أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


عيون الذئاب طالة , فلنقتلعها معا, شعبا وقيادة ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
18-01-2019 12:47 PM

لامني بعض الإخوة الوطنيين المعلقين الأنقياء, إذ أشرت في مقال سابق, إلى ' معارض! ' خارجي يبشرنا كل يوم بإنه قادم كي يحكمنا ! , وآخرين ينبئوننا تباعا, بأن بلدنا ' على كف عفريت ' والعياذ بالله , وأصر أولئك الإخوة, على أن هؤلاء مجرد نكرات لا أكثر ! .

لا علينا , سأحترم رأيهم , ولكنني أجزم أن من لا يرى بالبصيرة لا يرى بالبصر , ومن هنا , فإن بصيرتي المتواضعة تقول , أن هنالك مخططا إسرائيليا يحظى بدعم دولة كبرى, وله أعوان ناكرون ماكرون كثر , غايته تآمر كبير على الأردن, وعلى مستقبله , وعلى نظامه السياسي, كمملكة أردنية هاشمية.

كل المؤشرات الإقليمية والدولية وبمساعدة أعوان كثر , تؤشر على صحة ما أقول , ولهذا, فأنا أدعو وأطالب سائر الأردنيين الوطنيين المتبصرين, ومن كل أصل وفصل , للإنتباه والحذر, والوقوف مع ' الملك ' وحوله, ناصحين محاورين أمناء , لصد ذلك المخطط الظالم الخبيث , مهما كان الثمن , فلا قيمة تعلو بعد الإيمان بالله الواحد الأحد , فوق قيمة الوطن ! .

يجب , نعم يجب, أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال , وأن لا نخذل بلدنا وقيادتنا , فلا بد من أن نرفع من سوية خطابنا الحراكي السياسي المطالب بالإصلاح , بصدق وبوطنية راقية , وبموضوعية تعي حجم التحدي , وتترفع عن كل خطاب أو هتاف يصب من حيث لا ندري , في خدمة ذلك المخطط , الساعي بخبث إلى خراب بلدنا, وإجتثاث دولتنا , وطمس هويتنا, واللعب بمستقبل وطننا , خدمة لمصالح أخرى ,غايتها حل قضية فلسطين التاريخية ,على حساب آلامنا ودمائنا وشهدائنا ومعاناتنا وحقوقنا التاريخية الراسخة , أردنيين وفلسطينيين معا , وقلم قايم, ولا حول ولا قوة إلا بالله ! .

لم يعد سرا ولا خافيا إلا على المغفلين أو المتغافلين, أن ما يسمى بصفقة القرن قد نفذت عمليا معظم فصولها , ولم يتبق إلا الإحتفال بإعلان الفصل الأخير منها , وها هي التسريبات الصحفية الأميركية والإسرائيلية الموجهة لجس النبض , تتوالى , وتجد من يتعمد تكذيبها منهم, لغاية في نفس أكثر من يعقوب , ونحن نبدو كما لو كنا في غفلة من أمرنا, في مشهد يبعث على التساؤل ! .


عندما أنادي بدعم ' الملك ' والوقوف معه وحوله وحول الوطن , فأنا إنما أنادي بأن يقف الأردنيون جميعا ومن كل أصل وفصل , وهم اليوم وجميعا , على المحك , وقفة وطنية صلبة واضحة ترفض كل مشروعات التصفية الرعناء للقضية الفلسطينية , وفق أهواء ساذجة لا تدرك معاني تشبث الأردنيين بوطنهم , ولا تشبث الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة في وطنهم فلسطين .

لا بد وأن يتيقن البعيد والقريب , من حقيقة أن أية أحلام مريضة , وأوهام خسيسة تتجافى مع هذه الثوابت غير القابلة للنقض أو الإختراق , هي مجرد أوهام تهون الأرواح , دون تمريرها, أو القبول بها , وتحت أي ظرف كان , وفي أي زمن كان ! .

مرة أخرى , يبشرنا معلقون إسرائيليون وأعوان لهم خونة من بني جلدتنا , بأن الأردن الجديد سيولد قريبا ! , ويقولون ولا يخجلون , أن الأردن هو فلسطين , وأن فلسطين هي أرض الميعاد , ولا يجدون ردا قاسيا يكبح وجوههم القذرة بأحذية أقذر , فيتمادون في غيهم أكثر ! .

