أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


الفساد ظاهرة أم حالة
19-12-2011 08:24 AM
كل الاردن -

 alt


 

يسار الخصاونة

 

المتتبع للصحف اليومية ، والأسبوعية يجد أن قضية الفساد في الأردن لها النسبة الأكثر في التناول ، والمعالجة ، والمطالبة بتسريع الحل ، ولا نبالغ إذا قلنا : إنها القضية المستحوذة على الساحة الأردنية لكل الأطياف السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، إنها تحتل تسعين بالمئة من أحاديثنا ، وحواراتنا الساخنة ، والباردة ، سواء أكانت تراجيدية ، أم كوميديا سوداء كما يقول فنانو المسرح الأردني ، ومع ذلك ، ومع هذا الصخب ، وهذا الكم الهائل من المقالات ، والنداءات ، والتوصيات ، والتوسلات ، فكل الأصوات والصرخات لم تلامس أسماعهم ، لكنها والحمد لله وكما هي العادة في كل أمر يخص المواطن الأردني فقد لامست نخوة المعتصم ، الذي به بعد الله نعتصم  ، فوضع جلالته النقاط فوق الحروف ، وقالها بصراحة لا تحتاج إلى تأويل : لقد ملّ الشعب صمتكم أيها المسؤولون ، إن الشعب يريد منكم خطوات عملية جادة في بحث ملف الفساد ، ولا تخشوا في الحق لومة لائم ، يحتاج الشعب منكم أجوبة على أسئلة باتت تقلقه ، وأنتم لم تملكوا الجرأة بعد أمام هذه الأسئلة .

نكاد أن نتجاوز كلمةشكراًلجلالة الملك لأن قوله ليس استثناء ، فهل نقول للشمس شكراً على إشراقتك هذا الصباح ؟؟

الفساد في الكون موجود منذ الأزل ، وسوف يبقى موجوداً ما دام هناك من يُخطئ ، وهذا الكلام ليس تبريراً للمفسدين والفاسدين ، فالصلاح والخير أيضاً موجودان منذ الأزل ، ومن المعروف أن زلة المواطن ذنب ، وزلة المسؤول جريمة .

حين نتحدث عن الفساد فهل نتحدث عن ظاهرة يصل عدد المفسدين فيها سبعين بالمئة من المسؤولين ؟؟، أم عن حالة فاسدوها من المسؤولين لا يتعدون العشرة بالمئة ؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج المواطن الأردني أن يعرف إجابته ، فقد كثر الحديث عن الفساد ، وبالغت الأرقام المتوقعة في حساباتها حتى فقد المواطن مصداقية أي مسؤول مهما كان ، وبات يشك في كل مسؤول ، وشعاره في ذلك كل مسؤول فاسد حتى تثبت براءته .

من خلال متابعتي كمواطن يهمه الوطن والقائد أقول : إن الفساد حالة ، وهي بالطبع ليست فردية ، لكنها تبقى حالة ، والفساد لم ، ولن يصل حتى يصبح ظاهرة والحمد لله ، وأنا أعترف أن فاسداً واحداً كثير فكيف إذا كانوا عشرة بالمئة ؟ لكنها وما دامت حالة فأنا على يقين تام من إمكانية معالجتها ، وأتوسم خيراً في الحكومة الحالية بأنها قادرة على تحجيم هذه الحالة أولاً ، وقد تكون قادرة على معالجتها ، والقضاء عليها ، من هنا أقول علينا مساندتها كنواب أمة ، وموظفي دولة ، ومواطنين حتى تتمكن من ممارسة دورها الوطني ، ولا أقول هذا الكلام تقرباً من أحد ، لكنني أراها مسؤولية مشتركة بين الجميع .

وأخيراً أقول للفاسدين الجدد ، إذا كان ولا بد من الفساد ، فلا تميلوا كل الميل فتهلكوا الزرع ، والحرث ، والنسل ، فرفقاً بالوطن.


yassar.khasawneh@yahoo.om

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-12-2011 11:34 AM

طرح اكثر من رائع

2) تعليق بواسطة :
19-12-2011 03:24 PM

لقد كنت يا يسار مثالا لللفساد ايام خدمتك في حدود الرمثا بالجمارك

3) تعليق بواسطة :
19-12-2011 06:27 PM

أستاذ يسار لقد حاولت التخفيف عنا وعن نفسك وعن الوطن، أظن أن الآوان قد فات ولم يعد باستطاعة أحد أن يترفق بأمنا الوطن الحبيب، أسلوب طرحك جميل والفكرة رائعة بمحاولة تخفيف هول المصيبة لعل وعسى أن يظهر أمل وفجر جديد لمعالجة الأورام المزمنة التي يعاني منها الوطن.

4) تعليق بواسطة :
20-12-2011 07:40 AM

سيد يسار كنت اتمنى ان تكتب بعنواين اخرى غير الفساد، وذلك لحساسية الموضوع الذ يتطلب تدخين شاحنات من الدخان المهرب وغير المهرب حتى يتسطيع الانسان ان يفكر بعمق والكتابة بهذا الشأن، لماذا لا تلتزم الصمت على الاقل و ان لاتنظر على الاخرين بِشأن اعتقد انه ليس من حقك الكتابة به.

5) تعليق بواسطة :
20-12-2011 08:10 AM

أخي يسار، أشاطرك الرأي بالمسؤولية الجماعية لمحاربة حالة الفساد هذه. حيث أن علينا جميعاً المسؤولية وليس فقط مسؤولية الحكومة طالما أن الفساد لا يشمل فقط الفساد المالي بل يتعداه ليشمل استثمار الوظيفة العامة لتحقيق منافع شخصية وتجذير المحسوبيات والفساد الإداري الذي لا يقل خطورة عن الفساد المالي وكليكما وجهان لعملة واحدة. نرى ونسمع حراكات هنا وهناك إذا تم أحيل فلان للقضاء بنهمة الفساد، فإذا لماذا نطالب الحكومات بالإصلاح ومكافحة الفساد ونقف في طريقها إن أوقفت فلان أو علان بتهمة الفساد أو حتى فكرت بإحالته للفساد.

تحياتي لك

6) تعليق بواسطة :
20-12-2011 08:10 AM

السرسري

اهداء الى المفسدين
في وطني الحبيب
مع حفظ الالقاب


السرسري

ابنُ الكِرامِ ضميرُهُ مسْتيْقُظٌ
وابــــن اللئامِ بلا ضميرٍ "سرسري"*
بــان الفـسـاد وانـــت مـــن حـراســه
جافاك حسـن الخلـق يـا مـن تـزدري
قد كنت في سوق الدنايا سلعة
وضميرك " الكاوشوك"* يطلب مشتري
عَرَقُ الكِفاحِ يسيلُ منّا أنهُراً
ويسيلُ منكَ لعاب غَيٍّ برْبَري
يا سارقا يا مارقا فلتستحي
وكفاك شربا من دنان المنكر
يا ناهبا قوت المواطن خلْسَةً
اوما شبعت من الفساد لتفتري
يا جالبا هم الرزايا للورى
ان جد جدٌّ تختفي لا تنبري
جشعٌ تأصّلَ في كيانك وانتشر
فنسيت أن الفصل يوم المحشرِ
سبط النبي ابا الحسين قالها
يكفي شعاراتٍ تمورُ وتمتري
هذا أوانُ الجدِّ يحدوهُ الأملْ
أن يخبو صوتُ الغاشمِ المُتَجَبِّرِ
فلنبدأ اليومَ الحساب المرتجى
فالحق ابقى من بقاء الأدهرِ

زياد السعودي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012