أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الملك زار بغداد , نتمنى لها ما بعدها ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
15-01-2019 02:47 AM

أدرك جيدا جدا , حجم وفظاعة تأثير المصالح الإقليمية والدولية وإنعكاساتها السلبية الكبيرة علينا جميعا أردنيين وعربا ومسلمين , وعلى غيرنا من شعوب الكوكب الباحثة عن السلام والأمن وراحة البال .
وأعلم يقينا أن بلدا صغيرا في حجمه , كالأردن , المثقل بأعباء مرهقة لا ترحم , يجد نفسه وفي ظل تشرذم عربي غير مسبوق , مضطرا , وربما مرغما أحيانا , على أن يجاري , وأن يداري , وأن يساير طوفان سياسات دول النفوذ الكبرى , والتي تدعي الحكمة والعمل من أجل السلام والإستقرار والأمن! , بينما تفعل النقيض خدمة لمصالحها , ونزولا عند طموح دولة الإحتلال , لإستعمار سائر فلسطين , ودرتها القدس الشريف , والهيمنة على الشرق العربي كله , وليذهب من هو غيرهم إلى الجحيم ! .

تلك حقائق تمليها ظروف عرب اليوم , وما آلت إليه أوضاعهم من ترد ومخاوف ودمار وقتل وتشرد وضياع , لا بل وهوان على الناس ! , وهي حقائق لا يمكن التعامي عنها , أو إغفالها كمحددات كبيرة تحول دون أن يتحرك قائد عربي غيور , في مسعى لثورة بيضاء سلمية على هذا الواقع العربي المر المرير , ليس من أجل معاداة أحد , وإنما فقط لجمع شمل العرب على موقف سواء , طلبا للعدل وللسلام والأمن والإستقرار , وبما يحفظ كرامتهم , ويعيد حقوقهم , ويحررهم من ظلم التبعية والإستعباد ! .

وعليه , فلكم أتمنى , ومؤكد مثلي كل عربي حر صادق مع نفسه مخلص لعروبته ولدينه , أن تكون زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني التاريخية للعراق , هي الخطوة الأولى على هذا الدرب الشريف النظيف , وأن تتبعها زيارات موفقة غيرها لعواصم عربية وإسلامية وعلى رؤوس الأشهاد , ما دامت غايتها جليلة وطيبة ونبيلة , تسعى وبعدل لا ظلم فيه , من أجل إحقاق الحق , وإنهاء النزاعات والخلافات والحروب الحالية , والآتية التي يجرى العمل من أجلها , ولمصلحة ليس شعوب المنطقة وحسب , وإنما مصالح شعوب العالم كله بلا إستثناء .

الملك عبدالله الثاني بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن الحسين بن علي , حفيد المصطفى رسول الرحمة المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق للبشرية كلها , هو الأجدر والأقدر , على أن يقرع الجرس , وأن يركب الفرس , جريا على سنن آبائه وأجداده , كي يلملم شمل العرب , وكي يبعث في صفوفهم الصحوة بعد غفلة طالت , وبعد هوان إستشرى , وذل ماحق لن يبقي ولن يذر ! .

عبدالله الثاني ومعه الشعب الأردني كله , وشعوب العرب والمسلمين كلها بالضرورة , وقد أذلها الذل الذي لا يرحم , قادر بعون الله , على أن يرفع سوية الخطاب العربي العربي , والعربي الإسلامي , وأن يزور ويتواصل مع سائر إخوانه القادة وبلا إستثناء , من أجل حاضر عربي مختلف , لمستقبل عربي مختلف , ومشاعر الشعوب وعواطفها كلها بالضرورة معه , وكذلك قادتها المنسجمين مع طموحها وإرادتها وتوقها لواقع عربي حر مشرف .

لا نطالب بخطاب وجهد تعبوي يعادي أحدا أبدا , بل خطاب وموقف يضع النقاط على حروفها كما يجب , ويؤسس لسلام عالمي شامل في هذا الركن الحيوي من العالم , وقد أنهكته الحروب لمائة عام إستنفذت حياة أجيال بكاملها , دون الوصول إلى سلام عادل مشرف يتيح الفرص للشعوب , للإنصراف إلى بناء حياة أفضل وأنبل لها , ولأجيالها من بعدها .

إن خطابا راقيا كهذا , كفيل بإستقطاب مباركة شعوب وقادة دول الأرض كلها , وعندها , سيجد من يقرعون طبول الحرب اليوم, ومن يستعدون لها ومن يتخوفون منها , أنهم مضطرون ومجبرون على العودة عما يحشدون , وأن هاتف السلام الحقيقي أقوى وأعظم من سائر ترساناتهم , فمقدرات الشعوب وخيراتها , أرادها الله من أجل إسعادها , لا من أجل الحروب والدمار والقتل وذلها وهوانها وشقائها . والله من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-01-2019 08:06 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
17-01-2019 12:15 AM

يا أخ إبراهيم لك تحياتي وصدقني أن قوة بلدنا هي في دوره السياسي الإقليمي منذ نشأ , وليس بغريب أن نؤكد على أهمية إستعادة هذا الدور العربي الأصيل , والخلاصة فالتفاؤل وقول كلمة خير أفضل ألف مرة من قول نقيضها , ولك إحترامي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012