12-12-2011 08:16 AM
كل الاردن -
المحامي محمد احمد الروسان
تعد أجهزة الاستخبارات, بنسخها المختلفة والمتعددة, للدولة الواحدة, ذات هدف واحد شامل, ضمن تخمينات وتقديرات, ترفع من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي, أحد وأهم فنون بنية وآفاق الحكم أي حكم, القائمة على معرفة الصديق والعدو, ولما لهذا الفن من أصول وأسس ومعايير ثابتة, وظروف متعلقة بالزمان والمكان, ولمّا كان وما زال(الاستخبار)أداة تجمع عدّة متناقضات, ففيه من الألفاظ والأرقام والصور, والتقديرات والمؤشرات والإيماءات والتحريض, وفيه الحقائق التي قد تهدي وقد تضل, كما فيه أيضاً الأكاذيب الصريحة, فهو أداة غير مادية لا تجرح, ولكنه يتسبب في إهلاك الملايين - كما صار مع العراق, بعد فبركة تقارير مخابراتية, بأنّ العراق يملك أسلحة دمار شامل, فتم شيطنة نظامه الراحل, وأنّه على ارتباط مع تنظيم القاعدة, وما يجري الآن من تصعيدات للحدث السوري خارجياً - رغم اقرارنا بالحقوق العادلة للشعب السوري - عبر فبركات أفاعي المخابرات الدولية برؤوسها الأربعة(واشنطن, لندن, باريس, وتل أبيب) وقرون استشعاراتها – من بعض المخابرات العربية, حيث بعض الأخيرة فروع للدولية, من جنسها ونوعها, بعد أن منيت بالفشل المتفاقم, تلك الأفاعي في تصعيدها, داخلياً لمجريات ووقائع الحدث السوري, الذي قلب موازين الطاولة الدولية, بمفاعيله وتفاعلاته في إعادة رسم وترسيم, مجريات الصراع الكوني, عبر صراعات لا تجرح, صراعات الأدمغة المخابراتية, ذات الأنياب الدولية المسمومة.
إنّ الاستخبار فن مارسه الأخيار والأشرار, والطغاة والديمقراطيون, والرجعيون والتقدميون, والبدائيون والمتقدمون, والنسائيون والذكوريون ولكنه في جميع الأحوال فن واحد وهو عالم آخر.
تقول المعلومات, أنّ كل المؤشرات السياسية والأمنية, التي يتم رصدها استخبارياً, وبشكل منتظم وغير متحيز لأي جهة في المنطقة, تشي بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى, جهود استثنائية وجبّارة تبذل, من قبل محور واشنطن – تل أبيب, لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي, والأمني, والأجتماعي الخاص, بمنطقة الشرق الأوسط, ومع ذلك حقّق بعض النجاحات هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية, هنا وهناك, في خلق وقائع جديدة, على أرض العمل الميداني, ودفع ويدفع إلى مزيد من تسخين, الساحات السياسية الضعيفة, كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة, لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية, وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية, سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات, متلقية مستهلكة, لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك, لصالح الدولة العبرية, هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط, بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره, بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية, عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات, محور واشنطن – تل أبيب, وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة, كذلك استمرار النسق السوري, بعقيدته ومذهبيته المتساوقة مع مذهبية طهران, العائق الأكبر لطموحات ومشاريع الأفعى الدولية, ذات الرؤوس الأربعة الأنف ذكرها.
وتتحدث تقارير مخابرات دولية, أنّ هذه المذهبية الدبلوماسية الأفعوانيّة الحربائية, المخابراتية الأمريكية, والمنهج الجديد في تصعيدات للحدث السوري, في التعامل والتعاطي من جهة أخرى, مع تحدي حزب الله اللبناني, من خلال مواجهات من بعد, وعبر أدوات داخلية وبعض عربية رضيت على نفسها التساوق, في أن تكون رأس حربة, في مواجهة كل, من ايران وسوريا وحتّى , قد تتمثل عبر تفعيل عمليات سريّة مخابراتية عالية الجودة, من حيث الهدف النوعي والنتائج ضد الحزب وكوادره وحلفائه, في الداخل والخارج اللبناني, من جمع المعلومات الأستخبارية ودعم خصوم الحزب, ودفعهم باتجاه اشراكهم وتخطيطهم لتنفيذ العمليات السريّة, لأضعافه واعادة انتاج للساحة السياسية اللبنانية عبر اشعالها من جديد.
وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة, والتي تشمل الأدوات الأقتصادية عبر تقديم الدعم المالي لأعداء سوريا في الداخل والخارج ولأعداء حزب الله, وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً, بتفعيل الوسائط العسكرية, مع استخدامات الأدوات الأعلامية, ذات حملات بروبوغندا سوداء اتصالية, ذات مهنية عالية الدقة, كي يؤدي كل ذلك الى خلق رأي عام لبناني, وعربي, واقليمي ودولي, معادي ومناهض لوجود حزب الله اللبناني, خاصة عبر اضعافات للساحة السورية- وما يجري فيها من قبل الأطراف الخارجية.
المذهبية الدبلوماسية, الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة, ذات الأدوات الأنف ذكرها, ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة, لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات, الأستقطاب واعادة الأصطفاف السياسي في لبنان وسوريا خاصةً, وفي المنطقة عامةً, كي يتم اعادة انتاج مجتمع, تحالفات سياسية واسعة النطاق, لجهة المنطقة والداخل اللبناني ومحيطه, ضد الحزب المقاوم, وضد كل من سوريا أيضاً وإيران.
من جانب آخر معلوماتي, لمخابرات اقليمية ودولية تفيد, أنّ اسرائيل نجحت حتّى الان لجهة توظيف وتسخير, كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية لاستهداف سوريا وحزب الله, مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية, في منطقة الخليج وشواطىء ايران الجنوبية, ودول سواحل شمال أفريقيا – عبر ليبيا.
كما تذهب المعلومات, أنّه تم الأتفاق والتفاهم وضمن, محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة, على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة في مناطق الخليج بالرادارات العبرية, رغم الرفض الخليجي لذلك, الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه, ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب, كما تم الأتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية اسرائلية, ضمن مسار الآساطيل البحرية العسكرية الأميركية, الفاعلة والناشطة قبالة شواطىء جنوب لبنان, وشواطىء ايران الجنوبية, وقبالة الساحل السوري.
Mohd_ahamd2003@yahoo.com