|
|
|
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
( النار ما تحرق إلا رجل واطيها) ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
بقلم : شحادة أبو بقر العبادي 30-12-2018 09:32 PM ساعات ويبزغ فجر عام جديد لا ندري وحاشى لله أن ندري ماذا يخبيء لنا إن خيرا , أو شرا لا قدر الله . نعم هي ساعات وتبدأ عبر الكوكب إحتفالات موسري العالم ومحظييه بإنقضاء عام ودخول عام , فيما يغط فقراء شعبنا وهم سواده , في نوم غير عميق مسكونين بمر السؤال عما آلت إليه حالنا من ضيق وفقر وضنك عيش ,ولسان حالهم يجسده قول الشاعر (المر يا صاحبي يفرق عن الحالي .. والنار ما تحرق إلا رجل واطيها ) , أي من يطأها ! . والله الذي لا إله إلا هو إنه الحزن بعينه إذ تقرأ عن عائلة الخالدية حيث الجوع والبرد وأطفال بآخر رمق وعلى مقاسها قس ' قيس ' أمر أسر لا تجد ثمن عبوة كاز ولربما ربطة خبز ولا حول ولا قوة إلا بالله مفرج الكروب الحي القيوم الرؤوف بعباده . ترى كيف تغمض أجفان من يملكون وهم يعلمون يقينا أن هنالك آباء وأمهات باتوا يخجلون من نظرات أطفالهم بكل ما فيها من لهفة عتاب تحت وطأة غول الفقر الذي لا يرحم , والعوز الذي ينخر الأجساد قبل النفوس عندما لا تجد قوت يومها , في مجتمع يفترض أنه مجتمع التكافل والإحساس الصادق بعناء رفاقهم شركائهم في الوطن . حقا تشعر بالقهر المجبول بالذل إذ ترى شخصا تعرفه يصطف بسيارته المتواضعة عند محطة محروقات ويطلب تعبئتها بثلاثة دنانير ويحمل عبوة غيرها يطلب تعبئتها بالكاز بأربعة أو خمسة دنانير للصوبة من أجل تدفئة العيال , فالعيال أولى , أو تطرق بابك إمرأة تحمل طفلا شبه عار تريد عونا ظنا منها أنك تملك أكثر وتقف دونها عاجزا عن سد حاجتها كما يجب ! . لا أريد أن أنكأ الجروح أكثر , لكنني أطالب كل من يملكون الكثير من خير الله في أردن الخير بالإلتفات إلى إخوان لهم قست عليهم الدنيا وباتوا عاجزين عن توفير أبسط متطلبات عيش الشتاء وبرده القارس , فالله في عون العبد ما دام في عون أخيه , لا بل في أموالهم ' حق ' معلوم للسائل والمحروم ' ! . هل هذا صعب أو لا حاجة بهم للمبادرة فيه , أم أن قول الشاعر أعلاه هو الحقيقة بعينها , حيث .. المر يا صاحبي يفرق عن الحالي , والنار ما تحرق إلا رجل واطيها ! . اللهم أزل عن بلدنا كربه وعن شعبنا فقره وأغننا اللهم بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك , الحمد لله رب العالمين , ومبارك بإذنه تعالى العام الجديد على سائر المحتفين بقدومه , والله من وراء القصد . ملحوظة : بيت الشعر أعلاه للشاعر بندر الرشود .
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
