتغلبين الجدد، وتثني على قراراتهم التي تطعن بل تخون قرارات من قبلهم، وهي القرارات التي حظيت حينها بتصفيق وترحيب حارين، ومنحت من الألقاب مثل: الحكيمة والملهمة والصائبة والمسددة.
تأصلت هذه العادة لدرجة أن الحاكم ذاته عندما يطلب من رعيته تقديم ملاحظات على قراراته أو سياساته أو توجهاته، فإنها تقْدم فقط على التصفيق الحار لزعيمها الديمقراطي والشوري الذي يحب أن يشاركه الشعب قراراته!!
لن أحدثكم عن مخاطر هذه العادة، وأكتفي بالطلب إليكم النظر في أحوال الشعوب العربية هذه الأيام. السبيل

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-12-2018 06:19 PM

اخطر ما في هذه العادة في وطننا العربي ان يعتقد المصفقون انهم شعوب حية ومن ثم يصدق الخكام ذلك وانهم يحكمون شعوباً حية مما يؤدي بالحكام الى التصديق بأنهم ملهِمون.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012