أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
400 جثة و2000 مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خان يونس بيلوسي تشن هجومًا حادًا على نتنياهو لسياساته وتعتبره “عقبة” أمام حل الدولتين وتطالبه بالاستقالة الفايز يتفقد واقع الخدمات للمواطنين في العقبة زراعة لواء الوسطية تحذر مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع درجات الحرارة تقارير: زيادة كبيرة في معدلات هجرة الإسرائيليين العكسية طائرة منتجات زراعية أردنية تغادر إلى أوروبا البنك المناخي الأردني سجل قيم جديدة لدرجات الحرارة العظمى في 2023 الملك وأمير الكويت يبحثان توسيع التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري - صور مي كساب تعتذر من صلاح عبدالله.. ما السبب؟ تعرف على أشهر توائم النجوم بالوسط الفني هشام ماجد يكشف كواليس"أشغال شقة" وسر انفصاله عن شيكو نيللي كريم تحسم حقيقة جزء ثانٍ من مسلسل بـ 100 وش محمد سامي يكشف تفاصيل مسلسله الجديد مع مي عمر إجراء جديد لهنا الزاهد بشأن طليقها أحمد فهمي المفتي الحراسيس: 5 فتاوى تفيد بحرمة التسول
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


قانون الضريبة الأردني 2019 وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية

بقلم : د. حسين البناء
02-01-2019 03:41 PM

قانون ضريبة الدخل الجديد، تم إقراره بعد جدل و معارضة و تنقيح، وبعد حراك شعبي رافض كان قد أطاح بحكومة (د. هاني الملقي)السابقة، يدخل حيز التنفيذ الفعلي في العام 2019، وسوف تتجلى آثاره السلبية على غالب المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في غضون ثلاثة أعوام عندما يأخذ مداه و انعكاسات تطبيقه.
الركود التضخمي:
الاقتصاد الأردني يمر بحالة اقتصادية شاذة منذ بضع سنوات، وهي حالة (Stagflation) الركود التضخمي، وهي لا تنشأ نتيجة حركية السوق الرأسمالي الحر الطبيعية، حيث أن آليات الاقتصاد و كنتيجة لتوازنات العرض و الطلب هي كفيلة بالوصول لممارسات (التصحيح الذاتي) للمؤشرات الاقتصادية والتي تعطي الأشياء قيمتها و تموضعاتها الطبيعية في السوق.
حالة الركود التضخمي هذه تنشأ في الاقتصاد الأردني كنتيجة طبيعية للظروف الموضوعية؛ فالركود هو نتيجة تآكل المداخيل، و تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين، وتراجع الطلب نتيجة ذهاب الجزء الأكبر من الدخل لتكاليف المشتقات النفطية و التدفئة و التعليم و المعالجات الصحية، وهذا نتاج تردي الخدمات العامة في مجال الصحة و التعليم الحكوميَين. كما أن تراجع تحويلات المغتربين في الخليج قد ساهمت بذلك أيضًا، بعد سياسات توطين الوظائف وآثار تمويل الحروب، ولا ننس تراجع الدعم المالي الدولي للموازنة العامة كجزء من الضغوط السياسية في ظل حساسية المرحلة؛ أما التضخم فهو نتيجة لارتفاع التكاليف التشغيلية الإنتاجية بسبب استيراد المواد الخام و تكلفة النفط (الطاقة) كعامل رافع للتكاليف، بالإضافة للعبء الضريبي المتنامي والذي يمثل بدوره رافع رئيس و مباشر على جملة التكاليف الإنتاجية. ولا ننس الأثر التضخمي للأسعار بسبب طلب اللاجئين السوريين الطارئ والممول خارجيًا على السلع والخدمات و الإسكان.
قانون تصاعدي غير عادل:
قانون ضريبة الدخل الجديد يحقق التصاعدية حيث يزيد ما نسبته 5% على كل شريحة ضريبية أعلى، لكنه غير عادل، فهو سيجني من الفقراء كما يجني من الأثرياء كنتيجة لقيام الأثرياء بترحيل العبء الضريبي للمستهلك النهائي أي المواطن العادي الفقير، فضريبة المبيعات ستعامل الفقير كما الثري و ستجني منه نفس القيمة الضريبية، وهذا ينفي العدالة و يثبت التصاعدية.
تشجيع الاستثمار:
الاستثمار يتم جذبه عبر عدة مغريات من أهمها التسهيلات والإعفاءات الضريبية، وفي قانون الضريبة الجديد سوف يعكف المستثمر على حسابات معقدة قبل بدئه بالمشروع الاستثماري كنتيجة مباشرة لارتفاع النسب الضريبية عليه والتي تعني أسعارًا أعلى، مما يعني تخوفات على مستوى الطلب، أي حجم المبيعات التي تمثل مورد الربحية له. ولنا في ما جرى لبورصة عمّان عبرة بالغة و مبكرة، حيث خسر السوق مليار دينار على وقع إقرار القانون الضريبة على عوائد أرباح الأسهم وأدوات السوق المالي.
تفاقم المؤشرات السلبية:
حالة الركود التضخمي مرشحة للتفاقم أكثر كنتيجة مباشرة لمعطيات قانون الضريبة الجديد؛ فارتفاع العبء الضريبي سيقود لرفع الكلف، الأمر الذي سيقود لرفع الأسعار، وهذا يعني تراجع الطلب نتيجة عدم نمو المداخيل بذات النسبة، مما يعني الكساد، و هذه صورة نمطية من الركود التضخمي المتفاقم. هذه الحالة ستؤدي لاحقًا لتراجع واردات الدولة من الضرائب نتيجة تراجع الأرباح و ما يترتب عليها من ضرائب. الحقيقة تقول بأن سياسات خفض الضرائب هي ما سيقود للاستثمار و تحفيز الطلب و لاحقًا تعزيز الإيرادات العامة كنتاج للنشاط الاقتصادي وتناميه. ما يحدث الآن هو العكس تمامًا.
التهرب الضريبي:
ممارسات التهرب الضريبي و التهريب و رشوة الموظف العام في العادة تزداد مع غياب قيم العدالة و حسن توزيع الثروة و الشفافية، و تزداد أكثر مع ارتفاع الأعباء الضريبية؛ حيث تصبح المقارنة بين دفع قيمة مرتفعة (من الضرائب والرسوم و الجمارك) مقابل رشوة أقل قيمة، أو تقبّل مخاطرة التهرب و التهريب مقابل عائد مرتفع. ولهذا تقوم حكومات العالم المتقدم بدراسة لأثر الضريبة على مناحي الحياة المختلفة وعلى المدى البعيد كذلك.
قد تنجح الحكومة بتحسين التحصيلات الضريبية ظاهريًا في العام الأول، وربما تزداد الإيرادات بما قيمته نصف مليار دينار، و لكن على المدى المتوسط و البعيد ستكون الخسائر الاقتصادية و الاجتماعية أكبر من ذلك بكثير.
أكاديمي وخبير سياسات ..رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012