لهؤلاء الأنجاس الذين ينتهزون حصارنا, وإفقارنا المتعمد , وحراكنا المطالب بالإصلاح المشروع , فيفسرونه على هواهم, أو هكذا هم يريدونه , كما لو كان موجها ضد قيادة الأردن الهاشمية التاريخية , لهؤلاء الأنذال نقول , ويجب أن نقول جميعا وبصوت واحد وعلى قلب واحد , هذا البلد إسمه المملكة الأردنية الهاشمية , وسيبقى كذلك إلى يوم الدين , والهاشميون هم رموزه وقادته , وكل من يتوهم, أو حتى يخالط تفكيره, حلم مريض بائس بخلاف ذلك , سيجد الأردنيين جميعا أرواحهم على أكفهم, في مواجهة أحلامه اليائسة الشريرة , فلن تمر المؤامرة إلا على أجسادهم , ووطن بناه آباؤهم وأجدادهم الصيد بقيادة الهاشميين الأخيار , وبالدم, والدمع, ومر المعاناة وقهر الرجال , وإنتزعوه من براثن الذئاب , لن يتخلوا عنه كما هو, إلا إذا فنوا جميعا ! .

أما فلسطين وقدسها الشريف التي يرونها مجرد أرض ومدينة بمقدورهم إنتزاعها من صدورنا جميعا أردنيين وفلسطينيين , فهي فلسطين التي على ثراها وعلى أسوار قدسها الشريف , خضنا أصدق المعارك, وإستشهد أحرارنا, وروت دماء شهداء جيشنا الباسل, ومناضلينا الأحرار, أرضها الطهور منذ العام 1936 , وسنظل جندها الأوفياء, حتى جلاء المحتل الغاصب عنها , حتى لو تردد غيرنا, أو تسلح الغاصبون بكل ترسانات الدنيا , فنحن أصحاب حق , ونحن وحقنا عند الله إثنان , وهم مجرد واحد غاصب ! .

من جديد .. المؤامرة حاضرة , وتنفذ تباعا بحصارنا , وتجويعنا, وضرب فئاتنا المجتمعية بعضها ببعض, وتيئيس شعبنا من إمكانية الإصلاح , بهدف تحطيم شعلة الإنتماء في صدورنا , ومحاولة فك الإرتباط الوجداني الراسخ المكين بين شعبنا, وقيادته الهاشمية , ووضعنا رغما عن إرادتنا في مواجهة قوانا الأمنية , وإشاعة مبررات الجريمة والمخدرات ومعاندة القانون والنظام العام بين صفوفنا , وهذه وغيرها كثير , ممارسات غايتها النذلة الخسيسة , جرنا في لحظة ما هم يتمنونها , إلى هاوية الفوضى لا قدر الله , وخابت أهدافهم بعونه تعالى .

ومن جديد أيضا , نحن مع قيادتنا الهاشمية, وعنها لن نتخلى, وتحت أي ظرف أو مبرر كان , ونحن متشبثون بإرث الآباء والأجداد , المملكة الأردنية الهاشمية , وعنها وعن فلسطين لن نتخلى أبدا أبدا, حتى لو تخلت عنها الأمة كلها , وحتى لو كان آخرنا طفل رضيع ! . هذا ما يجب أن يكون عليه خطابنا للإقليم , وللعالم كله , اليوم , وكل يوم .

أخيرا وليس آخرا ,علينا , نعم وبكل صراحة ووضوح , علينا شعبا وفيا, وقيادة كريمة , أن نتصارح, وأن نلتقي ونتشاور, وأن نتدارس واقعنا, وما يتهددنا من مخاطر جسيمة, ومؤامرة لئيمة , وأن يشد بعضنا أزر بعض , وأن نذهب وفورا , نحو حكومة وطنية سياسية تمثل كل الوطن , مدينة وقرية ومخيما وبادية , حكومة يعهد إليها أمر الإصلاح الشامل سياسيا إقتصاديا إجتماعيا, وعلى كل صعيد , كي نحصن بلدنا ضد كل المؤامرات والمتآمرين أيا كانوا , وإلا, فنحن لا قدر الله , كمن نسلم رقابنا لمن لا يريد بنا وببلدنا وبتاريخنا ووجودنا خيرا . الخلاصة , عيون الذئاب طالة , فلنقتلعها معا , شعبا وقيادة . الله من وراء القصد, وهو سبحانه المستعان .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012