أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الإرهاب الصهيوني بين التنسيق الأمني والمقاومة

بقلم : حازم عياد
28-01-2019 05:18 AM
نيكولاي ملادينوف وزير الدفاع البلغاري الاسبق والمنسق العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط قال عبر تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ان العنف الذي وقع اليوم في قرية المغير صادم وغير مقبول!»، واضاف أنه يجب على إسرائيل وضع حد لعنف المستوطنين وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة، مقدما التعازي لأسرة القتيل (الشهيد) بالقول: دعواتي وصلواتي الى عائلة الرجل الفلسطيني القتيل (الشهيد) والجرحى. وختم حديثه بالقول: «يجب على الجميع إدانة العنف والوقوف في وجه الإرهاب».
اصاب المنسق الدولي كبد الحقيقة بوصف سلوك المستوطنين بالإرهاب تصريحا او تلميحا، مسألة من الممكن ان تخضع للجدل ولكنه ارهاب لم تنجح سلطة رام الله في ايقافه ولم ينجح التنسيق الامني في منعه او ملاحقته، بل يمثل محفزا له في كثير من الاحيان اذ يتم عادة بمشاركة فاعلة من جنود الاحتلال وبرعايتهم واشرافهم وحمايتهم مستفيدا من التنسيق المقدس.
حادثة المغير واستشهاد الاسير السابق حمدي نعسان واصابة 30 فلسطينيا تؤكد ان المعركة الحقيقية هي مع الاستيطان والوجود الاستعماري الصهيوني على ارض فلسطين فهو الارهاب الواجب مكافحته بشتى السبل ومن ضمنها المقاومة التي تعيقها سياسة التنسيق الامني في الضفة الغربية؛ فالتنسيق الامني لا يقتصر دوره على اعاقة مكافحة الارهاب الصهيوني والاحتلال، بل انه بات معيقا لترجمة تضحيات الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يواجهون المستوطنين في كل مكان وكل ساعة.
مقابل حالة التدهور اليومي المستمر والاستهداف لأمن وحياة الفلسطينيين تنشغل السلطة الفلسطينية في رام الله في تبرير سياستها تجاه قطاع غزة التي رغم الحصار رفضت الشروط الاسرائيلية لإيصال المنحة القطرية، وفرضت شروطها على الكيان الاسرائيلي، واتجهت نحو مزيد من التصعيد من خلال مسيرات العودة؛ اذ تملك العديد من الاوراق التي توظفها لتعزيز امن وحياة الفلسطينيين وحقوقهم.
حادثة قرية المغير شاهد حي على الارهاب الصهيوني، ودليل واقعي على فاعلية المقاومة مقابل خطيئة التنسيق الامني؛ فالفجوة كبيرة بين نهجين في التعامل مع المستعمر الصهيوني القادم من وراء البحار.
ففي حين تكرس المقاومة في غزة كل ادواتها وتوظفها لمواجهة الاستعمار الصهيوني ومحاولات الانتقاص من السيادة الفلسطينية على ارضهم، فإن السلطة في رام تكرس كافة ادواتها لتعميق الانقسام وتعزيزه وتشتيت الجهود الفلسطينية؛ مسألة تتطلب من السلطة في رام الله مزيداً من التأمل في سياسة التنسيق الامني لمعرفة السبب الحقيقي في ازمتها، وتآكل مكانتها وفاعليتها في ادارة الصراع والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012