بين يدي دولة الرئيس المحترم . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024

بين يدي دولة الرئيس المحترم . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
01-01-2019 06:05 PM

إبتداء نبارك لدولتك ولسائر الأردنيين والبشرية جمعاء بالعام الجديد سائلين الله أن يكون عام خير وبركة على بلدنا وأن يعينك على حمل الأمانة على ثقلها , وبعد :
1: نقرأ أنك بصدد تعديل على حكومتك أملته فاجعة البحر الميت وغيرها , وهنا وكمواطن يزعم الغيرة على بلده ويستشعر بألم ما تعاني من أزمة مستفحلة , آمل أن يكون التعديل موسعا يسمح بدخول شخصيات سياسية وازنة لها حضورها وثقلها الإجتماعي ومعروفة ومعرفة وطنيا وإقليميا بنزاهتها وتحظى بثقة الشعب ويرتاح لتوليها منصب الوزارة ! .
2 : سرني جدا تقديرك لأهمية الماء القصوى في حياتنا بعد أن أهملنا هذا المرتكز الرئيس طويلا في حياة الشعوب والأوطان , وفرحت بحديث حكومتك عن خطة لإنشاء أحد عشر سدا جديدا , وهذه خطوة جيدة مقدرة ولكن على طريق طويل يتطلب حملة وطنية كبرى تشارك فيها جميع مؤسسات الوطن وفي قطاعيه العام والخاص , لإنشاء عشرات السدود الصغيرة في جميع محافظاتنا بمجهود وطني نملك أدواته وآلياته وفنييه وخبرائه , ولسنا بحاجة لعطاءات ودراسات أجنبية مكلفة . الماء دولة الرئيس يعني ثروة زراعية وحيوانية وسمكية وسياحية وخضرة يانعة وراحة نفسية وتغذية للمياه الجوفية وأكثر من ذلك يسهم في إستقلالية قرارنا السيادي بدلا من إستجداء الماء وهو بين أيدينا ... ملحوظة : معدل الهطول المطري على بلدنا يفوق ثمانية مليارات متر مكعب سنويا وقدرة سدودنا الحالية هي إستيعاب 325 مليون متر مكعب فقط ! . لا تتردد دولة الرئيس وحرك آليات الزراعة والأشغال وسلطو وأدي الأردن وإستعن بآليات المقاولين متطوعين إلى البادية التي نسميها صحراء وما هي بصحراء , لشق حفائر آلاف الحفائر الترابية التي ستحول البادية بشتوة ليلة واحدة إلى واحات غناء بعون الله .
3 : إرفع يد الحكومة عن واردات الجامعات الحكومية من رسومها كي تتمكن من تسديد ديونها وتدبير شؤونها وإمنحها إستقلالية تامة وطالبها بعد ذلك بتخفيض رسومها على الطلبة الأردنيين ورفعها بنسبة مناسبة على الطلبة الوافدين , فمن حق الأردنيين تلقي تعليم جامعي مجاني أسوة بالدول العربية على الأقل .. وتوسع في التعليم الطبي بكل تخصصاته , طب بشري وبيطري وأسنان وصناعة طبية ودوائية وهندسة طبية وإدارة مستشفيات وتمريض وسوى ذلك وأجعل من الأردن حاضرة متميزة على هذا الصعيد بتعاون مؤسسي محترم بين القطاعين العام والخاص وشكل هيئة رشيقة متخصصة لهذا الأمر الحيوي الذي سيكون ثروة وطنية هائلة بإذن الله.
4 : طبق مبدأ التأمين الصحي الشامل لكل الأردنيين وأوقف ما هو معمول به حاليا من إعفاءات المعالجات , فلو جمعت كلفة الإعفاءات إلى نفقات التأمين لوجدتها كافية من أجل تأمين شامل يغني المواطن عن عناء البحث عن إعفاءات طبية .
5 : أدرس مع وزير الزراعة النشط وغيره أمر تحويل ما مساحته 25 بالمائة من الحيازات الزراعية في الأغوار لزراعة الحبوب , قمح وشعير وذرة بأنواعها كغذاء للإنسان والحيوان على حد سواء , بدلا من إستيراد هذه السلع الإستراتيجية بكلف عالية وبمواصفات طالما كانت موضع شك وشكوى .

6 : فكر في تأسيس شركة إتصالات حكومية مملوكة بالكامل للحكومة تكون رافدا قويا ومهما لخزينة الدولة , فالإتصالات مصدر مهم جدا للمال .

