أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


انهزامية” أم ماذا؟

بقلم : محمود الخطاطبة
04-01-2019 04:07 AM

إن حال الشعب ومسؤولي هذا الوطن الغالي في هذه الأيام.. لا يسر صديقا ولا عدوا، كيف لا؟، ونحن على أبواب العشرينية الثانية من القرن الواحد والعشرين، وما نزال نتغنى بـ”بطولات” و”أقوال” و”أفعال”، قد يفعلها صبية في مدارس ثانوية أو حتى أساسية، لا تسمن ولا تغني من جوع في سبيل نهضة الوطن ورفعته.
دول العالم تدخل العام الجديد 2019، بإنجازات أقل ما يقال عنها بأنها عظيمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، دولة كندا تدخل هذا العام بأقل معدل بطالة منذ أكثر من 40 عاما، إذ بلغ معدل البطالة 5.6 %، ودولة العدو الصهيوني تنفق سنويا على البحث العلمي والتطوير نحو 4 % من ناتجها المحلي الإجمالي.
ونحن في الأردن نحتفل بنائب يحرق علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووزيرة في الحكومة ومسؤول “يدوسان” على علم دولة العدو، مرسوم على مدخل مجمع النقابات المهنية، كما لو اننا نتغنى أياما وليالي طوالاً ببطولات لمسؤولين سابقين تناوبوا على حمل المسؤولية في هذا البلد، رغم أنهم يستحقون كل التقدير والامتنان.
أيستحق حرق أو “الدوس” على علم دولة معادية، قد يكون غير مقصود (صدفة)، أو موقف لمسؤول أو وزير أو رئيس وزراء مضى على وفاته نحو خمسة عقود… كل هذا التهليل والترحيب.. ودول العالم تفكر وتخطط وتنفذ استراتيجيات من شأنها تمكين مواطنيها من الحصول على وظائف برواتب جيدة، كما تعمل أيضا خرائط طرق لكي تتوسع وتزدهر شركاتها، وتعمل على مدار الساعة لفتح أسواق جديدة لمنتجاتها وبالتالي خلق فرص عمل جديدة أيضا.
ألهذه الدرجة وصلنا إلى مرحلة من “الانهزامية”، فمثل تلك الأفعال والأعمال لا تعبر عن موقف وطني أو قومي مناهض للاحتلال الإسرائيلي، الذي يمتلك ست جامعات ضمن أفضل 500 جامعة في العالم.. وكأننا أصبحنا نبحث عن بطل، ولو صوريا، في محاولة لننسى ما نحن به من انحطاط وذلة وهوان وجبن.
أصبحنا نلهث ليل نهار عن ذلك “البطل”، بغية التشبث فيه حتى بأظافر أيادينا.. صحيح بأنه يقال من لا ينظر إلى الوراء، فهذا يعني بأن تاريخه “مؤلم”.. ولكن وبنفس الوقت فذلك يشير إلى أن حاضره ومستقبله فيه ما فيه من سلبيات وعدم رؤية واضحة وبعد نظر، و”انهزامية” وتراجع و”خذلان” وانكسار.
نحن لا نطلب من مسؤولينا كيل الشتائم للعدو، أو تمزيق أعلامه، فهذه الأمور متروكة لـ”الصغار”، إذ يكفينا مثلا إلغاء أو على الأقل تعطيل اتفاقية استيراد الغاز مع الكيان الصهيوني المغتصب لأراضينا، وخصوصا بعد عودة الغاز المصري.. ويكفينا أيضا طرد السفير الصهيوني من عمان، عاصمة العروبة وعاصمة “الوفاق والاتفاق”، عندما تقدم تلك الدولة راعية الإرهاب على التعرض لأشقائنا في فلسطين، أو محاصرتها لقطاع غزة منذ أعوام.
لا نطلب التغني ببطولات “ورقية”، أو أفعال وأعمال، يترفع عنها الكثير.. نطلب من مسؤولينا الإخلاص حتى نتقدم ويتقدم وطننا، على الأقل، بمجالي التعليم والصحة، أو نعود كما كنا قبل أعوام نصدر كفاءات طبية وأكاديمية إلى عدة دول.. وكان الجميع يؤكد تقدمنا في هذين المجالين.
وإلا فما معنى أن تمتلك إسرائيل وحدها ست جامعات ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، في حين أن العرب مجتمعين لا يملكون سوى خمس جامعات فقط، نصيب الأردن من ذلك صفر؟.
لا نريد “الدوس” على علم أو حرقه أو تصريحات رنانة وعبارات مملوءة ببطولات وتنظيرات فارغة.. نريد بنى تحتية صالحة لكل الأحوال الجوية، نريد مصنعا واحدا يستطيع أن يصدر البضائع لعدة دول فقط وليس لكل دول العالم، نريد اهتماما بزراعتنا وبمناطقها، التي يقال عنها بأنها “نفط” الأردن.
نريد مسؤولين لديهم برامج علمية وسياسية واقتصادية وزراعية واجتماعية، تنهض بالبلد وتعود بالخير على أبنائه يحفظ لهم كرامتهم ويؤمن لهم خبزهم وطعامهم.. نريد مسؤولين لديهم الجرأة والحزم في اتخاذ القرار، والقوة في تحمل المسؤولية بلا جبن أو تراخ أو اختباء وراء عباءة الملك.
وما حديث بعض السياسيين عن فقدان منصب رئيس الوزراء لهيبته، إلا دليلاً على “الانهزامية” التي وصلنا إليها .. فالمهزوم ينتظر بطلا أو يبدأ بالنظر إلى الوراء لكي يتشبث بأبطاله القدماء.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012