6 : أعد نظام ' النافعة ' لشق الطرق الزراعية والقروية , وبهذا تفتح فرص عمل للعاطلين من كبار السن المعوزين وغيرهم , وتضمن أن إنشاء طرق بنظام الرصفات الحجرية كما كنا نعمل سابقا يكفل سلامة وديمومة الطرق التي تعمل لثلاثين سنة وأكثر دون الحاجة إلى صيانتها , وقارن ذلك بنظام إنشاء الطرق الحديث من قبل المقاولين ولاحظ أن الطرق وفق هذا النظام تحتاج إلى صيانة وربما إعادة بناء كاملة بعد أول شتوة قوية , وإحسب الكلف إقتصاديا لترى أن نظام الرصفات الحجرية أفضل وأوفر على المدى البعيد ولا يمكن أن يطاوله الغش .

7 : أعد العمل بتحريج الأراضي المخصصة حراجا وإفتح العمل في المحافظات في هذا المجال لتشغيل كبار السن وسواهم من المعيلين الفقراء , وفكر مليا بضخ مياه محطات التنقية التي لوثت الكثير من سيولنا التاريخية الطبيعية وأنقل مياهها بالضخ إلى المناطق الحرجية لري أشجارها التي أدعو لزراعتها , فمن جلب الماء من ديرعلا ومن الديسي إلى عمان , لا يعوزه أو يصعب عليه ضخ مياه محطات التنقية إلى أماكن خالية لضمان سلامة ونقاء مياه تلك السيول التي يمكن إقامة سدود صغيرة عديدة على مجاريها وبكلف بسيطة تكفل وفرة الماء في مجاريها طيلة العام من تدفق السيول في ليلة ماطرة واحدة فقط .

8: أنجز قانون إنتخاب توافقي جديد يقسم المملكة إلى دوائر ألوية تتنافس فيها الأحزاب والمستقلون على قدم مساواة دونما كوتات للأحزاب كما يشاع , فالحزب القادر على الفوز بإمكانه ذلك في ظل أي نظام إنتخابي , وحافظ على الحقوق التاريخية المكتسبة للبدو والشراكسة والشيشان والمسيحيين وخصص للمخيمات مقاعد بعدد مناسب حسب قربها من بعضها البعض .

9 : إقترح إعادة تشكيل مجلس الأعيان وفقا للدستور ومن ذوات فاعلين لهم أدوارهم في المجتمع وخبراتهم الطويلة سياسيا وعسكريا وإقتصاديا وقانونيا وتربويا وثقافيا وعشائريا وإجتماعيا وعلى كل صعيد , ومن كل المحافظات وقاطنيها تحديدا لا من المحسوبين عليها وهم خارجها ويزورونها في المناسبات لا أكثر .

10 : أعد النظر بالتعيينات للمراكز القيادية وإعط قاطني المحافظات حقهم المغبون , فلو سألت الآن عن عدد السيارات الحكومية من ذوات الأرقام الثنائية والثلاثية التي تعود من عمان إلى المحافظات نهاية كل يوم دوام , لأقنعك الجواب بما أقول , فلا يعقل أن يكون الوزراء والسفراء والمديرون والأمناء وجميع شاغلي مراكز القيادات من قاطني عمان كما لو كان الأردن قارة مترامية الأطراف , وأنت وأنا نعلم أن أبعد مسافة بين عمان والمحافظات لا تحتاج لأكثر من ساعتي سفر أكثر أو أقل .. دع الناس في المحافظات الأحد عشر يشعرون بأنهم جزء من المملكة وأن هناك مسؤولين يقطنون بينهم , وألزم المحافظين بالسكن في عواصم محافظاتهم كما كان الحال سابقا لا أن يتركوها نهاية الدوام وهم حكامها الإداريون , وألزم المتصرفين ومديري الأقضية كذلك بالأمر ذاته ووفروا لهم جميعا مساكن مناسبة في مقار عملهم .

11 : إطوي ملف الفساد المزعج عبر تسويات يسمح بها القانون وبطرق سرية غير علنية تخير كل من تطاوله شبهة فساد بين المحاكم المكلفة مالا وسمعة وربما سجونا مكلفة على الدولة , وبين تسويات تعيد مالا للخزينة , فالناس تريد عنبا لا مقاتلة نواطير , وكفى الله المؤمنين القتال بدلا من إستمرار سيول لا بل طوفان الإشاعات والمعلومات التي تصم الأسماع وتدمر سمعة البلد والدولة معا دونما طائل أو فائدة , وأبحث عن الفساد الكبير ولا تنشغل بأمور فساد الفقراء الذين يرغمهم الفقر وذله على مد اليد خلافا لكراماتهم وأخلاقهم .
12 : سارع في إلغاء الهيئات المستقلة الترفية وضمها دوائر في الوزارات النظيرة كي نتخلص من غلو نفقاتها وكي يتساوى العاملون فيها مع نظرائهم إخوانهم الأردنيين الآخرين في الحقوق والواجبات وفقا لما جاء به دستورنا .

13 : حول ديوان الخدمة المدنية إلى وزارة تعني بالتدريب والتطوير ومتابعة شؤون الكوادر العاملة في أجهزة الدولة , وشكل لجنة برئاستك وعضوية وزير وقاض ونائب مستقل وعين مستقل وضابط مخابرات كبير تتولى إختيار شاغلي وظائف الفئات القيادية العليا .

14 : وزع أراض من أرض الدولة بواقع نصف دونم لغايات السكن في جميع المحافظات على كل من لا يملك أرضا من الشباب الخريجين وبأسعار معقولة تدفع من رواتبهم على مدى عشرين عاما , وأسس بنكا للضمان الإجتماعي يمنح هؤلاء قروضا طويلة الأجل لغايات بناء مساكن لهم في أماكن إقامتهم , وفوائد معقولة تتناسب ودخولهم المتواضعة , وقروضا لغايات الزواج كذلك وبالسوية ذاتها .
15 : خصص ستين مليونا تتدبرها بأي طريقة كانت وبواقع خمسة ملايين لكل محافظة لغاية إقامة خمسة مشروعات أو أكثر إنتاجية تشغيلية في كل محافظة لإستيعاب العاطلين عن العمل من الفتيات والشباب لقاء أجور معقولة 250 دينارا شهريا تعينهم على تدبر أمر حياتهم وتكون المشروعات فرصا لهم للتدرب على العمل ومن ذلك مثلا : مشروعات لإنتاج الحلوى ولحفظ الأغذية المعلبة وللتطريز والحياكة والخياطة وإنتاج مواد التنظيف والقرطاسية وسوى ذلك من مشروعات بسيطة .

16 : شجع صناعة الفحم لغايات التصدير كما تفعل مصر وغيرها , وهذا ممكن من خلال تقليم الأشجار الحرجية في مناطق وجودها وشكل جمعيات لهذا الغرض بإشراف وزارة الزراعة المباشر والدقيق حفاظا على الثروة الحرجية من التعدي عليها .

17 : حول قصر الثقافة في مدينة الحسين الرياضية مركزا للحوار الوطني , فهو قاعة كبرى ومجهزة وبالكاد تستخدم كل عامين وربما أكثر لمناسبة ما ومن غير المعقول أن يظل هذا القصر شبه مهجور وغير مستغل .

18 : الناس مكبوتة ومزاجها العام صعب جراء الفقر , ومع ذلك فمعظم محافظاتنا إن لم تكن كلها لا تتوفر على مراكز للترويح عن النفوس المتعبة أصلا بما في ذلك أطفالنا الذين لا متنفس ولو بسيطا لهم سوى الشوارع العامة , أطلب دولتك من كل بلدية توفير ساحة مع ألعاب بدائية بسيطة للأطفال وأمهاتهم لقضاء وقت راحة ولعب للأطفال , نحن لا نطالب بمتنزهات كبرى بل بمجرد مكان متنفس لتفريغ ما في نفوس الأطفال وأمهاتهم من كبت مستفحل وليس هذا بالأمر الصعب ولا بالمكلف دولة الرئيس وهو يسهم في تحسين المزاج العام نقيضا للشعور بالإهمال والتهميش وخصوصا في المحافظات .

19 : أخيرا وليس آخرا دولة الرئيس خفض رسوم بيع الأراضي المرتفعة حاليا إلى ما كانت عليه أيام زمان 4 بالمائة فقط لتشجيع حركة سوق الأراضي وإنعاش هذا القطاع المتجمد حاليا جراء الفقر وعزوف الأثرياء , فلا يعقل أن تكون الحكومة شريك قوشان مع المواطن وتتقاضى رسوما عالية أوقفت نشاط هذا القطاع , وجرب لثلاثة أشهر لترى كيف سيدب النشاط في هذا القطاع , عندها ستجني الدولة رسوما أكثر بدلا من لا شيء .

دولة الرئيس المحترم , الدنيا كما نقول مغطية بقشة , فقط فكروا إبداعيا وإسألوا وأطلبوا مقترحات وستجدون حلولا لكل معضلة . عذرا إن كنت خاطبتك بما قد لا يليق , لكنني كمواطن يزعم الحرص على البلد أجتهد وبتواضع قد لا يرقى إلى مستوى تفكيركم وحكومتكم , لكنه إجتهاد من يعيش الظرف بكل ما فيه من ضيق وضنك ومعرفة بأحوال البلاد والعباد . وسعوا صدوركم دولة الرئيس وستجدون شعبا كريما طيبا قلبه على البلد مثلكم ولن أقول أكثر منكم . والله من وراء القصد .